العدد 3282 - الخميس 01 سبتمبر 2011م الموافق 02 شوال 1432هـ

العيد الحزين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يمر علينا هذا العيد حزينا جدا، وكئيبا جدا جدا أكثر من أي مرّة تليه. ودعنا أمس المناضل الكبير عبد الرحمن النعيمي، وحالنا لم تكن في فرح، فحتى الأطفال اختفوا من شوارع البحرين وأزقتها، ليعيدوا ويجددوا فرحة العيد، وحتى المجمّعات لم تكن بتلك الهمّة في القبول على الشراء، بل كان أول ما رأيناه في المجمعات قبل العيد هو الهدوء النسبي في الشراء.

لا نعلم من يفرح لألم وطني، ومن لديه الحق في رسم الابتسامة على وجهه، ووطني يدمي ويقسّم ويُجرح، ولا أعلم ان كان هذا بلاء أم ماذا؟! كل الذي أعلمه أن الأمور لم تعد في نصابها، والحال ليس هو الحال الذي كنا عليه، وأن هناك أمورا قد تحدث وتوجّسات قد تتحقق إن لم تقم الحكومة بصناعة تاريخها في تغيير وتعديل الأحداث الأخيرة التي حصلت لنا!

لا يسر الخاطر منظر أهل البحرين المنتصفين حالياً إلى طائفتين، ولا يخرجنا من أزمتنا تعامل الحكومة مع مشكلة الفصل التي مازالت تقوم بها، على رغم توجيهات القائد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالإسراع في إرجاع المفصولين.

لمصلحة مَن نجد البحرين بهذا الحزن والكآبة؟ ومَن يريد لنا هذا الانشقاق وهذه الكراهية؟ نعتقد بأن هناك «عين» أصابت أهل البحرين، أم ان هناك أجندات خارجية من أجل ضرب البحرين، كما يقول البعض؟!

كل الذي أعلمه ويعلمه المخلصون هو الدعاء من أجل ثبات البحرين في المأساة التي تعيشها، وكل ما نريده هذه الأيام هو رجوع أهل البحرين أهلا كما كانوا، وأن يصفـِّي الله القلوب، وأن يوحّدنا لا يشتتنا ويفرّقنا.

وقد يتكلم أحدهم في السياسة، وقد يتهم هذا بالخيانة وذاك بالتخاذل، ولكن ما بين التخاذل والخيانة نجد أن من يتكلم لا يصنع التغيير، ولا يستطيع مواجهة الأزمات، بل انه خاوي الفكر، انتهت منه الحيلة في التصرف مع وضع البحرين، فأخذ يتفلسف بين هذا الاتجاه وذاك.

البحرين تحتاج اليوم الى تضافر جهودنا جميعا من أجل السلام الذي ولى لمدة لا تقل عن 6 أشهر، والى إرجاع المطالبات بالوحدة التي ولت، وبإرجاع المفصولين الى أعمالهم، حتى نتدارك ما هو أعظم.

خطوة خطوة سنصنع من خلالها التوافق الذي ناشدنا بتحقيقه جلالة الملك، وخطوة خطوة سنستطيع تحقيق ما لم نكن نستطيع الحلم به، وسنصل في النهاية الى حلول جذرية لمشكلاتنا وأزماتنا.

هيهات أن يكون القرار وحيدا من دون القائد والشعب، فلا قائد ينفع من دون شعب ولا شعب ينفع من دون قائد، وندعو الله أن يحمل المستقبل لنا مفاجآت تجمع القلوب ويكون يوم خير على أهل البحرين.

اللهم يا قوي يا غفور يا قهّار ارحمنا بعد رمضان، اللهم من أراد بأهل البحرين سوءا فرد كيده في نحره، ولا تمكنه منهم أبدا، اللهم احفظ هذه الأرض الطيبة، وزدها خيرا، اللهم اغسل قلوبنا بالماء والثلج والبرد، وحقق لنا أمانينا في الأمن والاستقرار والحصول على الحقوق، اللهم انك على كل شيء قدير. اللهم آمين

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3282 - الخميس 01 سبتمبر 2011م الموافق 02 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 2:37 م

      لله ذرك

      العيد الحزين يشتكي ممن جعله حزين أههكذا تمر علينا الأعياد . بالله عليكم هل هذا ما ينبغي في عيد الدين العظيم؟ الأمر لله من قبل ومن بعد

    • زائر 31 | 10:40 ص

      اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

      نشكر لك اختنا هذه الحيادية في التعامل مع المشكلة لكن لتحل المشكلة لابد ان يأخذ كل ذي حق حقه ولا يستأثر مجموعة بكل شيء وتحرم مجموعة من كل شيء حتى حق الحياة
      وما ضاع حق وراءه مطالب

    • زائر 30 | 9:04 ص

      الله يتقبل دعائك يا كاتبتنا العزيزة

      إن شاء الله تعود البحرين في حال أفضل من هذا الحال و نحن في خير و آمان و لآ فاقدين ولا مفقودين
      و الله يصبر كل من فقدو أعزتهم في العيد و اله يرحم موتاهم

    • زائر 29 | 8:31 ص

      شكرا لك

      شكرا للكاتبة مريم .. كنت أتمنى أن ارى اشارة للشهيد علي جواد الشيخ بمقالك !! فرحمة الله عليك أيها الوطني المناضل عبدالرحمن النعيمي الذي أبى أن يرحل إلا مع شهيد شاهد على المواطنة الحقة وفي يوم عيد المسلمين .. فالى رحمة الله أيا أمل ورحمة الله عليك علي

    • زائر 27 | 6:19 ص

      متى يزول الليل المظلم الطويل لنرى الصبح الجميل..!!

      وجه الصباح علي َّ ليل ٌ مظلم ُ
      وربـيع أيامي علي َّ محرم ُ
      والليل يشهد لي بأني ساهر
      إن طاب للناس الرقاد فهوموا
      بي قرحة لو أنهـا بيلملـم ٍ
      نسفت جوانبه وساخ يلملم ُ
      قلقا تقلبني الهموم بمضجعي
      ويغور فكري في الزمان ويتهم
      من لي بيوم وغى يشب ضرامه
      ويشيب فود الطفل منه فيهرم

    • زائر 22 | 3:32 ص

      صوت المنصفين

      كلمات ولا اروع من قلب حنون على الوطن وشعبه وقائده ويا ليت الجميع بمختلف طوائفه يعيون ما كتبته هذه الانسانة المخلصة. كما نعلم ونفقه بان الدين هو المعاملة الحسنة واختلاف الرأي لا يعني المعاداة, لدي يجب على الشعب والحكومة الوقوف ضد الذين يزعمون الالتزام والدين وهم لا يفقهون في الدين شي سوى الحقد والكراهية والانتقام من اللذين يريدون خيرا للبلد والعباد. فعلى القيادة ان تعى ما يحيكه هؤلاء الجهلة الشاعلين للفتنه بين اطياف المجتمع البحريني

    • زائر 21 | 3:32 ص

      لم يأتي دين سماوي يأمر بالفتن وشق الوحدة

      هذا الكلام أوجهه لبعض ناقصي الفهم والذين يعتقدون انهم يؤصلون أو يخدمون دينا أو مذهبا بشقهم لصفّ الأمة لا والله لا يوجد في الأديان السماوية ولا المباديء الوضعية من يشجع على شق الصفوف وزرع الفتن
      وإنما هذه الأمور من عمل النفوس المريضة بالحقد والحسد والضغينة
      وهذه الأمراض إذا ابتليت بها أمة فعليها السلام
      الحقد والحسد والضغينة كلها صعبة العلاج
      نسأل الله أن يقي شعب البحرين بشيعته وسنته من هذا الداء العضال حتى لا تفرّخ لنا أرباب فتن

    • زائر 20 | 3:08 ص

      شق الأمة يتسع يوما بعد يوم وهناك من يتفرّج

      الفرجة لا تصلح في مثل هذه الظروف لأن الإتساع الحاصل في شرخ الأمة آخذ في الإزدياد يوما بعد يوم
      وسوف لن يكون بمقدور ما هو ممكن اليوم والقصد
      أن الرقعة التي تصلح لوضعنا هذا اليوم سوف لن
      تصلح له بعد أيام من الإتساع المتواصل وسوف تكون
      الكلفة أكثر إن لم يتدارك الوضع
      هذا كلام من يستشعر الخطر ويحس به وعلى من يهمه الأمر الإلتفات قبل فوات الأوان وحينها
      لا ينفع نفس شيئا

    • زائر 19 | 3:03 ص

      ياريت

      يا ريت ان تبادر قيادات المعارضه بوقف العنف في القرى وبوقف الشعارات التي لا تخدم فهذا سيساهم في تهدئة النفوس وسترجع البحرين بإذن الله الى سابق عهدها

    • زائر 17 | 2:28 ص

      بعون الله كل شيء بعود بس

      الانتباه لزارعي الفتنة وأكبر دليل منتدياتهم الهادمة للقيم ضعيفة الوازع الديني الذين يسعون سعيا لشق الصف وبث الشك في نوايا الأشراف ونشر الفتنة على قدم وساق هؤلاء بعيدين عن الديرة وإن ولدوا وعاشوا فيها أتعلمون لم ؟ لأن لهم مصالح كبيرة في توتر الأوضاع بالديرة فعودة الأمور لنصابها تعني تبدد مصالحهم وأطماعهم والتي يحلم يحصل عليها البعض في غير بلد كالبحرين

    • زائر 15 | 2:18 ص

      اصيلة يا بنت الشروقي

      الحزن والضجر خيم على هدا العيد . الشوارع فاضية ! المجمعات هادئة لا حراك ! يا الله عفوك ورضاك

    • زائر 13 | 1:41 ص

      البكاء على اللبن المسكوب

      عقارب الساعة لا تدور إلى الوراء .. إنما قد تتوقف .. فعلينا جميعاً أن نطوّع أنفسنا لتتكيف مع القادم .. فلا يجدي البكاء على اللبن المسكوب يا أختنا مريم. نسأل الله أن يكون القادم في خيرنا جميعاً .

    • زائر 12 | 1:05 ص

      يالله يارزاق يارحيم

      الله يرحمك يا النعيمي
      والوطن عيده غير
      رحل النعيمي ومعاه طفل من ستره بالعيد
      اثنينهم لجنه الخلد يارب يارب
      ويارب ترجع ارزاق المفصولين وتفرج همهم

    • زائر 10 | 12:03 ص

      اشهد انك بحرينية اصيلة

      دائما تسعين الى لم الشمل والترفع عن كل مايفرق بين ابناء هذه الوطن ولكن الاشرار لا يريدون لهذا البلد الخير والسكون والعدالة والمساواة فلك كل الشكر و استمرى في مسعاك مهما تعددت العوائق والله ولى التوفيق وهو العالم بما هو خير لهذا البلد فلا بد ان يحققه على يد الخيرين من ابناء هذا البلد والسلام

    • زائر 8 | 11:19 م

      انقشع يا غيم

      لقد ولى زمن الاعياد اني لست متشائما ولكني لن اكذب على نفسي حتى ىكذب على الاخرين اني ارى غيوما سوداء تفترب شيئا فشيئا تكاد تغطي سماء يلادي لتحول ما تبقى من ضوء الى ظلام دامس اذ لا يزال الفصل القتل التجويع التخوين الاقصاء ماذا بقى لاقول كل شئ على ما يرام وسنتخطى الازمة من اذا كان بمقدور اي احد على وقف الممارسات الغير منصفة ووقف الفصل والقتل عندها ساقول انقشع ياغيم

    • زائر 5 | 10:51 م

      لماذا لم تشر الكاتبة إشارة كاملة للعيد الحزين ؟؟!!

      هذا اقتباس من ختام مقال الكاتب قاسم حسين "ورحل ابن جزيرة المحرق، مصطحباً معه طفلاً صغيراً من جزيرة سترة، ليلتقي البحران في يوم وطني حزين..."

    • زائر 3 | 10:44 م

      تعليق ورأي ....

      أما كان أحرى بالكاتبة وهي تشير إلى الجزن والهيد أن تشير إلى الطفل الشهيد هلي جواد طالما أنها ذكرت الفقيد عبدالرحمن النعيمي، وهب أن الكاتبة قاصدة لغرض ما فلماذا لم تشر إلى الطفل الشهيد علي جواد وهي عندما أشارت إلى اختفاء الأطفال من الشوارع..؟!

    • زائر 2 | 8:44 م

      اللهم آمين

      شكراً أ.مريم على كلماتك التي هي بلسم على جروح المكتوين بنار الفتنة التي حدثت في البحرين و الحمدلله لا زالت البحرين بخير ما دام هناك صوت العقل .

    • زائر 1 | 8:00 م

      البحرين تعيش الحزن على طول الدهر

      شكرا الى أختي العزيزة مريم يا الله تكون البحرين بحرين الافراح

اقرأ ايضاً