العدد 1363 - الثلثاء 30 مايو 2006م الموافق 02 جمادى الأولى 1427هـ

«العرب» العراة!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

من الصعب أن تكتشف عُرِيِّك في أحد الصباحات، فترى الأوهام خاصتك «تلبدت» أو «تبلدت»، فليست فلسطين «محررة»، وهي ليست إلى الطريق في ذلك، ولا جغرافيا عربية «محترمة»، والدين خاصتك، متهم بأنه لا «دين»، بل مجرد أداة قتل لا أقل ولا أكثر، إذ أمسى «الدين» تهمة يخشى عليك منها، تكون السبب ألا تدخل بها بلداً من البلدان المتحضرة، التي تعتقد/ تؤمن بأنك ذو ميول «دينية» سمتها/ فلسفتها «القتل»!

في خضم هذه التعريات، لا يجد المواطن العربي سوى الإنكفاء إلى الماضي، فالتقدم باتجاه الماضي أفضل خيارات العجز عن فهم اللحظة «الموحشة»، والتي يمر بها هذا الإنسان العربي فضلاً عن خيارات التفكير في «المستقبل»، الذي يمارس الرعونة عن «التشكل»، وفق ما يريد الإنسان العربي.

يكون الحديث الآن يستلزم أن نتحدث عن «المستقبل» كيف يجب أن يكون، وكيف يجب أن يتشكل، ولا تناقض هنا، فـ «التنظير» هو ديدن الإعلاميين والساسة، وهذا ما نبرع فيه نحن الإعلاميين، إذ نصيب القارئ بشيء من الملل.

علينا أن نهتم بالتعليم، والتربية، والثقافة، وأن نحاول أن نعد الاستراتيجيات والخطط الخمسية، تقرأون هذا «الهراء» كل يوم في كل صحيفة، وفي كل خطبة، أو محاضرة، فما الذي يتغير؟، أماكن المقالات فقط، فالواقع لا يتغير!

إن ما بين الواقعية والتشاؤم خيط «دقيق»، ويفصل بين التقدم والارتداد خيط «أدق»، وإن ملتم إلى ذات اليمين أو الشمال فلا فرق لدي، فما الذي سيتغير، وإن كانت قناعاتكم حجرية في اليمين، فلا ضرر أن تتحولوا ذات يوم إلى اليسار، فنحن في عالم لا يحتمل الجمود، والأوجه تتسم بالتشابه والتكرار!

أي القناعات/ الحلول كانت ناجعة في تغيير أحوالكم، خطابات الدين، خطابات اليسار، خطابات الثورة، خطابات السلطة الكلاسيكية، خطابات التقدم، خطابات التعليم، ثمة حال من «الخواء» يمارس عليكم كل يوم، وهو خواء يسمن «عبطاً»، ويغني «جوعاً»!.

في «العري» الأول، كانت أوراق الشجر من تكفلت بستره، وفي هذا «العري» الثاني ليس ثمة ما يستر هذه الحال، تباشير النصر من ميتافيزيقيات الدين تأخرت، حتى شك الديانون بكل شيء، ووعود اليسار الحمراء تمخضت عن جلسات سكر عند كؤوس صفراء حالمة، أي حالة من «الفراغ» تلتف بنا، إنه موسم الحصاد، وثمارنا هي «الهواء» !!.

كان «ابن خلدون» يائساً كما عبر عن ذلك الجابري، ومن باب أولى، أن نمارس اليأس «نحن»، فلو كان ابن خلدون هنا... لاختار الإدمان على المخدرات، أو الانتحار

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1363 - الثلثاء 30 مايو 2006م الموافق 02 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً