العدد 3248 - الجمعة 29 يوليو 2011م الموافق 28 شعبان 1432هـ

الغريفي: الحاجة إلى مبادرة جريئة تنتشل البلد من أزمته

رأى عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، أن حوار التوافق الوطني، لم يعطِ أية مؤشرات إيجابية، لحل الأزمة التي تمر بها البحرين، وذلك لأن: «جمعيَّة الوفاق الوطني الإسلامية، صاحبة أكبر كتلةٍ برلمانيَّة قد انسحبت مُدينةً لهذا الحوار، وقوى سياسيَّة معارضة أخرى وهي قوى بارزة، قد أعلنت تبرّؤها من نتائج الحوار ما لم تؤدِّ إلى إصلاحاتٍ حقيقيَّةٍ».

وأضاف: «وفعلاً انتهى الحوار دون أن يبعث أيّ أملٍ في نفوس النّاس، ودون أن يلامس القضايا السِّياسيَّة المصيريَّة والتي أنتجت الواقع المأزوم في هذا البلد...».

وقال الغريفي، في حديثه الأسبوعي مساء أمس الأول الخميس (28 يوليو/ تموز 2011)، «القوى السِّياسيَّة مازالت تمارس حراكًا قويًّا ضاغطًا، فلقاءاتُ الوفاقِ الجماهيرَ الحاشدةَ تتكرَّر أسبوعيًا، من أجل أن يبقى الصوتُ المُطالب بالحقوق حاضرًا وقويًّا وصارخًا، وتعبيرًا عن استمرار الأوضاع المأزومة، ممَّا يعني أنَّ المشهد السِّياسي بكلِّ تعقيداته، ومخاضاته الصَّعبة، وإرهاقاته الضاغطة مازال بعيدًا عن مؤشِّرات الإصلاح والتغيير».

وأضاف: «وأمّا الشارع فمازال حاضرًا، ومصرًّا على المطالبة بالحقوق، فمشاهد الحشود الجماهيريَّة الكبيرة في لقاءات الوفاق برهانٌ واضحٌ على هذا الحضور وهذا الإصرار، إلى جانب ذلك هناك تعبيرات مستمرة تتحرك في الكثير من المناطق تحاول أن تتحدَّى، معبِّرة عن مواقف تراها مشروعة من أجل أن توصل صوتها إلى مسامع النظام».

ونوّه الغريفي: «في سياق رصدِ الأوضاع المأزومة، نذكر خطابات الشَّحن الطائفي، وخطابات التحريض والتخوين التي مازالت تتحرك من خلال وسائل إعلامية، ومن خلال منابر دينيَّة، الأمر الذي يدفع في اتِّجاه التوتر والاحتقان».

وتحت تساؤل «هل يكون الشهر الفضيل شهر الانفراج؟»، أكد الغريفي بأنه: «يتطلَّع أبناء هذا الشعب، إلى شهر الله الفضيل، شهرِ الفيوضات الربَّانية، والألطاف الإلهيَّة، شهر الرَّحمة والخير والبركة، آملين أن يكون شهرًا لانفراجِ الأوضاعِ المأزومةِ الجاثمةِ على صدر هذا الوطنِ».

وأكد بأن «الأمر الذي لا يُشكّ فيه، أنَّ مبادرة الإنقاذ بيد النظام وحده، فهل يُقدِم النظام على مبادرة إنقاذٍ حقيقيَّة تنتشل البلد من أوضاعه المأزومة؟، وهل تحدث مبادرة جريئة تتحدَّى كلَّ التعقيداتِ والحسابات الذاتية، والمزاجات الأمنية، لتطرح حلاً قادرًا على تصحيح الأوضاع».

وذكر الغريفي «أن ممَّا يُؤسَف له أنَّ الأمور مازالت مقلقة، والأجواء الأمنيَّة الضاغطة مازالت تُثقِل راحة النَّاسِ، واطمئنانهم واستقرارهم، فالمضايقات والملاحقات، والمداهمات، والاعتقالات لاتزالت مستمرَّة».

وتابع: «السجونُ مازالت مزدحمةً بالمعتقلين والمحكومين من الناشطين والأطباء والعمّال والطلاب وجميع الأطياف والفئات من أبناء هذا الشعب».

وأشار أيضاً إلى أن: «الفصل التعسُّفي مازال مستمرًا، فالتسريحات قائمةٌ على قدمٍ وساق، فقد ارتفع عدد المفصولين ليقترب من الألفين وخمسمئة، هذا وفق الأرقام المسجَّلة لدى الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وإلا فالعدد الحقيقيّ أكبر من ذلك، فحملات الفصل مستمرَّة من دون توقّف رغم التوجيهات الملكيَّة، بضرورة إرجاع المفصولين إلى أعمالهم».

وأوضح الغريفي بأن «وجود هذا العدد الكبير من المفصولين يعني أنَّ ما يقرب من ثلاثة آلاف عائلة، تعيش معاناة معيشيَّة، وأوضاع حياتيَّة قلقة، ممَّا يُفاقم من أزمة البطالة في هذا البلد».

وتطرق الغريفي إلى بعثات وزارة التربية والتعليم، وقال: «قصة البعثات الطلابيَّة واحدة من قصص التأزيم، فالمزاجات الطائفيَّة تحكم الاختيارات، ما أنتج استياءً كبيرًا في أوساط الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات، في أوساط أسرهم، وفي الأوساط الشعبيَّة، معدَّلاتٌ تصل إلى (99 في المئة) تُحرَم من رغباتها في التخصّص، بل البعض من المعدَّلات المرتفعة قد حُرمت من الحصول على بعثاتٍ دراسيَّة أو مُنحت فقط منحًا ماليَّة، وقد دفع هذا الأمر المتفوقين إلى أن يرفعوا شكواهم إلى (لجنة تظلّمات التربيّة)، فهل تجد هذه الشكوى آذانًا صاغيةً منصفة؟».

وطرح الغريفي تساؤلاً عن «من المسئول عن استمرار هذه الأوضاع المأزومة؟»، ليجيب بالقول: «تقول القوى السِّياسية المعارضة، ويقول الشارع المعارض: إنّ السلطة هي المسئول الأول عن كلِّ هذا التأزُّم، من خلال إصرارها على عدم الاعتراف بوجود مأزقٍ سياسي، ومن خلال إصرارها على معالجات ترقيعيَّة لا تُجدي ولا تنفع في تصحيح الأوضاع...».

وأشار إلى أنه: «في المقابل، تحاول السلطة أنّ تحمِّل قوى المعارضة وأن تحمِّل بعض حركات الشارع كلَّ المسئوليَّة عمَّا حدث من تأزُّمات وتوتُّرات واحتقاناتٍ».

وأفاد بأن: «السلطة ترى أنّ سقوف المطالب المطروحة عالية فيما هو الدستور التعاقدي، والملكيَّة الدستوريَّة، والبرلمان كامل الصلاحيات التشريعيَّة والرقابيَّة، والحكومة المنتخبة التي تمثِّل إرادة الشعب، والدوائر الانتخابيَّة التي تعتمد مبدأ صوت لكلِّ مواطن».

وختم الغريفي حديثه بالتأكيد على أن «شعب البحرين يتطلَّع إلى شهر الله الفضيل، ليكون شهر الانفراج، وإذا لم تترطَّب النفوسُ والقلوب، وتتزكَّى الأرواح، وتتحرَّر الإرادات من كلّ الأواسر الشيطانيَّة، وتزدهر مشاعر الرحمة والمحبَّة والتسامح في هذا الشهر الفضيل، فمتى يتمّ ذلك؟»

العدد 3248 - الجمعة 29 يوليو 2011م الموافق 28 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:48 ص

      لك أن تفخر ياشعبي ....

      تنزهتم عن حب الدنيا فعرفنا أن ذلك من خصال الأنبياء فاتبعناكم. لا تبالوا كثيراً بمعاناتنا فما نكره وتكرهون ربما هو خير لنا.

    • زائر 2 | 3:52 ص

      خطاب السيد الغريفي

      كل الذي قلته معلوم و الغير معلوم هو سبب عدم الإعتبار به

    • زائر 1 | 11:58 م

      عشت يا شيخ الغريفي

      الحاجة إلى مبادرة جريئة تنتشل البلد من أزمته
      وفقك الله لخدمة البلد

اقرأ ايضاً