في المستحيل تجوب أرض الله...
منفتحاً على الأشياء ...
تعرف قيمة الأبد المصادر فيك...
تحسب كل صائحة عليك...
ترى البنفسج في التباس رمادك القسري...
ها مالت عليك ممالك الأسفلت...
لا حورٌ ولا صفصاف ينزع عنك
ما علقتْ به أستار
أنك ذلك البدوي في فلتانه في الأرض...
فلتترك صفات الماء
للماء الغريب عليك
وانزح نحو ملح ما وكثبان
لتقرأ ما تيسر من رحيل
في الطريق إليك
حتى آخر الدنيا ونبض فيك...
في هذا البقاء المستحيل
تنز متراسا لتمضي نحو منهمر
فلا هذا المجال صديق روح كي تعد لدى المصادفة اتفاقاً...
كي ترى ما لا تريد وما تريد...
وأنت محض سحابة
ستمر من هذا الجنوب إليك
نحو شمالها وألوهة
هي في انشغال الوحي
في ماء وإيقاع وغامق غصة...
والأصدقاء لديك: لا أحد
خيالي المزاج لحد
نسف الخيل فيك إذا ضجرت
فكن أبا لسهولة المسرى إليك...
وكن تحية شاعر
لم تعرف الدنيا مباهجها
سوى من مقلتيه
إذا اكتفى بعذابه من يومه
ليفر من أمس البعيد
إلى غد متلبس بغيابه وغواية المنفى...
أجر ماء عبرت إليه
في صحراء تضمر تيهها
قبل البلوغ وقبل ترتيب الإقامة...
هدك المتحدث الرسمي باسم الرمل:
هذي الريح لكن الحياة بطبعها امرأة
برسم بهائها والنبل
فيما قد نراه تسولاً هو ماء ليلكها:
تظل على اتصال بالنهائي الشفيف
وبرق كل الناس
في عتماتهم والحزن
أبَّنك الندى مذ كنت
مفترق الطريق إلى الهشاشة والجسارة
وابتغاء خلاصة الشبح الغريب
غريب أسماء وليل حراسة
يا ماء كن في الواقعي
أباً لنا من دون أستار
ومن دون اجتياح للتذكر
أننا أبناوك الماضون
في إيقاعك الفصلي والحولي
والدهري
أحيانا يطول بك الغياب
فينتهي البلور أوقاتاً
من الصدقات في الرؤيا
وناي غنائنا في السر
يا ماء انتبه لسلالة الأشكال
فيمن لا مناص لنفيهم
فلنعترف... أن انحناء ما لوهم
ليس يعني أي هيمنة علينا
وليس يعني أن مسا ما
سيترك ظله في غابة التأويل
يا بر اليقين
وماء هذا الشك
كل حصانة لم تنتبه لمجازها
سبب لهذا الدائري من النهاية
كل ماء لا يرى أسبابه
حمى وأظلاف وعار
ليس شرطاً أن يشيَّع
في الصريح من الندى ونقيضه
يا ماء هذا القصد...
يا ماء له الكهان ثكلى
في ورود الفقد
يا هذا التأمل في الشرود وأهله..
العدد 3277 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ