العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ

مؤتمر الخير

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهدت قاعة المؤتمرات بمركز البحرين الدولي للمعارض قبل أسبوع فعاليات مؤتمر التنمية الاجتماعية الثاني، الذي نظمه صندوق سار الخيري.

المؤتمر استمر يومين، وشهدت جانبا من فعالياته. في اليوم الأول شهد جلستين بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية، وقدمت فيها ورقة عمل لوزارة التنمية وأخرى للناشطة شعلة شكيب. وشهد اليوم الثاني جلستين، في الأولى طرح الباحث الاقتصادي المعروف جاسم حسين ورقة عن الوضع الاقتصادي وانعكاساته على التنمية، فيما قدم رئيس صندوق سار الخيري السابق صالح تقي، ورقة عمل عن «الاتحاد العام للصناديق الخيرية، إلى أين؟»، (وهو يحمل ماجستير هندسة خدمات المباني من جامعة هيريوت وات باسكتلندا، وبكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة الملك سعود).

المؤتمر خرج من النطاق الذي كان متوقعاً أن ينحصر فيه، إذ تناول ما هو أبعد من العمل التقليدي للصناديق الخيرية، فقد طرح رئيس الجمعية البحرينية للجامعيين عبدالجليل خليل (بكالوريوس هندسة ميانيكية، وماجستير إدارة) مشكلات التربية في البحرين بالأرقام، وما تواجهه من مشكلات عميقة من حيث ضعف الإنفاق على التعليم وتقليص البعثات وضعف مستوى التحصيل العلمي وضعف مخرجات التعليم؛ وتراجع اهتمام الطلاب الذكور بالدراسة؛ واحتلال الطالبات غالبية لوحة الشرف في المدرسة والمقاعد في الجامعة، وما سيتركه كل ذلك في المستقبل على تكوين الأسرة البحرينية واستقرارها النفسي، حين يصبح الزوج البحريني في المستقبل عاملا براتب ديناراً، بينما الزوجة ضعف ذلك راتبا ومنزلة اجتماعية وتعليماً. فأي تكافؤ واستقرار اجتماعي وعائلي يمكن الحديث عنه؟

الورقة الأخرى قدمها شبر مكي هاشم (ماجستير إدارة أعمال من جامعة هال الانجليزية، مؤسس ورئيس سابق بصندوق المالكية)، بدأها بتعريف للصناديق الخيرية وأهدافها ومفهوم التنمية كاستراتيجية، وما تقوم به من دور كبير في التنمية الاجتماعية، مستعرضا مجالات عملها تربويا وعمليا وتوعويا.

وفي نهاية الجلسة قدم عبدالجبار إبراهيم ورقة الناشطة سكينة العكري عن «التنمية الاجتماعية بين الواقع والطموح»، كانت عبارة عن رؤية «الوفاق» للمشكلات الاجتماعية السياسية.

إذاً، لم ينحصر المؤتمر في مناقشة مشكلات الصناديق وهموم العاملين فيها، بل مد نظره إلى المستقبل، بما يدل على شيوع وعي عام بأهمية العمل التطوعي في التنمية الاجتماعية المستدامة، وهو أمر يحسب للجهة المنظمة، التي أحسنت اختيار محاور النقاش.

الباحثة أمل الزياني حرصت على توجيه شكرها لصندوق سار، واعتبرت المؤتمر بادرة تدل على أن الصناديق تعمل للخير وليس للوجاهة أو الوصول كما تروج لذلك بعض الجهات الإعلامية، وطالبت بالتوقف عن الاتهامات التي توجه إلى الصناديق والتي نقرأها في الصحافة.

المؤتمر حضره عدد كبير من المشاركين من الصناديق والجمعيات الخيرية، وكان اللافت حضور عدد من السيدات العاملات في المجال التطوعي. متوسط عمر الغالبية في القاعة فوق الأربعين، ينتمي غالبيتهم إلى الطبقة الوسطى. وأرجو ألا أتهم بالمبالغة إذا قلت إن هذه الشريحة هي نخبة النخبة، ليس بمعنى الاستعلاء وما يوجب العجب بالنفس، وإنما بمعنى خلاصة الروح البحرينية المشبعة بالطيبة وحب الخير.

هذه الفئة تعمل بعيداً عن الإعلام، ولا تهمها البهرجة والأضواء، وربما تخرج من بينها كوادر للعمل في المجال الإداري أو السياسي، علما بأن الكثير منهم يحملون مؤهلات جامعية... ولكن يبقى مؤهلهم الأكبر هو حب الخير. ووطنٌ مازال يلد مثل هذه النماذج لهو وطنٌ بخير

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً