العدد 3266 - الثلثاء 16 أغسطس 2011م الموافق 16 رمضان 1432هـ

بيت «زَعَل البوفلاسة»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لله درُّكم يا بيت الوالد المرحوم «زعل البوفلاسة»، فبعد هذه الآلام التي اكتنفت أهل البحرين، ومازالت تكتنفهم، قام هذا البيت بإحضار إحدى الفرق الشعبية، لإحياء تراث قديم ألا وهو «القرقاعون»، الذي يكاد يختفي في ظل زيادة الأجانب على أعداد المواطنين.

وسبب الكتابة عما حدث أمام بيت البوفلاسة، هو ملاحظتنا ارتسام البسمة على قلوب من حضروا بعد أن شدَّهم صوت الأغاني الشعبية؛ فقد اختفت البسمة منذ أجل، وكان واحداً من الأسباب هو الفتنة الطائفية البشعة، التي أحدثت تفرقاً وفرقة وافتراقاً بين أهل البحرين.

ليس هذا فقط، فلقد قام هذا البيت بما فعله، بتصفية قلوب بعض المتخاصمين من الناس جراء الأحداث، بين معارض ومؤيد، حيث انقسموا بسبب تضارب الفكر أو الاتجاه أو الطائفة. وقد بينت تلك اللحظة أن الدنيا خداعة غرارة، فيوماً أنت الأخ الحبيب المقرب، ويوماً أنت المنبوذ المُبعد عن الجماعة، وهذا كله لا يصب في مصلحة الأشخاص أو المجتمع.

بيت المرحوم زعل البوفلاسة واحد من البيوت القليلة التي لم تهجر مدينة الحد بعد، إذ إن غزو العمارات السكنية والأجانب والعزاب جعلها تدخل تاريخاً جديداً من أوسع أبوابه، وجعل سكانها الأصليين يهربون منها، وهم الذين كانوا يتغنون بالحد لجمالها ونظافتها وقلة ساكنيها.

كان صعباً جداً على الفرقة أن تتحرك، إذ إن السيارات والمركبات الكبيرة لها بالمرصاد، والبلدية حتى الآن لم تفعل شيئاً فيما يخص تطبيق القانون على بعض الملاك على سبيل المثال، فيفاخر أحدهم أمام الناس بأن القانون في جيبه، ولا يعمل بقوانين المواقف، بل يتعدى القانون بتحويل مواقف سيارات العمارة إلى محلات تجارية، في مكان لا يتسع الى حجم هذه المحلات، شكلاً وقالباً!

مما فاجأنا أن أهل البيت وهم من عائلة معروفة ومن قدامى ساكني مدينة الحد، يلجأون إلى العراك من أجل إيقاف سيارتهم، على رغم أحقيتهم في الأرض والموقف، وليس هم فقط، بل إن هناك بعض البيوت القليلة التي لم تهجر الحد بعد، اشتكت لنا في تلك الأمسية من ضيق الشارع بعدما طبَّق صاحب العمارة كلامه في تحويل مواقف عمارته إلى محلات تجارية!

ترك الناس الأمسية الجميلة التي بدأنا بها مقالنا، وتحاوروا معنا في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفتحوا قلوبهم وأفضوا همومهم، بأن البحرين كانت بلد الجميع وأنها انقسمت اليوم إلى نصفين، وآن لها العودة مرة أخرى. بين هذه المرأة وذلك الرجل، كنت أحاول التسلل، حتى أستمتع بتراث شعبي نتمنى ألا ينقرض في يوم من الأيام، كما انقرضت المشاعر الإنسانية من بعض البحرينيين

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3266 - الثلثاء 16 أغسطس 2011م الموافق 16 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 2:47 م

      أتمنى زيارتك للقرى لتعيشي ليالٍ لا تُنسى.....محرقي أصيل

      إبنتي العزيزة مريم: أضم صوتي لصوت الأخ الزائر 3 وأدعوك لزيارة قرى الشمالية في مناسبة القرقاعون التي لها عبقٌ و طعمٌ خاص لم أشعر به حتى في مدينتي الحبيبة المحرّق. فمنذ إنتقالي منها قبل 26 سنة للسكن في إحدى هذه القرى الطيّبة كأهلها، و أنا أنتظر هذه المناسبة كل عام ، و يسمونها (الناصفة) في القرى، وأجلس على باب بيتي أتأمّل الأطفال والنساء و هم يدخلون البيوت التي تصبح عامرة تلك الليلة و لوكان أصحابها يعيشون الفقر المدقع، حيث ما لذ و طاب من المأكولات والمشروبات. أتمنى زيارتك لتري بنفسك روعة المناسبة

    • زائر 17 | 9:17 ص

      فخرية ونج

      مريم هكذا رئناك قلم شريف ومواطنة اصيلة

    • زائر 16 | 8:40 ص

      القلب الكبير

      شكر خاص للقلب الكبير الهادف الى الوحدة وعدم الانجرار الى الطائفية التي ليس لها رابح ..

    • زائر 14 | 5:37 ص

      اختي العزيزة

      اي والله هذي الأصوات اللي ترد الروح, وتريح النفس, لوكل الأصوات تصب في مصلحة الوطن ,لما وصلنا الى هذا الحال يااختي... الله يخليش

    • زائر 12 | 4:45 ص

      معدن أهل البحرين أصيل

      من هذا المقال والتجاوب الجميل يتأكد لنا مدى حب أهل البحرين الأصليين لبعضهم البعض سنة وشيعة.
      همنا واحد ومطالبنا واحدة وبحريننا واحد. مشكلتنا هو أن الشيطان قد دخل بيننا كما يدخل بين المرء وأخيه.
      الشيطان هو ذاك الأجنبي الذي همه موضع قدم له في هذا الوطن ونهب خيراته وزعزعة استقراره.

    • زائر 11 | 4:43 ص

      بنت البحرين

      كبيرة يا بنت البحرين كل البحرين نعم الاوطان ترتقي وتسمو عندما تكثر مثل هذه الاقلام وهذه العقول التي تعمل من اجل ان تقول كلمة الحق لانها ترفض ان تبيع ضميرها وعقلها مهما كبر ذلك المبلغ
      عشتي يا مريم وعاشت البحرين وكل الاحرار

    • زائر 9 | 3:58 ص

      خوش كلام

      هلا اختي والله كلامج عين العقل بصراحه كل اهل البحرين محتاج هالنوع من المناسبات والمبادرات عشان نرجع مثل قبل

    • زائر 7 | 3:31 ص

      الى الشريفة مريم الشروقي

      اختي مريم المقال جميل جدا ، ووزارة البلديات ....لا تعمل شيئا ، أرجوك اكتبي عنا نحن المفصولين ، فوالله لو تدرين مما نعانينه هذه الأيام ، الهم وا لغم و الحاجة ، هذه هي آخر الدنيا و مشكوووورة

    • زائر 5 | 2:45 ص

      صاحب العمارة

      اختي الكريمة انّه ليس الأول أو الأخير ، ما تدرين انّ هلمحرّق يوقفون سياراتهم في عراد بسبب عدم وجود مكان لايقاف السيارات ـ لأن العماير تلعب في المساحات و تسرق الباركات ، و شكرا على هذا الطرح اللذيذ من الصبح ههه

    • زائر 4 | 2:36 ص

      الشروقية لا فض فوك

      أحيييج على الحس الوطني و على المشاعر الراقية و على محاولة لم الشمل و الألم و كل ما ذكرتيه على راسي من فوق يا شيخة الحد

    • زائر 3 | 10:49 م

      سلام من الله عليكم

      الاخت مريم
      دائما اقراء مقالاتك واشعر ان الدينا لازالت بخير بوجود امثالك من اصحاب القلوب التي لاتعرف الا الحب , بوجودك انت وامثالك سترجع البحرين كما كانت واحسن.
      اخت مريم القرقاعون ماتغير عندنا في القرى اوجه لك دعوه, اذا الله مد لك ولنا في العمر حياك في قرى المنطقه الشماليه وستعيشين عبق هذه المناسبات تعالي الديه والسنابس وجدحفص وسترين الناس البحرينيون كيف يحيون هذه المناسيه وستعودين الى تلك الايام التي تحلمين بها في منطقة الحد العزيزه......كل عام وانتي بخير

    • زائر 2 | 10:39 م

      بارك الله فيج يا مريم

      مشكورة يالغاليه على المقالات الوطنيه وشكرا لكي , بصراحه نحتاج لكل قلم وطني نظيف في هذي المرحله .

    • علي الجمراوي | 10:37 م

      شكر من القلب

      كبيرة ولله يالشروقي ، مقال او قصة - اياً كانت تسميته - ولا اروع بينت لي ان في ناس الخير والوحدة والمحبة والتآلف في تزايد ملحوظ رغم كل إلي يصير وانت وحده منهم اختي . . الله يبارك فيج ويحفظج وتكونين دائماً وراء مصلحة الشعب ووحدته.

اقرأ ايضاً