العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ

تركيا وشمال العراق

حشدت تركيا قواتها على طول حدودها مع العراق لزيادة الضغوط على أميركا والحكومة الجديدة في بغداد للتحرك ضد تهديد متزايد من جانب المتمردين الأكراد الذين يتخذون من شمال العراق قاعدة لهم.

غير أن دبلوماسيين يقولون انه على رغم تصاعد أعمال العنف من جانب المتمردين والتقارير الإعلامية بشأن بعض الأنشطة العسكرية عبر الحدود إلا ان من غير المحتمل أن تقدم تركيا على توغل كبير في شمال العراق من دون موافقة السلطات في المنطقة.

ونشرت تركيا نحو 40 ألف جندي في جنوب شرق البلاد الذي تعيش فيه غالبية كردية لدعم نحو 220 ألفاً متمركزين فعلاً هناك تحسباً لغارات من جانب مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وقال مسئول عسكري كبير «هناك مستوى أعلى من أنشطة الجيش مقارنة بالسنوات الأخيرة لان حزب العمال الكردستاني أرسل أعداداً أكبر من المسلحين إلى تركيا وهناك معلومات بأنهم يعتزمون القيام بعمليات اكبر من السنوات الماضية». ويتحصن نحو خمسة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني في جبال بشمال العراق.

وتصر أنقرة على أن لها الحق بموجب القانون الدولي في شن عمليات عبر الحدود ضد المتمردين إذا دعت الضرورة لذلك. وجدد مسئولو الجيش التركي تحذيراً من ان الجيش قد يقوم بعمليات عبر الحدود «إذا استدعت الأحوال ذلك».

وقال دبلوماسي غربي في أنقرة ان الحشود العسكرية لها مبرر متعلق بالعمليات نظراً لتصاعد العنف من جانب المتمردين، كما أن لها مبرراً سياسياً رمزياً يبعث برسالة إلى السلطات العراقية وأميركا للتحرك أكثر ضد الحزب. وأضاف «لا يشير ذلك إلى أن تركيا ستكون مستعدة لخوض مغامرة سياسية بالتحرك من تلقاء نفسها في شمال العراق، إذ قد تعرض مثل هذه الخطوة للخطر علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي».

وتحتفظ تركيا بفرقة مكونة من نحو 1500 من جنود القوات الخاصة في شمال العراق منذ العام 1996، لكن بموافقة أميركية.

وفي تقرير لم يحدد مصدراً ذكرت صحيفة «أكسام» أسماء 12 معسكراً تابعاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وفي إيران حددتها على أنها أهداف محتملة للجيش التركي.

وقال الكاتب محمد علي كيسلالي في عموده بصحيفة «راديكال» ان تركيا ليست لديها مساحة المناورة نفسها ضد حزب الكردستاني التي كانت تتمتع بها في أواخر التسعينات. لكن الأميركيين المشغولين بمحاربة المسلحين في العراق يرون شماله الذي يهيمن عليه الأكراد واحة من الهدوء قد يثير أي توغل تركي كبير فيه القلاقل.

وقد تصنف واشنطن الحزب ضمن المنظمات الإرهابية غير ان استئصاله من شمال العراق لا يمثل أولوية ملحة.

وقال كيسلالي «أميركا تمثل عقبة أمام وضع الموقف (مع الحزب) تحت السيطرة... وطبيعي أن تركيا لا يمكنها التهديد بدخول العراق بسبب أميركا... ولهذا فيمكن للحزب أن يواصل هجماته».

رويترز

العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً