العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

حب حصل في فترة الجامعة

تعجبت غاية العجب، فقد كنت فتاة هادئة جداَ، ولا يهمني أي من مظاهر الحياة العصرية فقد كنت أكتفي بمشاهدة مسلسل فترة القيلولة بدل من أن أنام. أما هو فقد كان شاباً طموحاً وجامحاً، وقد كان شاب الموضة العصري، وكان ممن يطمحون أن يكونوا ممثلين سينمائيين وينالوا شهرة واسعة.

تعرفت عليه في الكلية، فقد شدتني شهرته غير الطبيعية في الكلية، فقد شاع ذكره كشاب تتهافت عليه الفرص والفتيات من كل حدب ومكان. لذا كنت أراقبه من بعيد في قاعة المحاضرات الضخمة، بينما كان الأستاذ وليد يشرح نظريته في الأسهم والبيع والشراء كنت أدقق النظر في تصرفاته وابتسامته البريئة.

كانت محاضرة الأستاذ وليد مملة جداً فهو يكرر ويعيد... ويطرح الدرس أو الشروح من باب وجهة نظره هو، فقد كان ذا شعر أشعث ينبت فقط بين أذنيه، أما أنفه فقد كان أفطس... وبشرته أشبه بالبشرة المتشربة حمرة أو وردية اللون... كانتا عيناه جاحظتين للغاية ويداه تتحركان وكأنه يمسك سجاير أوروبية ضخمة.

أما أنا، كنت فتاة وحيدة جداً، فلم تكن لي حتى صديقة واحدة على الأقل، كنت أنا فقط والكتاب وهذا الشاب الوسيم في الكلية.

انتهت السنة الدراسية الأولى وقد ذهبت كل آمالي سدى في أن ينظر لي ولو نظرة واحدة، فقد خطب زميلة معنا اسمها (سلمى) وقد كانت فتاة غنية جداً، وقد كان والدها ثرياً جداً وهو أقرب ما يكون سفيراً للوزير وكانت تتحدث بغنج وغرور وقد خطّيتُ اسمها في صفحة حياتي عدوة لدودة لي، كانت غيورة جداً عليه لقد كان تعيساً معها في رأيي، كنت أعتقد بأني كنت سأسعده لو كان معي ولن أرى أي لحظة انكسار في عينيه الساحرتين ووجهه الساحر.

على كل حال قلت في نفسي بأني لن أخسر أكثر من هذا وأقنعت نفسي أن هذا أمر من سابع المستحيلات قد يحدث في حياتي ولابد أن أواصل حياتي وأبتعد عن كل وهم.

لذا فقد أصررتُ أن أكون من الطلبة المتفوقين في دراستي وبات شغلي الشاغل الدراسة وصفوف الأستاذ وليد كنت لا أفوتها... بالفعل نجحت في هذا القرار الصعب وقد لاحظت أن الأستاذ وليد عنده الحق في كل ما يقوله غير أني لم أفهمه في بادئ الأمر أو قد حصل سوء فهم.

أما هو فقد سافر بعد السنة الثانية في الكلية مع خطيبته ليتزوجا في لندن على غرار الطريقة الغربية كما سمعت فقد كان هذا الزواج حديث الكلية، فهم يتناقلون آخر أخبار هذا الزواج كل يوم.

باشرت في ترتيب حياتي وقد كنت الأولى على دفعة سنتي فلم أنتظر كثيراً فقد كان الحظ حليفي فقد انتقلت للعمل في شركة متوسطة في وسط المدينة... وكنت عاملة نشيطة نالت على استحسان ورضا رؤسائها كموظفة حديثة لا تمتلك أي خبرة.

لم أقف في هذه الشركة بل سارت قافلة الطموح والنشاط حتى وصلت إلى مرحلة التفوق في العمل... فقد وصلت إلى أعلى الشركات في البلاد حتى استقريت كرئيسة لمجموعة من الموظفين في شركة كبيرة.

كان عليّ كل يوم أن أعتني بمطالب الزبائن ومراجعات الراغبين في نيل وظيفة، كانت أيام شاقة في العمل رغم أن المنصب الذي أشغله من أكبر المناصب في الشركة، فكل هذا يهون أمام رغبة الإنسان وشعوره بالقمة التي يقف فوقها.

قد حلّ الصيف أخيراً وقد وافق رئيس عملي على منحي إجازة صيفية أجدد فيها نشاطي وأفكاري وأبتعد عن أجواء العمل المربكة.

كان آخر يوم في العمل فقد فاجأني زملائي بحفلة بسيطة بمناسبة آخر يوم في العمل.

شعرت بنشوة الرضا والفخر وطلبت من سكرتيرتي ألا تسمح لأي من المراجعين الدخول، فقد كنت أستمتع بتناول الكعكة اللذيذة التي قُدمت لي في الحفلة.

لمحته من وراء الزجاج... فقد كان بالطبع أكبر سناً بكثير... وملابسه تبدو غير التي كان يرتديها أي شخص مثله.

قفزت من على طاولتي ورميت صحن الكعكة جنباً وخرجت مسرعة إلى خارج مكتبي.

قالت لي سكرتيرتي: أعتذر، إنه يصرّ على الدخول عليك.

أدار بوجهه نحوي وقال: اعذريني سيدتي لكن الأمر طارئ، سأكون خارج البلاد غداً... وقد كتب على اللوحة في الخارج إن استقبالكم للزبائن ينتهي عند الساعة التاسعة.

قلت له مبتسمة... لا بأس تفضل بالدخول.

دخلت معه إلى المكتب وقد كنت مصدومة بشدة، فقد تغير كثيراً وكأنه أثاث قديم قديم مهجور.

قدم أوراقه وبدأ الحديث... لكني لم أستوعب ولا كلمة مما تحدث به فقد كنت مضطربة جداً ولم أعرف كيف أتصرف.

قاطعته وقلت له: هل تتذكرني؟

رفع رأسه فقد غدت عيناه الساحرتان ذابلتين وكأن كل هموم الدنيا خطت فوقهما.

قال مستغرباً: عذراً أنا لا أعرفك.

قلت له بحماس أنت (أحمد... ذاك الشاب الممتلئ حيوية ونشاطاً)، كنتَ معي في كليه التجارة.

فتح فاه وبدأ يرجع برأسه للوراء وقال مبتسماً بخجل... أجل من أنتِ؟

أنا... ليلى

اندهش بشدة وكأنه لا يصدق أن تلك الفتاة من الكلية المنطوية غريبة الأطوار هي أنا.

ضحك وهو يمد لي يده... أنتِ.

يا لله لم أرك منذ 20 سنة أو أكثر.

قلت له وأنا أصافحه سنين طويلة لا أذكرها.

ثم أردفت باستغراب يا لله ماذا حصل... زواجك ومستقبلك... لقد كنت أتوقع أنك في الطرف الآخر من العالم تقود أمراً ما كبيراً.

ضحك وهو يقلب في أوراقه... نعم كنت أتوقع هذا أيضاً... لم يحالفني الحظ على ما أظن.

قلت له: لماذا فقد كنت شاباً ظريفاً وذكياً.

قال: أجل... ومتسرعاً في قراراتي أيضاً... ثم لوّح لي بيده: أجل أذكرك جيداً... كنتِ تراقبيني كل ما رأيتك.

ضحكتُ ضحكة مجلجلة ثم قلتُ: لقد كانت كل فتيات الجامعة تراقبك.

قال: أجل ولكنك لم تكوني مثلهم... فلم تحاولي التقرب والنيل مني.

قلت له: لم يكن لي أمل.

ضحك وقال... تبدين أفضل مني على كل حال.

قلت له يبدو هذا.

وقعت أوراقه وقد تبادلنا بعض الذكريات والحديث القصير وقد عرفت منه أن زوجته تركته بعد زواجهما بسنة واحدة، وتعثرت حياته حتى استقر كمالك لمطعم صغير في المدينة يستقبل العشاق ليالي الجمعة.

قلت في نفسي... يا اهٍ لهذا الزمن يتقلب بشكل رهيب... فقد يذل ملوكاً... ويعزّ مماليك.

حواء الأزداني


عن سنة جديدة

 

لن آتِكم مستفرداً

أجنحتي..

في سنتي الجديدة

مستحضراً عوالمي

والفِكـَر التليدة..

فكل ما يصحبها

استحالة

يستفهم القصيدة

***

حروفنا مشاعرٌ

تترجم الآخرَ في

حوادثٍ مكيدة

كيف لنا بداية ممكنة

تلملم الجموعَ..

تحاصر الشخوصَ.. ثم تكتب النشيدة

***

وكيف يأتي فـرْحٌ

وأهلها.. يمتهنون الدمعَ قرحى أعين ٍ

ساهرة سهيدة

***

قد قالها أحكمهم

أخراك أوْلى.. لا تعش دنياك تلوي أذرعا ً

تنأى... أقارب ٍ مُريدة

وتدنيَ الضمائر الشحناءَ

والمكراء والبعيدة

***

وآخرٌ..ذكــّرَني..

صِدْقيَ أجدى لغةٍ

يجيدها الإنسان في حياته الرشيدة

***

فما تقول صحبتي؟

والناس في محبرتي..

هل رُسمَت ألوانها

للوحة تـُـسوّد الطموح من عرّافةٍ باصرةٍ..

أعمارنا المديدة؟

***

أم قد حذت خطوتها صراحة ما أبهَت

تجمّل الأحزان والحياد ما شاءت لها..

قلوبنا الشريدة!

***

كيف الوداع؟! جئتكم

في سنةٍ جديدة

وكل يوم باعثاً

آهيَ من منابر الأخبار في الجريدة!

***

آمل أن لقيتكم بحلة فريدة..

عسى تكون رؤيتي سديدة!

صادق أحمد


في أربعين «طه حسين» البحرين

 

أقول هذه الكلمات البسيطة المعبرة عن هذه الشخصية الفذة. لقد شيعت في قريتك الصغيرة (الخميس) يا أبا قيس وحضرت حشود كثيرة من كل صوب أتت على رغم قسوة المناخ في ذلك اليوم وحضر الكثير من الأهل والأحباب والأصدقاء من كل ناحية حتى أصبح المنظر رهيباً على شارع قريتك الصغيرة التي أحبتك وأحببتها وحضر في تشييعك الصديق والحبيب وابن ديرتك الذي لن ينسى طفولتك وأيضاً حضر المواطن الشريف الذي قدّرك، وهناك الكثير حضروا حتى من خارج البحرين وما أكثرهم كانوا موجودين وقت التشييع... يبكون بحرارة فراقك في منظر تقطع له القلوب.

لا أستطيع أن أعبر أكثر وأنا أتذكرك أنت مع أخيك طيب الذكر عصام وكيف كنتما تمسكان بعضكما بعضاً وتلبسان الثياب نفسها وبالألوان نفسها وتمران بين أزقه البيوت في المناسبات من الأعياد وليلتي النصف من شهر شعبان ورمضان مع أنكما فاقدان نعمة البصر، وكانت البسمة شعاركما إلى أن سارت بكما الحياة في معتركها حتى أصبحتما قدوة للمكفوفين في هذا البلد.

لقد بدأتما المشوار في العزف على آلات الموسيقى وهنا بدأت شرارة الانطلاق في عالم الحياة حتى وصلتما إلى الجامعات ودرستما وحققتما الشهادات والمراكز وبنيتما تاريخاً من النضال في الحياة، وهنا يجب ألا ننسى عنصراً مهمّاً جدّاً في مشوار حياتكما وهو أمكما وكيف ضحت وعاشت وكيف ربت وكيف تحملت قسوة الحياة في سبيلكم ومرت السنوات وكانت واقفة معكما مثل الجبل تحميكما من الرياح الشديدة وتظللكما وقت حرارة الصيف وتضيء دربكما في الحياة وكانت سنداً من أول صرخة في الحياة إلى يوم رجوع الأمانة إلى صاحبها. وأيضاً لا ننسى أم قيس هذه المرأة المخلصة والوفية التي من النادر أن نرى مثلها في هذا العالم المتكبر صاحب المظاهر وقفت معك في معترك الحياة الصعبة وضحت من أجل أن تمشي معك خطوة بخطوة في بناء عائلة سعيدة بعيدة كل البعد عن المظاهر المزيفة كم هي كبيرة... إنها صاحبة القلب الكبير والقلم الشاعرة سوسن دهنيم.

للعلم حسين الأمير هو أب لولد وبنت (قيس ورنْد)، واحد من البحرينيين الذين يضرب بهم المثل في تجاوز الإعاقة المصابين بها، وعلى رغم أنه كفيف البصر، إلا أنه استطاع أن يكمل دراسته الجامعية، ويعمل مدرساً للحاسوب في المعهد البحريني السعودي للمكفوفين.

وهو أيضاً موسيقار ومحب للشعر وتجاوز الأمير إعاقته البصرية وأنشأ له حساباً على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، كما أنشأ مدونة إلكترونية أسماها (ضفاف قلم)... ومن بين المقالات والخواطر التي كتبها الأمير في مدونته، رسالة إلى عاهل البلاد بعنوان: «كل عام وأنت الوطن».

وكان الفقيد رئيساً للعلاقات العامة والإعلام في جمعية الصداقة للمكفوفين، وممثل شركة الناطق للتكنولوجيا. رحمك الله يا ولد ديرتي وجعل مثواك الجنة ونعيمها.

ابن ديرتك

جعفر الشعباني


المتقاعدون والحياة الترفيهية

 

هناك طرقٌ كثيرة يستمتع بها المتقاعد على أرض البحرين الحبيبة، جمعيات نموذجية واسعة للجميع نساء ورجالاً، وهناك دور كثيرة تجمع بين الأصدقاء والأحبة من المناطق نفسها وترتب رحلات ترفيهية يحتاج إليها المتقاعد ونشاطات كثيرة وندوات دينية وثقافية ومناقشات وحوارات متبادلة بين الحضور في جو مرح ومناسب لجميع الأعمار. هذا ما يحتاجه المتقاعد الذي أمضى سنوات طويلة في خدمة الوطن الغالي ويجب عليه أن يبتعد عن الهموم والتعب الذي واجهه في العمل طوال تلك السنين وعليه أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالي ويكثر من قراءة القرآن الكريم وزيارة بيت الله الحرام إذا أمكنه ذلك لأن تلك الزيارات المقدسة ستجعله قريباً من ربه أكثر وعليه أيضاً أن يبتعد عن الزعل والحساسية تجاه الآخرين ويترك الزمن والحياة تسير وهو في صحة جيدة ويزيد من محبته للناس جميعاً وعليه أن يكون متسامحاً كي يتجنب المشاكل التي ستؤثر على صحته ويكمل حياته مع عائلته التي كان بعيداً عنها فترة العمل ويتفرغ للحياة الجديدة ويتماشى مع التطور والتقدم. فليعلم الجميع أن الجمعيات والدور هي عبارة عن مكان يلتقي فيه المتقاعدين والمسنون ونحن نشكر كل من ساهم أو فكر في بنائها وجعلها بيتنا الثاني الذي نلاقي فيها أحبابنا ونستمتع بكل هذه الأنشطة الترفيهية ونتمنى من المسئولين الاهتمام بها وتطويرها واستغلالها بالطريقة الصحيحة للأجيال القادمة إن شاء الله.

صالح بن علي

التغيير أعظم اكتشاف

في عمر الإنسان

إذا كان بعض الناس يمضون أعمارهم في البحث عن كنوز الأرض واكتشاف المجهول في عالم الفضاء والبحار، فإن الاكتشاف الأعظم هو أن يقف الإنسان على كنوزه الداخلية، ويبحث عن ماضيه السيئ، ويزيله من داخله ثم يخرج الكنوز الروحية والنفسية من داخله... فيمتلك جوهرة الوعي والفكر والإرادة والمحبة ومعرفة النفس والكون والله تعالى.

في جنوب إفريقيا مثلاً يحفرون الأرض بحثاً عن الألماس، أطنان من التربة تزاح من أجل العثور على قطعة صغيرة من الألماس بقدر ظفر الأصبع، وفي الحياة اليومية ينسى الإنسان كنوز نفسه بسبب التراب الذي دسّ نفسه فيه.

منى الحايكي

العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:21 م

      حب حصل في فترة الجامعة

      كل قصة حب من طرف واحد لا تنجح
      القصة اعجبتني و المهم ان كل واحد يسري بطريقه بالنهاية نحو مستقبل مشرق باذن الله
      *** الحب هو وسيلة عمل عاطفة الانسان من الجنسين و الي ما يبي يحب ما له قلب
      --------------
      على العموم بالتوفيق للجميع و فمان الله

    • زائر 2 | 3:22 ص

      لايوجد حب حقيقي يستديم بدون عشق الخالق

      كل التجارب في التأريخ القديم والحديث تذكر ان الحب لايستديم ربما يكون في البداية لفترة زمنية ربما تطول او تقصر او في النهاية فيكون بدون بداية واما الحب الذي يستمر مدى العمر يكون في حب الطرفين للخالق فيلتقون على خط يجمعهم طول العمر واذا انحرف اى منهم يفقد الحب مصداقيتة ويتم في هذه الحالة التصنع بالحب بمعنى الحب المزيف فلا يصدق علية حب وانما مجاملة بمعنى شر لابد منه وفي النهايه يفترقان سوى بالموت او بالتباعد .ولذلك نرى ان المشاكل الاسرية كثيرة بعضها يتفكك وبعضها يستمر على صفائح من نار

    • زائر 1 | 2:18 ص

      ملاحظة على قصة الحب

      التجربة تثبت أن السعادة لا تكون مع أمثال الشباب أو الشابات المغرورات أو المترفات .. الترف وحده لا يكفي ...
      ومن الخطأ أن نعتقد أن آمالنا لا يوجد لها الإ فرصة واحدة تنتهي بفواتها... يكفي أن تكون مع ربك تدعوه وأنت منطلق في أهدافك المهمة.
      أبو آدم

اقرأ ايضاً