العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ

لنُحوِّل بيئتنا السياسية من السلبية إلى الإيجابية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في العام الماضي (في 5 أغسطس/ آب 2010) حوصر 33 عاملاً من عمال المناجم في تشيلي في كهف داخل منجم للنحاس والذهب (عمره أكثر من 120 عاماً) وذلك في عمق صحراء جافة تعتبر واحدة من أقسى المناطق على وجه الأرض (شمال تشيلي في أميركا الجنوبية)، وبدا أن عمال المنجم يقبعون في قبر وينتظرون الموت المحتم تحت الأرض بعمق 700 متر، وعلى مسافة نحو 5 كيلومترات من مدخل المنجم.

ما حدث لاحقاً، وعلى مدى 69 يوماً يُعتبر واحداً من القصص الدرامية التي لا تتكرر على مر التاريخ، إذ شاهد العالم كيف تضامنت الجهود عبر تجلّي روح وطنية جماعية، وعبر استعمال أفضل العقول لصوغ وتنفيذ خطة الإنقاذ (عبر كبسولة «فينيكس» التي أدخلت بعد استخدام مثقاب لتسهيل عملية الإنقاذ)، ومن ثم تحولت تلك القصة المأساوية إلى قصة تبعث على الفخر والاعتزاز الوطني والعالمي.

قبل تلك الحادثة المأساوية بستة أشهر كان الشعب التشيلي قد خرج للتوّ من زلزال مدمر وتسونامي؛ ما أدى إلى شعور بالقلق الشديد من دخولهم في محنة بعد أخرى، ولكن سرعان ما تحولت تلك البيئة الحزينة إلى موجة من الحماس والإبداع والتعاون والتضامن الجماعي وتم إنقاذ جميع عمال المنجم. هذه القصة الدرامية تعتبر إحدى أهم قصص الانتصار الإنساني على اليأس، وكيف يتم تحويل البيئة السلبية إلى أخرى تمتلئ بالإيجابية والتفاؤل والنجاح.

ونحن في البحرين يمكننا أن نُحوِّل البيئة التي نمر بها إلى أجواء أخرى مختلفة تماماً عمَّا مررنا ونمر به، ويمكننا أن نعيد اسم البحرين بصورة مشرقة عندما نواجه ما حدث بشجاعة، ونستطيع تنشيط التفكير الإبداعي الذي يجمع البحرين على أهداف سامية، ويمكننا تفحص مواقع الخلل، ونعالج الجراح، وننطلق إلى الأمام من خلال علاجات تصل إلى جذور الأزمة. ولعل إحدى النتائج التي توصل إليها الكثير من البحرينيين في مختلف المواقع، هي أن الحل الأمني لن يحقق الأهداف التي نأملها لبلادنا؛ فتحقيق الأمن يتطلب إرساء أسس الاستقرار السياسي المعتمد على لمِّ الشمل وإشراك الجميع في عملية الحل السياسي التوافقي. كما أن الحلول السياسية التوافقية تتطلب بالضرورة الخروج عن النصوص التنظيرية، لأنها تحتاج إلى تنازلات، على أن تكون تلك التنازلات معقولة، وأن تفسح المجال لتطوير العملية السياسية باستمرار نحو الأحسن.

ومن القناعات التي ينبغي للجميع التوصل إليها هي أن البحرين لجميع مكونات المجتمع، وأن هذا يتطلب التوقف عن التشكيك والتحشيد؛ لأن كل ذلك لم ينفع في شيء، ولن ينفع أحداً في إقصاء أو القضاء على فئة من الفئات. إن البحرين لأهلها، سنة وشيعة وكل من تعايش مع هاتين الطائفتين الكريمتين وخدم البحرين، والحكم في البحرين اعتمد على الطائفتين في كل مراحله التاريخية، وهذا الاعتماد قام على التواصل والتفاهم. وفي كل المراحل التي مرت بها البحرين، فإن الحركات المطلبية والاختلافات في وجهات النظر لم تتحول إلى شطر المجتمع إلى قسمين، ونحن بحاجة إلى تأكيد أن البحرينيين سيبقون لبعضهم البعض، وأن خروجهم من هذه الأزمة ممكن جداً، ويمكن أن نُحوِّل البيئة السلبية إلى بيئة إيجابية، تماماً كما فعل التشيليون العام الماضي

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 51 | 7:07 م

      5 اشهر بلا عمل ولا نص راتب حتى؟

      يادكتور كرمك عسل؟
      لكن ويش نسوي البعض بغاها طرب فينا يادكتور، دخلنا لامعتقل ظلما وزورا وخرجبنا ولم تسجل علينا قضية ، رحت الشغل اللى يسوى المدير الظائفي لاتداوم ؟ اى ليش عاد؟ قال اول جيب مايثبت انك برىئ؟ قلت له اذا النيابة العسكرية قالت لي ماعليك شىء وطلعوني؟ شنو ذنبي ارجع لهم وانا فرج مو جهة حكومية؟ مو لازم انته تراعي؟ ؟ سئلتهانت على اساس وقفتني عن العمل ؟ هل ارجيت تحقيق معي؟ قال كلا؟ طيب شو دليلك؟ ماعنده شىء بس الحقد عامي قلبه ويبي يتشفه وينتقم؟ وانا 5 اشهر لا شغل ولا مشغلة

    • زائر 50 | 6:43 م

      البعض لا يفهم ثقافة الاختلاف

      البعض لا يعرف غير ثقافة الراي الواحد والعين الواحدة وما عدا ذلك حرام وخيانة وطائفية ومسميات ما انزل الله بها من سلطان ............

    • زائر 49 | 5:50 م

      كبير يابوجميل

      نعم كلام مؤثر يجب ان نبعد لغة تشكيك بالاخرين

    • زائر 46 | 11:20 ص

      كلام جميل ولكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      دكتور منصور كلماتك من ذهب وتدخل على القلب السرور ولكننى مفصول من عملى فصلا تعسفيا،اعيش الجوع انا واطفالى،ابنائى فى كل يوم يقولون لى بابا متى سنشترى ثياب العيد وانا اقول لهم غداولا ادرى اى غدا فيهم لاننى مفصول وبلا راتب مند 5 شهور،المدارس على الابواب ولاوزمها انت ادى بها كانت ترهقنى وانا اعمل وكيف بى الان وانا مفصول وبلا راتب اعيش الفقر والجوع واكاد انفجر بل سانفجر قريبا يابسيونى،كلام جميل يادكتور ولكننى لا استوعبه وانا مفصول ومجوع وارى نفسى عاجزا عن تحققيق ابسط حاجيات العيش الدنى وليس البسيط

    • زائر 41 | 7:36 ص

      من يريد طريق النجاة يسلك كلام الصدق

      أن سر نجاج حل المشاكل كلام الصدق فاذا أردنا حل مشاكلنا فعلينا أتباع أسلوب الصدق وقرات الامور بواقعية وبانصاف وبدون تدرليس ومواربة وعدم التشاحن والبغضاء بين فئاة المجتمع من أعلى الهرم حتى أسفل الهرم . ونتمنى أن يخطو أصاحب القرار الخطوات الجريئة التي تعيد الى الوطن اللحمة بين أطياف المجتمع البحرين لنحول السلبيات الى أيجبيات للجميع .

    • عنب احمر | 7:10 ص

      الحب اساس قوة المجتمع

      يجب ازالة الاحقاد والضغون وفتح صفحة جديدة

    • زائر 39 | 7:04 ص

      أبو علي ياأيها الدكتور

      نحن لا نتقطع الأمل لأنه يئس من روح الله واليأس من الكفر والعياذ بالله....في بلدنا الجبيبة البحرين ..لنقله بصراحة...فئة من الشعب:حوربت ......ومع ذلك نحن نثق بوعد الله ...وهذا هو الأمل الذي لا مفر منه وهذا هو نعنونه تحت النظرة الأيجابية دائما وأبدا وحتما ويقينا ......

    • زائر 38 | 6:27 ص

      عزت غرشة الشامبو

      والله كلامك مقنع، وانا مؤمن به، ولكن كيف أتجاوب معه والى الآن لم أذهب للخياط لملابس أطفالي للعيد والمدرسه، حتى غرشة الشامبو عزت وإستحميت اليوم بالصابون فقط، مع تسبب اصدقاء الامس بفصلي من العمل لا أستطيع أن أطبق هذا الكلام وابنائي في مهب الريح!

    • زائر 37 | 6:05 ص

      كان الله في عونك يادكتور

      الله يكون في عونك يادكتور...انت دائما تدعو الي الامل والتفاؤول والبناء والسعي للحل والخروج من الازمه، ولكن على الضفه الاخرى من يدعو للنقيض. ونقول من صارع الحق صرعه.
      شكرا لك يادكتور كم نحتاج لهذا القلم الشريف

    • زائر 35 | 5:55 ص

      من غشنا فليس منا

      نحن لا نصنع السلبية الواقع الذى يصنعة الآخرون هو الذى يدفعك لشك و الريبة عندما يحاول الطرف الآخر فى غشك فى كل خطوة نخطيها معة .

    • زائر 33 | 5:18 ص

      اعمدة الوسط اليوم اكثر من رائعة

      الف تحية لكم يا كتّاب الوسط ولكل صاحب قلم نابض مصداق
      تحياتي لكل صاحب عمود وخصوصا في عدد اليوم
      شكرا لكم ،، شكرا لكم

    • زائر 32 | 5:15 ص

      وما ينبئك مثل خبير

      لقد عشتم وعاصرتم أجواء "الحوار" وشاركتم فيه يا دكتور منصور فهل حصلتم على اذن واعية لمرئياتكم؟

    • زائر 31 | 5:10 ص

      منطق في محلة

      ان ما سجلته منطق في محله ويحتاج وقفة متاملة وعاقلة وراقية في فهم ضرورات العمل الوطني الصادق للارتقاء بمفهيم المجتمع في القبول بضرورة نبذ المفاهيم الحديثة التي عصفت بوحدة مكونه الاجتماعي وباعتقادي هناك ارضية خصبة لتحقيق ذلك مدعومة بمواقف مختلف اطياف المكون الاجتماعي.
      وفقق الله في مسعاك.

    • زائر 29 | 4:13 ص

      أأيد هذا الكلام

      من الممكن ان نلملم الشمل ونعالج الجراح وننطلق الى الأمام بعد ان نعالج الماضي وليس عبر تخطيه
      فلا يمكن لأم ثكلى ان تتعايش من جديد من دون ان يحاسب من قتل فلدة كبدها ولا يمكن لمفصول كان يعيل عائلة بأكملها تعرضت للتجويع ان يقول البحرين لجميع مكونات المجتمع دون ان يحاسب من زج به ووشى به للحصول على وظيفته او بغضا فيه
      علينا تضميد الجراج لنمضي قدما عن طريق محاسبة المسئولين عن هذا الشرخ

    • زائر 28 | 4:09 ص

      وقفة للتامل -2- مواطن مغترب

      واذا ما اجرين مقاربة لماضي وحاضر مجتمعنا وغصنا في اعماق مكونه الاخلاقي لوجدنا حقيقة تطلعه الى ان يكون وحدة متراصة في علاقاته المجتمعية بيد ان على عقلاء وحكماء مجتمعنا ان يؤكدو عزيمة الارادة الجمعية في اجتثاث الورم السرطاني الذي اخذ ينهش مقومات الخير والقيم الاخلاقية لمجتمعنا وذلك من خلال سد منافد الشر ومحاصرة المنتفعين من الحالة غير الصحية والقائمين على تعميق وجودها بين خلايا مجتمعنا البسيط عندها يمكننا الحديث عن امكانيات بناء البيئة الصحية لمجتمعنا المسالم بطبيعته وان المرحلة ناضجة لتحقيق ذلك.

    • زائر 27 | 3:57 ص

      وسر ونحن معاك يادكتور

      كلامك عسل يادكتور واتنمى ان تقود بنفسك هذه المبادرة والله الموفق والمستعان

    • زائر 26 | 3:49 ص

      وقفة للتامل - مواطن مغترب

      لا اتصور ان البحرينيين بمختلف انتماءاتهم العقائدية والاجتماعية يهمهم من يحكم بل ان ما يهمهم من يؤمن لهم حقوقهم العادلة في الكرامة والعيش الكريم وهنا يكمن مربط الفرس
      تلك ثوابت مهمةفي واقع حياةالشعون وادركها حتى اكثر الناس تمسكا باساليب القوة في الانتصار لقيدته ولدلالة على ذلك نشير الى رؤية روبرت مكنمارةوزير الدفاع الامريكي في ستينيات القرن الماضي حيث اشار الى ان القوة العسكريةلايمكن ان تحقق الامن بل التنميةواشباع حاجات الناس وتامين العدالة هي المقوم الرئيس للامن وتلك هي الحقيق التي ينبغي ادراكها

    • زائر 23 | 3:13 ص

      حسن النية

      بتكاتف الجميع يمكن ذلك ولاكن ما دام احد الاطراف يضمر لك عن طريق الاعلام من تحريض على الكراهية المستمرة وكل ذلك من اجل مطالب عادلة للجميع وليس لفئة واحدة .

    • زائر 20 | 2:47 ص

      صبحك الله بالخير يادكتور

      مشكور على الكلام الجميل ... من يعلق الجرس الان؟ البدايه يجب ان تكون من الكتاب و المفكرين وخاصة كتاب الاعمده الافاضل والدور عليك ان شاء الله توجهم وتنصحهم كما ارجو ان يبادر الاخرون الى طريق الايجابيه.
      بويوسف

    • زائر 18 | 2:31 ص

      د كلامك جميل جدا ولكن أعطني معطيات أعطيك تفاؤل

      ما أجل هذه الكلمات من إنسان صادق مخلص لوطنه
      ولكن يا دكتور المعطيات جدا ضعيفة ولا تعطي بصيص أمل يمكن أن يبعث البواعث في النفوس وأشاطرك الرأي أن الحل الأمني وكما قلت وقال الكثيرون غير مجدي مع الكثير من التجارب والمشكلة أننا لا نتعلم من التجارب وكما يقول المثل السوري(فرج الله عن أهل سوريا) اللي بيجرب مجرب عقله مخرّب والكلام في الماضي لا طائل منه علينا بالحاضر من يخطي الخطوات التي تعيد الثقة المقودة ولن يتحرّك القطار بدون إعادة الثقة

    • زائر 16 | 2:15 ص

      لن نقول عفا الله عن ما سلف

      من الممكن ان نلملم الشمل ونعالج الجراح وننطلق الى الأمام بعد ان نعالج الماضي وليس عبر تخطيه
      فلا يمكن لأم ثكلى ان تتعايش من جديد من دون ان يحاسب من قتل فلدة كبدها ولا يمكن لمفصول كان يعيل عائلة بأكملها تعرضت للتجويع ان يقول البحرين لجميع مكونات المجتمع دون ان يحاسب من زج به ووشى به للحصول على وظيفته او بغضا فيه
      علينا تضميد الجراج لنمضي قدما عن طريق محاسبة المسئولين عن هذا الشرخ

    • زائر 13 | 1:24 ص

      سنكون بخير اذا سكتت الأبواق النافخة في الطائفية

      سنكون بخير اذا سكتت الأبواق الطائفية عن الكلام المحرض ضد مكون كبير في المجتمع ولا يعجبها ان تكون البحرين لكل البحرينيين بل لهم وحدهم والدليل الفصل التعسفي وملاحقة الطلبة حتى في الجامعات الخاصة وآخرها ( جامعة بيروت ) لمعرفتهم بالمستهدف ، بدون القام المحرضين حجرا لن يصلح حال البلد لأن الطرف الآخر أيضا له لسان ويستطيع الرد من باب ( لسانك لا تذكر به عورة امري فكلك عورات وللناس ألسن )...........

    • زائر 10 | 1:02 ص

      الاختلاف....... ثقافه

      لأنه يؤدي الى الحوار ، الى تلاقح الافكار واثراء الساحه سواءً اكان تكوينياً او اجتماعياً او فكرياً وهو الاخطر ، بعكس مانراه اليوم من خلاف سببه الاختلاف ...... علماً بأن احتواء الاّخر اقلُ كلفةً من الغائه . بوعطيه .

    • زائر 7 | 11:17 م

      لاحياة لمن

      دكتور لا حياة لمن تنادي..نحول البيئة السلبية إلى بيئة إيجابية اذا كان الطرف الاخر لديه قناعة واستعداد للحوار وش تسوي اذا الطرف الثاني اذن من طين واخر من عجين....

    • زائر 4 | 10:36 م

      وانا اشد على يديك

      ونحن في البحرين يمكننا أن نُحوِّل البيئة التي نمر بها إلى أجواء أخرى مختلفة تماماً عمَّا مررنا ونمر به، ويمكننا أن نعيد اسم البحرين بصورة مشرقة عندما نواجه ما حدث بشجاعة، ونستطيع تنشيط التفكير الإبداعي الذي يجمع البحرين على أهداف سامية، ويمكننا تفحص مواقع الخلل، ونعالج الجراح، وننطلق إلى الأمام من خلال علاجات تصل إلى جذور الأزمة
      مقطع يستحق والله التوقف عنده وبلورته على ارض الواقع
      بارك الله فيك ورحم الله اباك

    • زائر 2 | 10:12 م

      شكرا يادكتور كلامك عسل على قلب العاقل

      الي يبي خير الى هدي البلد يمكن يتقبل الموضوع بكل بصاطه ولي خايف على الكرسي بضل اليف ودور الموضوع للجميع مابيفهمو كم مرا الوفاق قالته على العلن ليش ماحضرو مثلا

    • زائر 1 | 10:06 م

      الله يرحم ابوك الجمري رحمة الله عليه

      مشكور على هالمقال الطيب ويا ليت تسوي دورات لبعض الصحفيين اللي عدنا

اقرأ ايضاً