العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

إصلاحيون... فاسدون!

ضياء ضياء الدين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شعار الاصلاح السياسي ومحاربة الفساد، أضحى مرفوعاً على لافتات وفي تصريحات معظم المرشحين لانتخابات مجلس الأمة الكويتي، وخصوصا المرشحين من كتلة الـ المنحلة عملياً.

الاصلاح السياسي هدف مشروع، بل هو واجب وطني في ظل الاختلال الواضح في المصالح، وفي ظل الفساد السياسي المستشري بصورة فاحشة في البلد.

ولعل الذي يعايش جزءاً من الانتخابات التشريعية الكويتية يكتشف بلا عناء ممارسات فاسدة كثيرة، كالانتخابات الفرعية القبلية والتصفيات الطائفية والمال السياسي وشراء الأصوات.

وما يؤسف له أن غالبية القوى السياسية انحدرت وخصوصا في الفترة الأخيرة إلى مستنقع الفساد، وشاركت بصورة علنية وواضحة في ممارسات فاسدة خلال الانتخابات الحالية التي تجري بسخونة في الكويت هذه الأيام.

ولعل من أبرز تلك الفضائح مشاركة ممثل الحركة الدستورية الاسلامية (حدس) في الجهراء في انتخابات فرعية قبلية، وهو أيضاً كاتب صحافي يدافع بصورة مستمرة عن المبادئ الدستورية والديمقراطية!

كما ان ظهور مؤشرات لاستغلال الصناديق الخيرية في دعم مرشحين محسوبين على التيارات الإسلامية يصب أيضاً في عمليات شراء الأصوات المقننة والتي تأخذ في الكويت فنوناً وأشكالاً اعتقد انه ليس لها مثيل في كل دول العالم!

وما يلفت أيضا في هذه الانتخابات، هو انقلابات المواقف التي تخفي وراءها تحالفات عجيبة غريبة، قد لا نستطيع تفسيرها منطقياً إلا بحسابات الوصول لمقعد البرلمان بأي ثمن... فأقصى اليسار يتحالف مع أقصى اليمين، والاتجاه الواحد ينشق بمرشحين متنافسين في دائرة واحدة، وملك شراء الأصوات في الانتخابات الماضية يرتدي البرتقالي، والبرتقاليون يحتضنونه ويعتبرونه منهم!

والواقع أن شعارات الإصلاح تتوافق مع المزاج العام للشارع الكويتي، فهو يهوى النقد السياسي للحكومة، وبالتالي فان المرشح الذي لا ينتقد الحكومة يصبح منبوذاً... ولعل أداء الحكومة الضعيف يضيف سبباً آخر لارتفاع معدلات النقد والتهجم على الحكومة في الانتخابات.

قبل أيام كنت حاضراً في افتتاح مقر انتخابي لمرشح من الدوائر البعيدة عن العاصمة، وحينما انتهى المرشح من خطابه الذي تناول برنامجه الانتخابي قال الجالس بقربي: إن هذا المرشح هو الوحيد في الكويت الذي لم ينتقد الحكومة!

الاصلاح السياسي في الكويت، يجب ألا ينحصر في خطب المرشحين لانتخابات مجلس الأمة، ولا في الوعود التي تطلق في الحملات الانتخابية، لأن أكثرها وعود كاذبة، بل لابد من مشاركة كل القوى السياسية في حوارات جادة وهادئة بعيدة عن الصخب الانتخابي، لتلمس الأولويات، وتقديمها على شكل قوانين ومشروعات سياسية وطنية

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً