استشهد خمس فلسطينيين أمس وجرح أربعة آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب في غزة تابعاً للجان المقاومة الشعبية. وكان فلسطيني سادس استشهد وأصيب أربعة آخرون في وقت سابق خلال مواجهات اندلعت بين شبان والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت حي رفيديا في نابلس بالضفة الغربية.
وفي سياق آخر، حذرت وكالة «الأونروا» من حدوث كارثة إنسانية جراء الأزمة المالية الخانقة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن عشرات آلاف اللاجئين يتوجهون بصورة غير مسبوقة إلى مراكز الوكالة في غزة طلباً للمساعدات نتيجة عدم تسلمهم رواتبهم لأكثر من شهرين.
وأوضح المسئول الدولي «أن الأسوأ من ذلك هو أن الوكالة تدفع شهرياً 78000 دولار شهرياً ضرائب للجانب الإسرائيلي نتيجة بقاء شحناتها التموينية عالقة في معبر كارني». وأكد أن ما يحدث من إعاقة لعمليات «الأونروا» وما تدفعه من غرامات هو «بمثابة فضيحة تبديد أموال للغرامات».
عواصم - وكالات
رفضت الإدارة الأميركية مقترحا أوروبيا تبنته بريطانيا يقضي بنقل الأموال والمساعدات الدولية إلى الرئاسة الفلسطينية مباشرة بدلا من الحكومة. ونقل موقع صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية الالكتروني عن مصدر دبلوماسي أميركي كبير قوله إن الإدارة الأميركية أبلغت الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والجامعة العربية برفضها لأي مقترح التفافي لوصول الأموال إلى السلطة الفلسطينية في حين أيدت واشنطن نقل الأموال إلى القوة 71 والأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني مباشرة والتي تقدم تقاريرها له.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء نظام يتمكن من خلاله من نقل الأموال إلى قطاع التعليم والصحة مباشرة لتلاشي التخوفات الإسرائيلية والأميركية من وصول تلك الأموال إلى أيدي الحكومة الفلسطينية التي ترأسها «حماس». ويأمل الاتحاد في حال نجاحه في ذلك في إقناع الحكومة الإسرائيلية برفع منع تحويل أموال الضرائب الفلسطينية إلى ذلك النظام الجديد. وكانت وثيقة للجنة الأوروبية اقترحت لتجنب انهيار السلطة الفلسطينية تجميع أموال المانحين واستخدام مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحويلها لتوفير الخدمات الأساسية.
وعلى رغم ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية أمس أنها تستعد لتنفيذ برنامج معونات إنسانية بقيمة 43 مليون يورو لمساعدة الفلسطينيين على مواجهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. وستنقل معونات الإغاثة إلى الفلسطينيين من خلال الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية. ويتوقع أن يتخذ القرار بشأن المعونات قريبا على رغم حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على تقديم مساعدة مالية للفلسطينيين. وقال مسئولون في المفوضية الأوروبية إن إرسال مساعدات إنسانية لن يتطلب أي اتصالات مباشرة للاتحاد الأوروبي مع الحكومة الفلسطينية.
وفي موضوع آخر، قال مكتب رئيس وزراء «إسرائيل» ايهود اولمرت أمس انه لم يتم وضع خطط لعقد اجتماع بين اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وصرح مساعد بارز لعباس في وقت سابق بأن الرجلين سيجتمعان لدى عودة اولمرت من زيارة للولايات المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس اولمرت سيزور الولايات المتحدة في 12 مايو/ أيار في أول رحلة له إلى الخارج كرئيس حكومة. وسيلتقي في هذه المناسبة الرئيس الأميركي جورج بوش، على الأرجح في 32 مايو، لكن مواعيد اللقاءات لم تحدد بعد بشكل نهائي.
وقال مسئول إسرائيلي إن «هدف الزيارة هو عرض خطة الحكومة لتأمين الدعم الأميركي الذي يعتبر اولمرت أن لا غنى عنه لتطبيقها». وأضاف المسئول الذي رفض الكشف عن اسمه أن «الدعم الأميركي أساسي للحصول على توافق دولي يشبه ذلك الذي تم الحصول عليه بالنسبة للانسحاب من قطاع غزة» في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكان بوش أكد في واشنطن أمام اللجنة اليهودية الأميركية بمناسبة الذكرى المئة لتأسيسها في نيويورك، إن الالتزام الأميركي في الدفاع عن أمن «إسرائيل» «لا يتزعزع».
وأكد بوش على التزام أميركا الراسخ والمتين بأمن «إسرائيل». وقال إن إيمانه القوي بالديمقراطية والحرية لايعني بالضرورة دعم الحكومات المنتخبة التي لاتلتزم بالسلام مشيرا إلى أن «حماس» أوضحت أنها لا تعترف بحق «إسرائيل» في الوجود وأنه أكد أنها طالما كانت هذه هي سياستها فلن يكون لأميركا أي اتصالات مع قادتها. ودعا بوش «حماس» إلى قبول مطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بـ «إسرائيل» وإلقاء السلاح ونبذ الإرهاب والكف عن الوقوف عقبة في طريق السلام.
وفي سياق مقابل، منحت السويد وزير الدولة لشئون اللاجئين الفلسطيني عاطف إبراهيم عدوان تأشيرة دخول للمشاركة في أعمال مؤتمر بشأن «المبعدين الفلسطينيين» يعقد في مالمو جنوب السويد اعتبارا من اليوم (السبت).
ودافع رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون عن منح التأشيرة، وهو ما كانت اعترضت عليه «إسرائيل». وقال رئيس الوزراء السويدي لوكالة «تي تي» للأنباء «إن موقفنا بالنسبة لـ (حماس) واضح مثل المياه العذبة. إنها منظمة نعتبرها (إرهابية) وعلى الحكومة الجديدة أن تعترف ولاشك بـ (إسرائيل) وان تنأى عن العنف». وأضاف «لكن ينبغي أن نحافظ على الفصل بين هذا الأمر والقانون الأساسي في الحصول على تأشيرة».
وفي المقابل، فإن رئيس الوزراء السويدي أعلن الأربعاء الماضي أن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحركة «حماس» صالح البردويل والعضو في الحركة محمد الرنتيسي، لم يسمح لهما بدخول السويد بعدما رفضت فرنسا منحهما تأشيرة دخول بموجب اتفاقات شنغن. وأدان السفير الإسرائيلي في السويد افياتان مانور القرار السويدي وصرح أمس الأول للتلفزيون السويدي أن هذا القرار «يمنح الشرعية للإرهاب ويخلق وضعا سلبيا».
ميدانياً، استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب للجان المقاومة الشعبية في مدينة غزة. وكانت مصادر أمنية فلسطينية أكدت في وقت سابق أن فلسطينيا استشهد وأصيب أربعة آخرون بجروح خلال مواجهات اندلعت بين عدد من الشبان والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت حي رفيديا في نابلس بالضفة الغربية
العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ