العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ

جماركنا وجمارك البحرين... صور ومشاهد!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

كنت ومازلت اتمنى ألا يكون بين المملكتين - السعودية والبحرينية - جمارك أو جوازات، ومازلت أتمنى أن تزول كل الحواجز الوهمية بيننا وبين البحرين بل وبين جميع الدول العربية كي تعود هذه الدول ومواطنوها للقوة والعزة التي نتمناها ونطمع في وجودها.

وحتى تتحقق هذه الآمال دعوني أعود إلى الموضوع الأساسي الذي أريد أن اتحدث عنه وهو: الجمارك وأنواع من المشاهدات فيها.

مازلت أتذكر السؤال التقليدي الذي يطرحه موظف الجمارك في البحرين على كل من يدخل البحرين وهو: هل معك خنجر؟ هل معك رصاصة؟ هل معك سلاح؟

عند سماعي سؤال الخنجر لأول مرة لم أصدق هذا السؤال وظننت أن الرجل يداعبني وتعجبت من هذه المداعبة وخصوصاً أنها تأتي من موظف جهة عرف واشتهر عن أصحابها أنهم دائماً جادون وعابسون مع الجميع من دون سبب لا وجيه ولا غير وجيه.

ولأنني - كما قلت - حسبته يداعبني فقد قلت له: نعم لدىّ خنجر وسيف... لاحظت أن ملامحة تغيرت كثيراً، وجحظت عيناه، وبدا لي وكأنه عثر على كنز مفقود.

ولما أدركت ان الرجل جاد في سؤاله تعجبت غاية العجب وأدركت أن في المسألة شيئاً لا أكاد أفهمه... قلت له: في كل بلاد الدنيا يبيعون الخناجر والسيوف، ويستعملونها زينة في مجالسهم فكيف تمنع في البحرين؟ وسكت الرجل لأنه بطبيعة الحال ينفذ تعليمات حتى وان لم يكن مقتنعاً بها.

هذا الموقف على بساطته أعاد إلى ذهني كثيراً من الأسئلة: كيف يمكن ان نطبق حديث رسولنا الكريم: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» إذا كان هؤلاء الأولاد لا يرون خنجراً أو سيفاً فضلاً عن مسدس أو بندقية؟ ثم كيف يمكن لهؤلاء الأولاد - أياً كانوا - أن يدافعوا عن بلدهم وهم لا يعرفون أبسط وسائل الدفاع لأنهم لا يملكون أدوات الدفاع، بل أبسط هذه الأدوات؟ الجيش قد لا يكفي وحده وقت الأزمات، وفي هذه الأوقات يحتاج الوطن إلى كل أبنائه لا إلى بعضهم.

تذكرت كيف ان «إسرائيل» تجند كل مواطنيها - رجالاً ونساء - وكيف أن هؤلاء المجندين يقفون على أهبة الاستعداد وقت الحاجة، وكيف أنهم يحملون سلاحهم في كل وقت... تذكرت كل هذا وتذكرت بالمقابل كيف أن عدداً من بلادنا العربية لا تجند أبناءها، وإذا فعلت فلا يكون تجنيدهم بصورة جيدة وإنما شكلية في الغالب... انظروا إلى قوة «إسرائيل» وإلى قوة العرب جميعاً واعرفوا السبب إن شئتم!

مهم جداً أن نثق في أبنائنا، ومهم جداً أن ندرك أن هذه الثقة تربي فيهم المواطنة الصالحة وبالتالي فلن يسيئوا إلى وطنهم بأية صورة بل إنهم سيدافعون عنه وعن مكتسباته كلها وبكل ما يملكون.

العدالة جزء مهم في المعادلة الوطنية، وعندما يستشعر المواطن بأنه يأخذ حقه كاملاً في وطنه فسيكون هذا الوطن أغلى ما يملك. ومن دون ذلك فكل الأفعال الأخرى لن تكون ذات جدوى.

في المقابل رجال الجمارك في السعودية يقابلونك - غالباً - بوجوه عابسة وكأنك متهم تحاول إثبات براءتك مما لا تعرف... وكأني بهم يحسبون أن هذا العبوس جزء مهم من واجبهم الوظيفي وليتهم يعرفون أن هذا العبوس ليس في مصلحتهم وأنه يبعد الناس عنهم ويعطي الآخرين صورة سيئة عنهم.

طريقة تصرفهم - أحياناً - تدل على سوء وتخلف ما كان يجب أن يكون موجوداً فيهم؟ طريقة تفتيش الحقائب، طريقة التعامل مع الناس، طريقة التعامل مع الكتب - في حال وجودها - كل هذا المسائل تتم بطريقة غير لائقة.

ماذا يمكن للإنسان أن يحمل معه من البحرين، وماذا يمكن له أن يحمل إليها من السعودية؟ مرة أخرى ليت المسئولين في المملكتين يلغون كل هذه الاجراءات التي لا طائل من تحتها باختصار شديد العدالة وحدها وبكل أنواعها توجد المواطن المخلص المحب لبلاده وقادتها ولا شيء سوى ذلك

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً