العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ

أمجاد يا عرب أمجاد

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نقلت شركة «أمي إنفو.كوم» (ameinfo.com) خبراً مفاده أن محرك البحث غوغل (Google) سيطلق خدمة جديدة إلى خدمات البريد الإلكتروني جي ميل (Gmail) تتيح للمستخدم العربي تحويل واجهات الشاشة إلى اللغة العربية. وهذه خدمة جديدة توفرها غوغل للسوق العربية تضاف إلى خدماتها الأخرى التي طورتها خلال السنتين الماضيتين في نطاق البريد الإلكتروني مثل قدرة تخزينية تصل إلى غيغا بايت، وحماية من هجمات الفيروسات... إلخ.

وستمكن الخدمة الجديدة المستخدم العربي من تنضيد رسائله من اليمين إلى اليسار الأمر الذي سيعطيه الكثير من المرونة في إرسال وتلقي الخطابات الإلكترونية.

يحمل هذا الخبر الكثير من الدلالات على صعيد صناعة الانترنت أو بالأحرى التطبيقات ذات العلاقة بالشبكة العنكبوتية العالمية (الويب).

أول تلك الدلالات: هي أن اللغة العربية لم تعد لغة شاذة غير قابلة للتطويع عندما يتعلق الأمر بالتقنيات أو التطبيقات ذات العلاقة بالويب، وهي التبريرات المعهودة التي غالباً ما نسمعها من دور البرمجيات العربية عندما تواجه المستفيد بعض المشكلات عند استخدام تطبيقات ثنائية اللغة ومن بينها العربية قامت بتطويرها تلك الدور.

ثاني تلك الدلالات: هي ان سوق الانترنت العربية، إن جاز لنا القول، اكتسبت حيزاً يكفي للفت انتباه شركة عالمية، غير عربية، مثل غوغل إلى درجة أنها تفرد موازنة خاصة، بغض النظر عن قيمتها، لتطوير خدمات تخاطب السوق العربية من دون غيرها. وهذه اللفتة ترد على التبريرات التي يحلو لرواد صناعة الإنترنت العربية اجترارها والقائلة بأن السوق العربية في مجال التكنولوجيا لاتزال في مراحلها الجنينية ولا تستحق المخاطرة كتلك التي قامت بها غوغل.

ثالث تلك الدلالات: هي أن رأس المال العربي بشقيه العام والخاص لايزال أجبن من ان يمتلك الحد الأدنى من الشجاعة كي يبادر إلى شيء شبيه. ولاينبغي أن ننخدع ببعض البرمجيات أو التطبيقات العربية، فباستثناء الندرة منها، فإنها لاتزال غير قادرة على المنافسة نظراً إلى تدني المقاييس والمعايير التي تتقيد بها والتي هي دون تلك المطلوبة عالمياً بالشيء الكثير.

رابع هذه الدلالات: أن جل الاستثمارات العربية تتجه نحو الصناعات التقليدية، مثل البناء، او التجارية مثل تجارة الأسهم، وكلتاهما غير قادرتين على توليد القيمة المضافة التي يحتاجها الاقتصاد المعرفي المعاصر، ومن ثم فهي جميعاً غير قادرة على تجاوز محيطاتها الهامشية، وليس في وسعها الدخول إلى صلب ذلك الاقتصاد.

ولكي لا تحبطنا كل هذه الدلالات فلابد لنا من أن نعيد تأليف مقطع غنائي جديد شبيه بذلك الذي كنا نردده في الخمسينات من القرن الماضي والذي يكرر مقطعاً يقول «أمجاد يا عرب أمجاد» فلعله يزيل شيئاً من اللوعة أو يخفف بعض الألم

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1369 - الإثنين 05 يونيو 2006م الموافق 08 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً