العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ

تسييس التعليم

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

حتى لا يتم تسييس التعليم لابد لنا من فتح موضوعه اليوم، ونحن نواجه أول يوم من دخول الطلبة، ونرى سياسة «هم ونحن» الواضحة من تحت الطاولة، وعليه وجب علينا التحذير من هذه السياسة التي لن تنفع أحداً إذا ما تواصلت داخل المدارس.

كنّا ومازلنا ضد تسييس العملية التعليمية، وتمنّينا عدم إقحام التعليم في السياسة، حتى لا يتضرّر أبناؤنا ومدرّسونا، ولكن ما حدث قد حدث، وما هذه الوخزات التي نلاحظها داخل المدارس أو عن طريق الاتصالات من قبل الطرفين والتوجّس الذي يملأ الساحة التعليمية إلا دليل على وجود مشكلة تستحق التخلّص منها من أجل سير العملية التعليمية.

فالألقاب والتنابز بالإيحاء والكلام البذيء ليست من شيم أهل البحرين، وإنما هي مصطلحات دخيلة أراد البعض استخدامها من أجل أغراض أخرى، ونحن على أبواب سنة جديدة، نستحق الدمج مرّة أخرى فيما بيننا، فلا شيعي يعمل من دون سني ولا سني يعمل من دون شيعي، إذ إن تحت مظلّة التعليم يجب أن ينصهر هذا المصطلح وينبثق بدله مصطلح أنا موظّف وأعمل بأشرف مهنة تستحق الإجلال.

بات المدرس على غير عادته، غير مستقبل للسنة الدراسية الجديدة، وحركة التنقلات في دوران، سواء رضي المدرس أم لم يرضَ، وكلها تحت شعار المصلحة العامة، التي لا نفهم منها شيئاً إلى الآن!

إن استمرت سياسة «هم ونحن» سنجد أنّ التعليم سَيُسيّس لا محالة، وسترجع الأزمة كما كانت أو أشد إذا استمر البعض في اللعب بالورق داخل أروقة المدارس، فحذار مما سيحدث، وخاصة أننا في «قمقم» الأزمة التي لم تنتهِ بعد على رغم تصريحات بعض المسئولين، ولا نريد تكرار ما حدث داخل المدارس في السنة الماضية، بل نريد عاماً جديداً بفكر جديد يدعو إلى الوحدة الوطنية والإصلاح السياسي والإصلاح في التعليم.

اتصلت بنا إحدى المدرسات متوجسة من مديرتها المحسوبة على الطائفة الثانية، واتصلت أخرى تبكي من مديرتها المحسوبة على تلك الطائفة، وهاتان الاثنتان لم تأتِ أفكارهما عبثاً، بل حصيلة المواقف المستهترة في المدارس جراء الأحداث التي مرّت في البحرين.

نقول للجميع لا تخلطوا الأجندات ولا تعبثوا بسير العملية التعليمية، ولا تبحثوا في الماء العكر، حتى لا ينجّس هذا الماء صفاء العام الجديد الذي سيهل على أبنائنا، وتذكروا أنّ المعاملة الحقيقية التي نبتعد فيها عن الذوات الضالة وعن الحقد والكراهية هي التي ستنجي المدارس، لا سياسة الكره والتحريض من أجل الوصول إلى مآرب أخرى.

يحتاج أبناء البحرين إلى مدرسيها، ولو خلت المدارس من المعلم البحريني، وأسندت المهمّة إلى المعلم الأجنبي، فليس من صالح أحد هذا الموضوع، فنحن لا نستطيع العيش نصفين، بل إن هذه المملكة الصغيرة لا تحتمل هذا الانشقاق، والأبناء هم الخاسرون في النهاية.

وبين البركان الهادئ بين المدرّس وزميله، وبين الأزمة الموجودة حالياً، دعونا نفكّر في أجيال المستقبل، لأنّهم يستحقّون التعليم، ويستحقّون وجود المعلم البحريني الذي ناضل منذ بدايات القرن العشرين في تنوير المنطقة، وحان لنا تنوير طلبتنا البحرينيين، واستثمار طاقات المعلم البحريني، بدل الخروج من هذه الدائرة إلى دائرة الأجانب

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 2:37 م

      ما جوابك ؟

      ما جوابك أخت مريم على توظيف ما سمو بالمتطوعين في قطاع التعليم بدل الكفاءات أليس تسييس أم جودة تعليم ؟ أين هيئة ضمان جودة التعليم ؟ أين خريجوا الجامعات من حملة الشهادات الجامعية أم أنهم ليسوا كفاءات ؟ عذرا أخت مريم ولكن جالت بخاطري بعد قراءة موضوعك الجيد .

    • زائر 17 | 11:44 ص

      المديرات

      الأخت مريم الشروقي
      اختي معلمه في احدى المدارس تقول لي لقد استهلت المديره العام باجتماع مع المدرسات وبدل ان تقرب المدرسات الى بعضهن البعض وتخبرهن بأن المدرسه يجب ان تكون بعيده عن تجاذبات الأحداث وابعاد المدرسة عن الجو الطائفي ....
      مارست العكس فكانت تنعت المدرسات من طائفة بنعوت لا تليق ان تصدر من مديرة مدرسة ومدحت المدرسات من الطائفة الأخرى ...
      المشكلة ان المدرسات يخفن ان يرفعن مشكلتهن الى الوزارة لأنه في هذه الحالة مصيرهن معروف..الفصل أو الأيقاف

    • زائر 16 | 9:36 ص

      المصلي

      موضوعك اليوم روعة من كاتبة ذات حرفنه وطنية صادقة هذا مانتمناه جميعا حاكمين ومحكومين الكل في هذا الوطن يحلم بوطن يحتظن الجميع بدون استثناء اي لايكون به تمييز اوتهميش لشريحة كبيرة من مكونات هذا المجتمع المتسامح وهذه الميزة يشتهر بها اهل البحرين كابر عن كابر حتى دخلت علينا مجموعة مئزومة طائفيا وقلبت لنا الأمور واصبحنا واصبح الوطن كالسفينة في بحر لجي تتقادفه الأمواج العاتية من كل مكان فعلى عقلاء القوم وهذه نصيحة من مواطن مخلص الأسراع بسن قانون يجرم من يمارس التمييز والتهميش والطائفية المقيته

    • زائر 15 | 5:24 ص

      يتكلمون وكأن المدرسين هم المخطئين

      الذين يتفلسفون ويكيلون التهم لمكون في البلد ليعلموا أن من سيس القضية أطراف كثيرة منها التجمعات وبعض الجمعيات الدينية وخاصة السلفية منها التي كانت تريد الأستيلاء على ناصية التعليم في البلاد وقد جاءتها الفرصة وأججت نار الفتنة هذا لا يعفي الأطراف الأخرى لكن اليوم كلما جاء الحديث عن القطاعات التي تأثرت بفعل الأزمة أشاروا لمكون واحد وحملوه التبعات لتعلموا أنكم جميعا مشاركين في الفوضى في التعليم وبلا بطيخ وكأنكم ملائكة نازلين من السماء وغيركم شياطين واجد سكتنا عنكم مصختوها وشكرا للمتألقة بنت الشروقي

    • زائر 14 | 5:03 ص

      حسافة يابنت الياس

      الي حدث حدث وبس...عجل اذا جرم أحد او سرق او قتل او او نقول ما حدث حدث خوشي ..طبعا

    • زائر 12 | 4:27 ص

      الوقت العصيب

      في هذا الوقت العصيب والذي يستخدم فية هذة الورقة الخاسرة بعون الله تعالى والتي لو علم من يستخدمها سوف تحرقة عاجلا ام اجل ولذلك اقول اننا بحاجة الى من يمسك بقراراتنا من هم بعقليتك ايتها الاخت الفاضلة من يرى الحق ويعمل به ويرى الباطل وينهى عنه ولو كلفه كثيرا
      شكرا لك وكثر الله من امثالك

    • زائر 10 | 3:30 ص

      سياسة «هم ونحن»

      إن استمرت سياسة «هم ونحن» سنجد أنّ التعليم سَيُسيّس لا محالة، وسترجع الأزمة كما كانت أو أشد إذا استمر البعض في اللعب بالورق داخل أروقة المدارس، فحذار مما سيحدث، وخاصة أننا في «قمقم» الأزمة التي لم تنتهِ بعد......

    • زائر 9 | 3:28 ص

      خافوا ربكم ...خافوا ربكم ...خافوا ربكم ...خافوا ربكم ...

      اتقوا الله
      ارجعوا للدين
      تخلصوا من الجاهلية
      .
      العالم يتقدم ونحن نتقهقر
      .
      والسبب هو الابتعاد عن الدين ومخافة الله
      .
      القرءان الكريم - جميع صفحاته تحتوي من القيم والمبادئ الانسانية الراقية الرفيعة.
      .
      أمثلة على ذلك: العدل والحرية والمساواة والتعاون والتراحم وتكافؤ الفرص ...... وغيرها كثير.
      .
      أين نحن من هذه القيم ؟
      هل نحن مسلمون بالاسم فقط؟
      الحساب عندالله؟

    • زائر 8 | 2:53 ص

      الاستاذه مريم مثال يقتدى به فى حب اهل وطنها بلا تمييز

      مقالك فى الصميم استاذه مريم ،اتمنى من الجميع ان يطلع عليه سوى ان كان من المسؤلين او المدرسين وفتح صفحة جديدة بيضاء يكون فيها الغالب والمنتصر الاول هو الوطن وابنائه ونبذ كل ما يعكر صفو سير عملية التعليم لان الخاسر الاول هو الوطن وابناء الوطن ونرجو من وزير التربية والتعليم ان يبادر بعودة ابنائه المدرسين والمدرسات المفصولين الى الصرح العلمى فأنهم الاحرص على الوطن وابنائه ولا يفوتنى ان انبه ابنائى الطلبه الى الحرص الشديد فى الانظباط فى تلقى العلم والابتعاد عن السياسة التى هناك من يعمل عليها من الكبار

    • زائر 7 | 2:27 ص

      الكلام هذا يجب ان يوجهه لمن سيس التعليم أساسا

      الكلام هذا يجب ان يوجهه لمن سيس التعليم أساسا ... و أخرج الطلاب من المدارس ... لا تحاولي أن تلقي اللوم على الطرف الآخر الذي إنتظم في الدوام و الإمتحانات

      أنا متأكد من أن هذا الرد لن ينشر لأسباب طائفية

    • زائر 6 | 1:47 ص

      في الوزارة من المتنفد

      يوجد تيار فى الوزارة بارز ويريد ان يهمش المذهب الاخر لكن نقول مهما فعلتم نحنو يحرينيون ونستحق العيش الكريم وشكرا للكاتبه علي هذا المقال الرائع .

    • زائر 4 | 1:36 ص

      مقال موفق..,,

      هذه الروح البحرينية الأصيلة ، الموجودة في استاذة مريم ..,,

      تكتبين في قلب الحدث يا استاذه لإنك في حقل التعليم ، وترين ما الذي يحدث ...,,

    • زائر 3 | 1:14 ص

      التعامي عن الخلل لا يحل المشكلة

      كل شيء في حياتنا يحتاج إلى إصلاح وترميم ورعاية لسد الثغرات والنواقص وكذلك الإصلاح السياسي والإصلاح في التعليم يصنع بالقوانين لمواكبة العصر والتقدم وليس بالأمنيات والكلمات.
      وكذلك الطائفية لا يمكن مواجهتها إلا بإصدار قوانين صارمة تجرم وتعاقب أي تمييز ضد أي إنسان بسبب عرقه أو مذهبه أو أهانت مقدساته أو رموزه.

    • زائر 2 | 12:23 ص

      أين قيمة المتعلمين ؟

      مقال رائع ولكن :

      ماذا يعني حصول بعض حراس المدارس على شهادة جامعية من طائفة معينة والوزارة الموقرة تمنع عنهم الترقيات ولو برتبة واحدة قيمتها 8 دينار ؟!

      أين قيمة التعليم والمتعلمين ؟! ولماذا هذا التسييس في التعليم ؟! هذا مثال واحد فقط .....

اقرأ ايضاً