العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ

لماذا يا «وفاق»؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فاجأ «شورى الوفاق» العالم كله بإعلان موقفه الجديد أمس الأول بإنهاء سياسة المقاطعة للانتخابات، والاستعداد للتحدي وخوض التجربة! المفاجأة انعكست على الشريط الإخباري لعددٍ من الفضائيات، إذ تكرّر الخبر في الجزء السفلي من الشاشة لعددٍ من الفضائيات، ليس من بينها «تلفزيون العائلة العربية» طبعاً! فالخبر ليس خبراً بحرينياً، ولا يهم البحرينيين، فلماذا يورده تلفزيون البحرين؟ خصوصاً بعد إعلان سياسة «المصالحة مع المشاهدين»!

إحدى الفضائيات أوردت الخبر بهذه الصيغة: «أكبر حزب بحريني يقرر إنهاء مقاطعة الانتخابات»، ولا ندري من أين «اخترعت» هذه الفضائية (الله يهديها) كلمة «حزب»، ونحن لم ندخل مرحلة «الجمعيات» - بعد خمسين عاماً من النضال الشعبي - إلاّ قبل شهرين فقط! وعليه لن نصل مرحلة «الأحزاب» إلاّ بعد خمسين عاماً أخرى، وهي المرحلة التي سيتمتع بها أحفادنا إن شاء الله تعالى، بينما سيكون من سيبقى من جيلنا حياً، يعيش على كرسي متحرك في دار «المنار» أو «يوكو» للعجزة!

فضائيةٌ أخرى أوردت الخبر بصيغة أكثر مهنية: «جمعية الوفاق البحرينية تقرّر إنهاء المقاطعة ودخول الانتخابات القادمة».

إذ... قرّرت الوفاق المشاركة. وهو سرٌ لم يكن مستوراً لمن يتابع الساحة، إنما هو تحصيل حاصل. لكن يبقى السؤال: لماذا يا «وفاق»؟

كنت مستريحةً يا «وفاق»، فلماذا ستدخلين وتوجعين رأسك في البرلمان؟ هل هناك عاقلٌ يشتري وجع الرأس بالمجان؟ ألم تكوني مستريحةً فعلاً؟

بعد اليوم، لن تحتاجي إلى الندوات الحرّة في الهواء الطلق، إذ يحتشد المئات أو الآلاف، في الأجواء الرطبة أحياناً، وأحياناً تحت المطر وفي الجو القارس، يأتونك زحفاً من كل قرية ومنطقة وزقاق... انتظاراً لأملٍ بالخلاص من طاحونة الفقر والتمييز والسياسة التي لا ترحم. الآن ستوفرين على الآلاف المجيء بسياراتهم، وستوفرين على نفسك الحر والبرد، والبحث عن مقرٍ عندما تتحجج الداخلية أحياناً أن هذا الاجتماع غير قانوني وغير مرخص!

بعد اليوم يا «وفاق»، لن يكون ملائماً تنظيم المسيرات في الشوارع، أو الاحتجاجات، فكل المطالب «الشعبية» ستنتقل إلى تحت قبة البرلمان، حيث يتم تقديم كل المطالب الشعبية ومناقشتها، ودراسة كل الاقتراحات الهادفة إلى تحسين مستوى المواطنين، وسرعان ما يتم الاستجابة لها وتُرصد لها الموازنات.

بعد اليوم، لن يعترض على اجتماعكم أحد، ولن يلوّح لكم بقانونٍ قديمٍ يجرّم أي اجتماعٍ يزيد على خمسة أشخاص، فمقبولٌ أن يجتمع شخصٌ مع نفسه ويقول ما يريد، فإذا زاد إلى اثنين أو ثلاثة فتلك «بدعة»، فإذا وصل العدد إلى أربعة فتلك «مصيبة»، أما إذا وصل إلى خمسة فتلك «خيانة عظمى»!

بعد اليوم، أنتِ مدعوةٌ إلى عرسٍ ديمقراطيٍّ جميل، عليك أن تتجملي وتتعطّري، وترتدي أجمل ما عندك من ثياب، خصوصاً أنك ستلاقين «ستّات» وضرائر كثيرات، لا يحببنك كثيراً ولا قليلاً، وطالما تمنَيْنَ لك سراً وجهراً، الموت بالسكتة القلبية على سريرك، أو دهساً تحت عجلاتِ سيارةٍ متهوّرة! ولذلك لا تستغربي إذا دلَقَتْ إحداهن على فستانك الأبيض عصير العنب، أو عدتِ إلى منزلك هذه الليلة وقد شبّ فيه حريق.

من قبلُ كنتِ مكروهةً، نتمنى أن يشرح الله لك صدورهن... وإلاّ «أنتِ مسبيةٌ على كل حال»! ساعدكِ الله

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً