العدد 1361 - الأحد 28 مايو 2006م الموافق 29 ربيع الثاني 1427هـ

عيد «البوريم» اليهودي

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

في التقويم اليهودي لرضا بني المرجة، ينوه الكاتب إلى أنه في يوم الرابع عشر من شهر «آدر» - يأتي ترتيبه السادس في التقويم اليهودي - يحتفل اليهود بأطول أعيادهم، وهو «عيد الانتقام الدموي»، أو ما يسمى «البوريم»، وفيه تجري احتفالات «المساخر» التي تشبه كرنفالات البرازيل السنوية بحفلاتها التنكرية، وتستمر لغاية الخامس عشر من الشهر السابع الذي يليه.

يرمز الاحتفال إلى ذكرى خلاص اليهود من المذبحة التي دبرها لهم «هامان» وزير الملك «كورش»، من على أراضي المملكة التي كانت تبسط جناحيها على بلاد فارس وما بين النهرين (بابل وآشور)، إذ استطاع اليهود عبر فتاتهم الجميلة «أستير» التي أصبحت ملكة بعد زواجها بالملك، أستير أوقعت بين الملك ووزيره هامان حتى قتله، ثم أقنعت الملك أن يسلح اليهود ليتمكنوا من القضاء على أعدائهم البابليين ففعل.

وهكذا أتيحت لليهود فرصة العمر بذبح أعدائهم البابليين وإبادتهم عن بكرة أبيهم، وكان انتقاماً شنيعاً كرسته وتحدثت عنه بإسهاب الاصحاحات العشرة التي يتألف منها سِفر أستير، ومازال اليهود يحرصون على صنع وجبة طعام مفضلة لديهم سموها «آذان هامان» تشفياً منهم وشماتة بموت هامان.

وعليه، ومن باب «الطيرة»، يفضل ألا يقدم نجاد على التهديد بأي مؤامرات خلال هذا الشهر على الأقل، حتى لا نتفاجأ بمائدة يهودية في المستقبل باسم «آذان نجاد»! فأستير اليهودية، هي من تسببت في إتاحة الفرصة لليهود في الانتقام من البابليين، ولعل لنا في هذا الأمر نصيباً من القتل الجديد.

ومما يخشى، ولو تم تأجيل الحسم في هذا الحدث التاريخي المعاد أن تكون أستير القادمة «هيلاري كلينتون» من ستتسبب في إعادة هذه الأسطورة من جديد، ولنا أن نبدي في هذا الأمر شيئاً من الطيّرة المركبة والمبررة.

«أستير» البنت اليهودية المدللة، كانت قد أهديت للملك «كورش» كجارية، لكنها سرعان ما أصبحت «ملكة» تتحكم بكل أرجاء المملكة، واليهود الذين مازالوا يجيدون مثل هذه الإنجازات الدبلوماسية هم عدو ليس في العقل من شيء أن يستخف بهم أحد. بداية الأسطورة منجزة، فالإسرائيليون يدركون أن الرئيس الإيراني نجاد هو «هامان» جديد، وأستير هي في طريقها إلى البيت الأبيض «ملكة للعالم»، فهل يعيد اليهود «عيدهم» الدموي في البابليين؟ بالنسبة إلى «فارس» فالأسطورة ذهبت إلى أنها «بقت آمنة»! وأن البابليين وحدهم من دفع ثمن لعب «هامان» و«أستير» على مائدة الصراع

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1361 - الأحد 28 مايو 2006م الموافق 29 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً