العدد 3273 - الثلثاء 23 أغسطس 2011م الموافق 23 رمضان 1432هـ

نهاية الدكتاتورية هي بداية لطريق طويل نحو الديمقراطية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لاشك أن سقوط حاكم مستبدّ مثل العقيد معمر القذافي موضع ترحيب لدى كل من يعشق الحرية ويطمح إلى حياة كريمة، ولا سيما أن الجرائم التي ارتكبها القذافي خلال 42 عاماً كثيرة وكبيرة، مثل اختطافه للإمام موسى الصدر مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين زاروا ليبيا في نهاية أغسطس/ آب 1978، واختفوا منذ ذلك الحين.

وكنا نأمل لو أن سقوط الطاغية لم يحتجْ إلى تدخل «الناتو»، ولكن واقع الحال أن الحكم الدكتاتوري أصبح ممقوتاً وثقيلاً، وتتقاطع أحياناً رغبة الشعب في الانعتاق مع مجريات الأمور على المستويات الإقليمية والدولية، وهو ما شاهدناه في الحدث الليبي.

الآن وقد انتصر الثوار وسيطروا على العاصمة الليبية، فإن التحدي الأكبر هو عدم السماح بانفلات الوضع نحو الفوضى، وإن نهاية الدكتاتور هي بداية لعمل شاق وطويل يتطلب بناء إجماع وطني ديمقراطي يمثل المجتمع الليبي، ويحقق السلم الأهلي، ولا يفسح المجال لنشوء حركات متطرفة وإرهابية، كما لايفسح المجال لانتشار الفساد المالي في أوساط النخبة الجديدة التي ستتسلم الحكم.

الخشية هي من التفاؤل الكبير الذي يتبعه إحباط بسبب إخفاقات، ويتحوّل التباهي إلى آلام، كما حدث ذلك بعد سقوط صدام حسين، عندما اعتقد البعض أن المهمة قد انتهت ليكتشفوا أن تأسيس حكومة ديمقراطية في بيئة اجتماعية آمنة يحتاج إلى جهود وكفاءات ووعي والتزام بالمبادئ وتوافقات لم تكن متوافرة في حالة الهيجان الذي يحصل بعد إسقاط نظام استبدادي كان يعتمد على التعامل بالحديد والنار لإخضاع الشعب إليه.

الأمر المثير في الوضع الليبي (واليمني أيضاً) هو أن الحالة القبلية عميقة وعنيفة جداً، وأن القذافي الذي كان يتغنى بـ «الجماهيرية»، كان أساساً يعتمد على القبلية ويعززها. وكذلك الوضع مع نظامي البعث في العراق (سابقاً) وسورية (حالياً)، إذ نرى أن القيم الحزبية التي تتحدث عن الوحدة والحرية والاشتراكية إنماهي غطاء لواقع مفصّل على أساس طائفي ظالم.

الطريق أمامنا طويل لتحقيق الدولة المدنية التي تعتمد على علاقات تعاقدية بين الدولة والمواطنين، ويكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات، وتكون مؤسسات الدولة وسائل حيادية (بين المواطنين) لإدارة مصالح البلاد. نكتشف أن كثيراً من البلدان إنما هي قائمة على طوائف وقبائل، وأن الدولة مجرد وسيلة لهذه الطائفة أو تلك، ولهذه القبيلة أو تلك، لاستغلال ثروات البلاد والسعي لإستعباد الآخرين.

أملنا في الانتقال نحو الديمقراطية في منطقتنا العربية، وأن تكون هذه الديمقراطية كما هي في بلدان العالم الأخرى، إذ يُحترم فيها الإنسان بصفتها إنساناً، وله حقوق كاملة، ومواطنة غير منقوصة، ومساواة أمام عدالة القانون، ذلك القانون الصادر عن إرادة شعبية وملتزم بحقوق الإنسان الواردة في المواثيق والعهود الدولية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3273 - الثلثاء 23 أغسطس 2011م الموافق 23 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • سيد جابر | 8:02 م

      تحية من أهالي المرخ للدكتور الجمري

      تحية لك على هذا الإثراء والمقالات الرائعة، كنت ما تزال من شرفاء الوطن.

    • زائر 36 | 5:40 م

      واقعية

      رغم التطور العلمي و الثقافي في المجتمع العربي و رغم اننا مسلمون قد نسينا اننا متساون في الانسانية و ليس هناك اعتبارات للون او للعرق او اعتبارات قبلية .
      ولكن نسينا ما علمنا سيد الكائنات (ص) انه لا فرق بين عربي و لا أعجمي.
      هذا برأي قمة التخلف و الرجوع إلى زمن الجاهلية .. ففي هذا الوقت ومنذ احتلال فلسطين .. نسي الانسان ان الذي يقتل و يشرد و يطرد من وطنه هو انسان .. التزمنا بالصمت كشعوب عما يجري في فلسطين و لكن الآن ندفع الثمن غالياً فيا ليتنا افقنا من سباتنا قبل 50 عاماً و زحفنا الى تلك البقعة

    • زائر 34 | 1:27 م

      اعتماد الطغاة على الحالة القبلية والتحزب ساعد في تعزيز وجودهم و زيادة ظلمهم و جرائمهم .... ام محمود

      الحكام الظالمين اعتمدوا على جمع القبائل حولهم واغراقهم بالاموال والهدايا والمراكز العليا ليصبح لهم تحشيد كبير موالي مثل ما رأينا في ليبيا واليمن و سوريا وحملهم الصور والاعلام والورود وعدم ايقاف الهتافات والشعارات المؤيده
      يمكن نكون قد تفاجانا بخروج سيف الاسلام القذافي ليلة سقوط طرابلس في سيارته الفخمة ونزوله منها وهو يضحك ويردد كلمات مثل أبيه و يقول سنسحق الجرذان وحوله جموع غفيره من المحبين وهم يحملون الاعلام الخضراء وصور القذافي ..
      العرب حالهم بائس مبكي ومضحك و هستيري
      كان الابن واثق من نفسه

    • زائر 33 | 1:14 م

      يقولون ان القذافي لأنه لم يكن رئيس عادي كان شخصية دكتاتورية وأيضا مهلوسة فان سقوطه لن يكون عادي ... ام محمود

      وهناك من الخبراء العسكريين من يتخوف من قيام القذافي في حال عدم القبض عليه بسرعة بكارثة جنونية مثل ما سمعنا أمس في التقارير التلفزيونية .. كل الخوف من مدينة سرت لأن بها مخزون كبير من الأسلحة التدميرية والنووية وغاز الخردل وصواريخ سكود وغيرها من أسلحة الدمار التي من الممكن أن يستخدمها الزعيم المجنون بتفجير بلاده وقتل المزيد من الشعب خاصة ان الموالين له ولأبنائه موجودين وبكثرة على الأرض ..
      يعني ممكن تكون هناك حركة انتقامية من النوع الخطر.. منطقتنا العربي تحتاج الى مده أطول لتتعافى من أثر الظلم

    • زائر 32 | 1:07 م

      تحطيم التمثال الذهبي للفذافي أمس في مقر اقامته العزيزية وركله بالأحذية ذكرنا بيوم سقوط صدام ... ام محمود

      وكيف احتفل العراقيون باسقاط جميع تماثيل صدام النحاسية والبرونزية ويمكن الذهبية الكبيرة جدا وسحبها على أرصفة بغداد الأسمنتية و ضربها بالنعال ولكن الفرق بين سقوط القذافي و سقوط صدام ان الثوار من الشباب الليبي البطل حقق النصر في حين في العراق حققه الجيش الامريكي لاهداف بعيدة المدى .. والفرق الثاني انه حدثت عمليات سلب ونهب في العراق للمتاحف و قصور صدام والجامعات والمصارف ولم يسلم أحد أما في ليبيا لم نرى هذه الظاهرة السيئة..
      ما دام القذافي حر طليق فان الخطر ما زال قائم خاصة وان هناك موالين له

    • زائر 31 | 12:03 م

      يا 14

      لا القذافي ولا رجل الدين..رجل الدين ماله شغل في السياسة

    • زائر 29 | 11:18 ص

      نهاية الدكتاتورية هي بداية لطريق طويل نحو الديمقراطية

      ثورة القدافي وتحرير بلاده من الأستعمار كانت مفاجئة اذهلة الغرب واوربا وتعشم العرب به بالخير في تحرير فلسطين من خطبه الرنانة آن ذلك 42 سنة ارجعهم الي الوراء بدل ماهم يبنون الدمقراطية0 ومصر انهت حكم الملك فاروق وماذا تغير في نظامها الجديد ذهبت الي الأسوء وهل تتوقع في الدول العربية تكون هناك ديمقراطية ونظام جمهوري صحيح في ظل مستوي ثقافتنا

    • زائر 28 | 11:10 ص

      من مؤيدي تجمع الفاتح

      اخواننا في الدين والوطن والانسانية أرجو توضيح أمرا مهما لبتاء أهم جسر مع الطرف لاخر,,,فتحن اطلعتا وتاقشنا كثيرا وبات من المؤكد بأنكم في صلب اختلافنا معكم تؤمنون بولاية الفقيه او امام يحكمكم وعلي مستوي الارض او يخول له في بعض المناطق..فجاوبوني هذه دكتتورية اخطر لأنك لا تستطيع حتا نقده لأنه منزه من الله ويحرم نقده او امام معصوم وبذلك تكون الدكتتورية بأشد أشكالها لأنه الرادع لمن يخلي عنها او لا يؤمن بها الخلود في النار حسب مصادركم..والمذاهب لأخري تكاد تكفر او ان احسنتم لهم اسم مسلمين وليسو بمؤمنين

    • زائر 26 | 10:51 ص

      إلى الزائر 9 و 13

      ماذا تقصدون ؟ هل رجال الدين محرم عليهم العمل بالسياسة ؟ وهل رجال الدين كفره ؟ من تريدون أن يطبق الدمقراطية ؟ هاهو السفاك القدافي مطبق الدامقراطية لمدة 40 سنة هكذا رجال تريدون هذا ما يفهم من ردكما على المقال ..

    • زائر 25 | 10:36 ص

      لا ديمقراطية مع وجود هرم سلطة قمعي

      من التناقض البحث عن الديمقراطية في جزر الاستبداد أو بحار القمع والقهر .. ومن المستحيل ان تنشيء ديمقراطية برأس كالقذافي أو صدام أو صالح أو بقية القائمة فالشعب لا زال يريد ولا بد للقدر أن يستجيب

    • زائر 24 | 8:41 ص

      الحق

      لا يمكن ان تكون هناك دولة مدنية يديرها رجل دين

    • زائر 20 | 5:29 ص

      اخيرا !!

      اخيرا اكتشف البعض ان النظام السورى سفاح ويرتكب جرائم ضد الانسانية .. سبحان الله , الثورة في سوريا بدات في 17 مارس .. واليوم 24 اغسطس ..صح النوم

    • زائر 17 | 5:20 ص

      يحذرون من رجال الدين ليش من قال

      ليس للناس رغبة في تولي رجال الدين زمام الامور
      قد يكون التحرك شاملا لهم فهم جزء لا يتجزء من المجتمع ولكن هم أنفسهم ينأون بأنفسهم عن
      ذلك وهذه الشماعة أصبحت بالية لكثر ما تستهلك
      وهذا الكلام ردا على احد المعلقين والذين فقط يجترون كلاما عتى عليه الزمن

    • زائر 16 | 5:09 ص

      يا من هو اليه يفزع المذنبون

      يا من هو كلُّ شيء خاضع له يا من هو كلُّ شيء كائن له يا من هو كلُّ شيء موجود له يا من هو كلُّ شيء منيب له يا من هو كلُّ شيء خائف منه
      سبحانك يا لا إله إلاّ أنت

    • زائر 15 | 4:53 ص

      لا ديمقراطيه مع التخلف

      تسلط رجال الدين يتعارض مع الدوله المدنيه الديمقراطيه..واقرب مثال لذلك أجراء عمليه جراحيه بالقلب بأستعمال البخور بدلا من الملقط..!!!!!

    • زائر 14 | 4:53 ص

      كما عودتنا

      مقال جميل .. شكرا لك ولقلمك الحر

    • زائر 13 | 4:50 ص

      منطق التاريخ

      شكرا لك يا دكتور على دعوتك الدائمة إلى تحقيق العدالة، والتي لا مناص من أن تتحقق في يوم من الأيام، وقد كان بعيداً ويبدو اليوم قريبا، ونحن نسير وفق منطق التاريخ الذي يقول إن مراحل التغيير البشري هي ثلاثة: 1- مرحلة الذئب حيث التعسف والظلم والجور. 2- مرحلة الشاة حيث الندم والضعف والبكاء. 3- مرحلة الميزان حيث العدل والعقل والحكم الرشيد.

    • زائر 11 | 4:35 ص

      التوكل والاستعانة على الله وحده

      سقط الرئيس بن علي ولم تسقط تونس ولم يسقط الجيش وكذلك سقط الرئيس مبارك ولم تسقط مصر ولم يسقط الجيش وذلك للآن الشعبين توكلوا واستعانوا بالله وصابرو وقدموا تضحيات قليلة. أما العراق الجريح عندما سقط الرئيس العراقي سقطة العراق وسقط الجيش وفجرت دور العبادة ونهبت المتاحف وثروات العراق للآن المعارضة العراقية استعانت واتكلت على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
      أتمنى من الشعب لليبي أن يكن حذراً لجميع الأمور وأن يرفض أي تتدخل أجنبي في أمورهم لكي لا تتحول بلدهم لعراق ثاني في الوطن العربي.

    • زائر 10 | 4:32 ص

      منطق التاريخ

      شكرا لك يا دكتور على دعوتك الدائمة إلى تحقيق العدالة، والتي لا مناص من أن تتحقق في يوم من الأيام، وقد كان بعيداً ويبدو اليوم قريبا، ونحن نسير وفق منطق التاريخ الذي يقول إن مراحل التغيير البشري هي ثلاثة: 1- مرحلة الذئب حيث التعسف والظلم والجور. 2- مرحلة الشاة حيث الندم والضعف والبكاء. 3- مرحلة الميزان حيث العدل والعقل والحكم الرشيد.

    • زائر 8 | 4:11 ص

      ؟؟؟؟

      ولكن بالنهاية لا بد من سلوك طريق الشوك للوصول إلى الغاية مهما كلف وكما يقول المثل لا توجد حلاوة من غير نار......تحريض صريح

    • زائر 7 | 4:07 ص

      جيد

      مقال جيد كالعادة يا دكتور ونتمنى مزيد من مقالاتك المميزة

    • زائر 6 | 4:02 ص

      شكراً لك يا دكتور الحكمة والعقل.. أهالي سترة

      الطريق أمامنا طويل لتحقيق الدولة المدنية التي تعتمد على علاقات تعاقدية بين الدولة والمواطنين، ويكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات، وتكون مؤسسات الدولة وسائل حيادية (بين المواطنين) لإدارة مصالح البلاد

    • زائر 5 | 2:50 ص

      نعم هو كذلك بسبب الصبر الطويل لم يعد المجتمع يتحمل صبرأ آخر

      البعض ليس لديه الصبر والبعض الآخر ينظر إلى الوضع وكأنه كعكة ويجب عليه الإنقضاض لأخذ نصيبه والبعض
      لديه أجندات أخرى متقاطعة مع مصلحة البلد وكل هؤلاء اللاعبين وغيرهم يطمحوا للعب في ملعب السقوط وهذا الوضع يتمخض عن عدة مشاكل
      ولكن بالنهاية لا بد من سلوك طريق الشوك للوصول إلى الغاية مهما كلف وكما يقول المثل لا توجد حلاوة من غير نار

اقرأ ايضاً