تتجه الأنظار إلى استاد «اليانز أرينا» في ميونيخ حيث تقام ثاني مواجهة عربية عربية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم وتجمع منتخبي السعودية وتونس اليوم (الأربعاء) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال ألمانيا .
فبعد عاما من المواجهة الأولى بين السعودية والمغرب، أوقعت القرعة السعودية بالذات مع تونس في مجموعة واحدة إلى جانب اسبانيا وأوكرانيا.
ويختلف المشهد تماما بالنسبة إلى السعودية، فمشاركتها في مونديال الولايات المتحدة العام كانت الأولى لها في هذا المحفل العالمي.
ويحق للسعوديين اعتبار المواجهة العربية مع تونس فأل خير عليهم قياسا على ما حققوه أمام المغرب، لكن ذكريات مباراتهم الافتتاحية ضد ألمانيا بأهدافها الثمانية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان العام لاتزال أمامهم، لذلك فان التفاؤل يشوبه الحذر الشديد.
ولتفادي الأخطاء التي حصلت في إعداد «الأخضر» لمونديال وفر الاتحاد السعودي خطة شاملة لتهيئته لنهائيات ألمانيا فخاض مباراة دولية متدرجة المستوى أهمها في المعسكرين اللذين سبقا انطلاق المنافسات إذ فاز على توغو صفر وخسر أمام التشيك صفر/ ورابعة النسخة الماضية تركيا صفر/ وكان خسر أمام بلجيكا قبل ذلك، ثم فاز على فريق منطقة باد ناوهايم حيث كان يستعد قبل توجهه إلى ميونيخ صفر، وعلى احتياطيي فرانكفورت صفر.
وأعلن باكيتا في أكثر من مناسبة عن جهوزية المنتخب فنيا وبدنيا وقال: «المنتخب جاهز تماما لخوض غمار المونديال وهدفنا ليس فقط المشاركة وإنما المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني«.
وعن تأثير المباراة الافتتاحية للمنتخب السعودي في المونديال السابق على اللاعبين أمام تونس قال باكيتا: «لا شك في ان اللاعبين السعوديين عانوا كثيرا من الناحية النفسية العام وهم لن ينسوا ذلك أبدا لكن تصميمهم كان واضحا على تقديم الأفضل هذه المرة وقد عملنا كثيرا على تهيئتهم بدنيا ونفسيا ليكونوا جاهزين تماما للمباراة الأولى«.
واعتبر باكيتا ان غياب هداف المنتخب التونسي سيلفا دوس سانتوس بسبب الإصابة «لن يؤثر على خطته للمباراة الأولى«، مشيرا إلى انه «فكر في جميع الاحتمالات وان تشكيلته لمواجهة تونس واضحة مع احتفاظه ببعض الأوراق السرية لاستخدامها في الوقت المناسب«.
وقد يكون بطل إفريقيا على أرضه العام المنتخب التونسي افتقد احد اخطر لاعبيه بإصابة سيلفا دوس سانتوس، لكنه يملك من اللاعبين ما يجعله قادرا على تقديم مباراة كبيرة يستهل بها مشواره في النهائيات إذ يسعى أيضا إلى الفوز أملا في خطف إحدى بطاقتي المجموعة للدور الثاني.
وكان سانتوس تعرض للإصابة في ركبته خلال مباراة إعدادية لتونس ضد فريق محلي في مدينة شفاينفورت الألمانية ضم في صفوفه لاعبين بافاريين، إذ اضطر سانتوس إلى مغادرة الملعب في الدقيقة بعدما شعر بآلام في ركبته لم يتعاف منها قبل المواجهة المرتقبة مع السعودية.
كما تلقى المنتخب التونسي ضربة ثانية بإصابة مدافع تولوز الفرنسي مهدي مرياح الذي سيغيب عن البطولة نهائيا لإصابته في ساقه اليسرى إذ تم استبداله بمهاجم ستراسبورغ الفرنسي هيكل قمامدية بحسب ما أكد الاتحاد الدولي (الفيفا).
وسبق ان حل شوقي بن سعدي بدلا من عصام جمعة للسبب عينه أيضا.
وباستثناء هاجس الإصابات، فان المنتخب التونسي يمر بحال فنية مستقرة تحت إشراف المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاده إلى الانجاز الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه قبل عامين.
وينظر لومير إلى المونديال نظرة التحدي لأنه كان فشل فشلا ذريعا مع منتخب بلاده العام إذ دخل مرشحا بقوة للاحتفاظ بلقبه لكنه خرج من الدور الأول.
واكد قيس الغضبان ان الاستعدادات تتواصل في ظروف جدية وبلغت مرحلتها الأخيرة مضيفا «انه بعد ان اقتصر الاستعداد في سويسرا على الجانب البدني تركز هنا في ألمانيا على الجوانب الفنية والتكتيكية«.
وأكد أهمية أن يكون المنتخب جاهزا أمام السعودية، مشيرا إلى أن معنويات اللاعبين عالية.
من جهته، أوضح مدافع بولتون الانجليزي الجعايدي ان المنتخب جاهز لمباراة السعودية مضيفا «من دون التقليل من قيمة المنتخب السعودي فان ملاقاته في المباراة الأولى وتحقيق نتيجة ايجابية سيساعدنا على دخول المونديال بنسق تصاعدي قبل ملاقاة اسبانيا وأوكرانيا«.
إسبانيا أوكرانيا
ستكون المباراة بين اسبانيا وأوكرانيا اليوم (الأربعاء) في لايبزيغ معركة مبكرة على صدارة المجموعة الثامنة علما بأن المنتخبين العربي السعودي والتونسي يكملان هذه المجموعة.
ويحوم الشك حول مشاركة هداف أوكرانيا أندري شيفشنكو في المباراة وبالتالي قد تفقد أوكرانيا ورقة رابحة للمواجهة القوية مع ابرز منافس لها في المجموعة.
وكان شيفشنكو أصيب في ركبته الشهر الماضي وهو يكتفي ببعض التمارين الخفيفة ولا يدري ما إذا كان سيلعب ضد اسبانيا أم لا وقال في هذا الصدد: «لا ادري ما إذا سأكون جاهزا مئة في المئة ضد اسبانيا، وأنا أقوم بكل شيء من اجل أن العب«.
والأمر ينطبق على مهاجم اسبانيا المعروف راؤول غونزاليز الذي أصيب في ساقه في اليومين الأخيرين ولم يكمل التدريب.
وغالبية الظن ان المدرب لويس اراغونيس سيلجأ إلى الثنائي الصاعد فرناندو توريس ودافيد فيا ثاني هدافي الموسم الماضي في الدوري المحلي برصيد هدفا، علما بان توريس اكتفى بتسجيل هدفا.
وتأمل اسبانيا الكثير من جيلها الجديد المتمثل في ثنائي أرسنال الانجليزي خوسيه انطونيو رييس وسيسك فابريغاس وخصوصا الأخير الذي فرض نفسه في صفوف الفريق اللندني على رغم صغر سنه ( عاما) وبرهن ان له مستقبلاً واعداً.
ولطالما أخفقت اسبانيا في المحافل الدولية، وهي فشلت في إحراز اللقب العالمي على رغم أنها تضم أفضل ناديين في العالم وهما ريال مدريد وبرشلونة، وكانت ابرز نتيجة حققتها العام عندما حلت رابعة، كما انها فازت باللقب الأوروبي مرة واحدة العام عندما استضافت البطولة
العدد 1377 - الثلثاء 13 يونيو 2006م الموافق 16 جمادى الأولى 1427هـ