العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ

كأس العالم... يا وزارة التربية

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في يوم الجمعة المقبل ستبدأ أولى مباريات نهائيات كأس العالم التي ستقام في عدد كبير من مدن ألمانيا... البطولة ستبدأ في التاسع من الشهر الجاري وتنتهي في التاسع من الشهر المقبل، وعدد المباريات المنقولة (تلفزيونياً) هي ثلاث مباريات في اليوم، المباراة الأولى ستبدأ في الساعة الرابعة عصراً والثانية تبدأ في الساعة السابعة مساء والثالثة تبدأ في العاشرة ليلاً وتنتهي تقريباً عند منتصف الليل...

بما يعني أن الأولاد الذين هم في عمر المدارس (وبالخصوص في الصفوف الثلاثة النهائية) سيكونون أمام شاشات التلفزيون (لمتابعة المباريات) من قبل الساعة الثالثة وحتى منتصف الليل... وإذا علمنا أن المدارس الحكومية ستقفل أبوابها اعتباراً من نهاية الدوام ليوم غد (الأحد)، والمدارس الخاصة ستجرى فيها الامتحانات النهائية في الفترة من تاريخ إلى من الشهر الجاري (يعني في عز المباريات)، فماذا نقول لوزارة التربية التعليم غير: أين التنسيق يا الحبايب؟...

أولاد كثيرون ( قصدي أولاد وبنات) هم طلاب في المدارس الخاصة... وهم من الرياضيين والمتابعين الممتازين لجميع مباريات كرة القدم، ولهم فرقهم التي يحبونها، ولهم لاعبوهم الذين يتغنون بهم ويتشبهون بهم ويرتدون فانيلات فرقهم المطبوعة عليها أسماؤهم وأرقامهم... هذه حقيقة لا تقبل النقاش... وهؤلاء الطلبة لا يمكن أن يفوتوا فرصة مشاهدة لاعبيهم المفضلين أو فرقهم المفضلة التي ستلعب في النهائيات التي ستبدأ في نهاية الاسبوع الجاري، مهما حاولت عائلاتهم...

أبناؤنا جميعهم الذين لديهم هوس بالرياضة والرياضيين، سيتجمدون أمام الشاشات طول اليوم، لأن هذه الفرصة لا تتكرر إلا مرة كل أربع سنوات... والمدارس الخاصة العجيبة لا يوجد فيها «من المربين» من كان لديه التخطيط السليم لوضع نهاية للعام الدراسي الجاري قبل بداية مباريات كأس العالم، وكأن الذي لا يعجبهم ولا يتفق مع ذوقهم هو من المفترض لا يعجب طلبتهم وعليهم أن يبتعدوا عنه...

طيب، ماذا يمكن أن تفعل العائلات التي لديها أبناء في سن المراهقة، وهم طلبة في المدارس الخاصة، ومطلوب منهم أن يذاكروا جيداً ويركزوا أثناء المذاكرة، ويقدموا الامتحانات النهائية التي ستحسم علاماتها قرارات الجامعات التي يريدون الالتحاق بها، وفي الوقت نفسه هناك مباريات تقام في الوقت نفسه وتسحب قلب الابن وعقله وكل تفكيره... ماذا يمكن أن تفعل العائلات؟ ليتقدم لي أحد المسئولين عن المدارس الخاصة ويخبرني بالجواب المنطقي لهذه المشكلة حتى أمرره للعائلات...

إذا كان من يدير ويضع البرامج للمدارس الخاصة لا يفهم في شئون الرياضة شيئاً، وكل تركيزه هو فقط في التحصيل العلمي للطلبة، ولا يدري أن العقل السليم في الجسم السليم، ولا يريد لطلبته أن يفهموا أي شيء في الأمور الرياضية، لأنه يعتقد بأن مدرسته تجهز جميع طلبتها للعمل المستقبلي في قاعدة «كيب كيندي الفضائية»... إذا كان كل ذلك، فأين وزارة التربية والتعليم؟ وأين دورها المفترض؟

أعرف أن وزير التربية والتعليم هو شخص رياضي ويحب كرة القدم بالخصوص، وسبق له أن عمل إدارياً في نادي الرفاع الغربي، وكذلك كان هو الشخص المسئول عن واحدة من دورات الخليج التي أقيمت على أرض البحرين... هو صديقي وكان قد سبق ولعبنا كرة القدم «مع بعض»... والآن وزارته خططت لنهاية العام الدراسي في مدارسها قبل بداية المباريات بعدة أيام، ولكنها نسيت المدارس الخاصة التي هي تحت إشرافها، وتركت لهم الحبل على الغارب، فأين التخطيط الجيد يا وزارة؟...

التخطيط بين الوزارة وهذه المدارس مفقود وهذه حقيقة، ونحن الآن لا نريد البكاء على اللبن المسكوب لأن البكاء في هذه الوقت عديم الفائدة، ولكن مازال لدينا بعض الأمل في تدخل الوزير (مشكوراً) لتعديل ما يمكن تعديله، ومساعدة العائلات في حل هذه المشكلة العويصة بالنسبة لهم، والبسيطة بالنسبة إلى المدارس الخاصة... الامتحانات ستبدأ الاسبوع المقبل وبمعدل امتحان واحد في اليوم مدته ساعتان يبدأ في الساعة التاسعة وينتهي في الحادية عشرة... والحل برأيي هو مخاطبة المدارس لتأخير موعد بداية الامتحان إلى الساعة الحادية عشرة والنصف وينتهي عند الواحدة والنصف، وذلك حتى لا نحرمهم من مشاهدة المباريات المتأخرة والنوم الكفاية..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً