العدد 3233 - الخميس 14 يوليو 2011م الموافق 12 شعبان 1432هـ

ما ينتظره منا وما ننتظره من «بيتر تايلور»

توالت ردود الفعل على الشارع الرياضي البحريني بعد نشر خبر تعيين المدرب الإنجليزي بيتر تايلور مدربا للمنتخب الوطني الكروي الأول خلفا للمقال والمدرب الحالي للمنتخب الأولمبي سلمان شريدة. وبناء على الردود التي أتت من كل حدب وصوب من إعلام وجماهير ومدربين وطنيين نستطيع أن نخرج من كل هذه الحلقة التي أسسها المجتمع الكروي في البحرين بسؤالين هامين يحتاجان لإجابة وافية عليهما وهما: ماذا ينتظر الإنجليزي تايلور منا من اتحاد الكرة ولاعبين وجمهور وصحافة؟ وماذا نحن (المجتمع الرياضي) ننتظره منه شخصيا لإضفاء قيمة مضافة «للأحمر البحريني»؟

قبل الخوض في معرض الإجابة على السؤالين السابقين، أريد أولا أن أشيد بالخيار «الموفق» مبدئيا لاتحاد الكرة، إذ إنه لبى ما كنت أتمناه في أن يقود منتخبنا الكروي الأول مدرب لم يسبق له العمل في المنطقة العربية بشكل عام والخليجية على وجه الخصوص. هي كانت أمنية شخصية وللجميع الحق في الترحيب بها أو الاعتراض عليها كون «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».

وبعيدا عن سرد السيرة الذاتية للمدرب والتي تكفل الزملاء الصحافيون بها، نذهب سريعا إلى السؤال الأول والذي يحتاجه تايلور في الدرجة الأولى أكثر مما يحتاجه أي مكون للمجتمع الكروي هنا في المملكة. فمن المعروف أن المدرب الجديد عندما يحط رحاله لتدريب منتخب دولة ما تكون مهمته الأولى هي التعرف على مستوى اللاعبين لاختيار الأفضل من بينهم لتمثيل المنتخب، ولكن الظروف شاءت أن يأتي المدرب في وقت انتهت فيه جميع مسابقات اتحاد كرة القدم، ما سيجعله في حيرة من أمره، إلا في حالتين، الأولى: أن يشكل اتحاد الكرة مجموعة من المدربين الوطنيين الذين تابعوا الدوري في هذا الموسم والذين بدورهم يقوموا برفع قائمة اللاعبين المميزين إلى المدرب تايلور وبدوره هو من خلال التمارين التحضيرية يقوم بالتصفية التدريجية للاعبين، أو في الحالة الثانية: وهي الاعتماد على تشكيلة المدرب الوطني السابق سلمان شريدة كقائمة مؤقتة لتايلور، وخصوصا أنه قد جاء في وقت قد كربت وكثرت المشاركات الخارجية التي تنتظر المنتخب في المرحلة القادمة. ما بين هاتين الحالتين نقف أمام تزويد المدرب بأشرطة «الفيديو» الخاصة بمباريات الدوري الكروي للموسم السابق، ولكن ضيق الوقت يبقى النقطة السوداء في هذا الأمر. إضافة على ما سبق فإن أي مدرب كان «تايلور» أو غيره يحتاج إلى أن تكون هناك ثقة متبادلة ومبنية من البداية في عمله مع اتحاد الكرة، وتأسيسا على ذلك ندعو اتحاد الكرة إلى إعطاء «تايلور» جميع الحرية في عمله الفني دون أي نوع من التدخلات و الاتجاه نحو خطى المنتخبات الكبيرة وحتى الخليجية كالمنتخب السعودي عندما أكد على عدم تدخله في عمل مدربه الجديد الهولندي فرانك ريكارد.

(الجمهور والصحافة) العلامتان الفارقتان في المجتمع الرياضي بشكل عام، دورهما كبير وعملهما مؤثر حسب السياق الذي تمشي عليه الخطة الرياضية لأي كيان رياضي، وطبعاً فإن «تايلور» سيطالب (بكسر اللام) - من الجانبين - بالصبر أولا ليكون في قمة تركيزه مع بداية عمله مع «الأحمر»، وثانيا الدعم الذي قدمته هاتان العلامتان - أي الجمهور والصحافة - لأي مدرب سابق استلم مهام إدارة المنتخب فنيا، لما له من بالغ الأثر على سيرة المدرب مع المنتخب.

وقد تكون النقطة الأخيرة مفروغا منها، كون أن الجمهور والصحافة عود كل من يقود المنتخب على التفاؤل خيرا، ولكن لنا الحرية في أن نطالب على الأقل بأن نرتق للأفضل ولطموح أعلى وأعلى، يأتي كأس الخليج على سلم الأولويات ولا تقل أهمية التأهل لكأس العالم أهمية عن الأول، بالإضافة إلى إيجاد «نكهة» و»شخصية» كانت فاقدة للهوية خاصة عندما يلعب منتخبنا على اختلاف مستوى المنافسات.

اتحاد الكرة حينما منح الثقة للمدرب الإنجليزي تايلور كان على يقين تام من أنه هو الشخص المفضل والأمثل لقيادة «الأحمر» في المرحلة المقبلة، وهو أيضا (اتحاد الكرة) سيكون على نار ليست بالهادئة ليشاهد ما سيحدثه المدرب من تغييرات ينتظر منها أن تكون «جذرية وحقيقية» تلبي طموحات الجمهور البحريني المتعطش للبطولات والتأهل للمونديال العالمي.

أحمد مهدي

العدد 3233 - الخميس 14 يوليو 2011م الموافق 12 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً