العدد 3320 - الأحد 09 أكتوبر 2011م الموافق 11 ذي القعدة 1432هـ

24 قتيلا في اعمال عنف خلال تظاهرة للاقباط في القاهرة (شاهد الصور)

سقط 24 قتيلا الاحد خلال مواجهات رافقت تظاهرة للاقباط في القاهرة احتجاجا على احراق كنيسة لهم في الصعيد، وذلك في اكثر اعمال العنف دموية منذ الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير. وفرضت السلطات المصرية مساء الاحد حظر تجول في وسط القاهرة بين الثانية والسابعة صباحا (00,00 الى 05,00 تغ) لمحاولة اعادة الهدوء وتم تعزيز الامن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف الوطني في القاهرة.

وجرح اكثر من 200 شخص ايضا خلال هذه التظاهرة التي نظمها الاقباط احتجاجا على احراق كنيسة في محافظة اسوان (جنوب)، بحسب وزارة الصحة. وافاد صحافي في فرانس برس انه شاهد جثث 17 متظاهرا في المستشفى القبطي في القاهرة، مشيرا الى ان جثة احدهم كانت مشوهة في شكل يصعب معرفة هوية صاحبها، وكانت الفوضى تعم المستشفى وسط صراخ وعويل اهالي القتلى.

وقال الاب داود وهو كاهن قبطي ان "آلية للجيش دهست خمسة متظاهرين"، مضيفا وهو يشير الى جثة مشوهة الوجه "انظر الى دماغه".والى جانب الجثة كانت امراة تصرخ الما لوفاة شقيق لها وهي تقول "اصح يا وائل كلمني".
وكانت آثار الرصاص ظاهرة على جثث القتلى. واكد رئيس الوزراء المصري عصام شرف ليل الاحد الاثنين ان مصر "في خطر" بعد اعمال العنف الدامية التي اعقبت تظاهرة للاقباط، في حين اكدت الشرطة العسكرية ان الهدوء عاد الى العاصمة. وقال شرف في تصريحات للتلفزيون الحكومي "هذه الاحداث اعادتنا الى الوراء (...) بدل ان تاخذنا الى الامام لبناء دولة عصرية على قواعد ديمقراطية سليمة". وفي المساء دعا رئيس الحكومة المصرية عصام شرف المصريين "الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا ان "الفتنة نار تحرق الجميع".

وقال شرف في تصريح صحافي "اتوجه الى كل ابناء الوطن الحريصين على مستقبله الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لانها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا". واضاف رئيس الحكومة المصرية "ما يحدث الان ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بابناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف".

وتابع شرف ان "تطبيق القانون على الجميع هو الحل الامثل لكل مشاكل مصر".وفي تصريحات اوردتها وكالة انباء الشرق الاوسط، اعتبر شرف ان ما حصل الاحد مؤامرة لابعاد مصر عن الانتخابات، مضيفا ان هناك اياد خفية خلف هذه الاحداث". ومن المقرر اجراء اول انتخابات تشريعية منذ تنحي مبارك في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.
واجرى شرف اتصالات بقادة الشرطة والجيش والكنيسة القبطية في محاولة لاستيعاب الوضع ووقف التدهور حسب ما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط.

من جهته اتصل شيخ الازهر احمد الطيب بالبابا شنودة الثالث. اما الكاتب علاء الاسواني فكتب على صفحته على موقع تويتر ان احداث الاحد مؤامرة على الوطن والثورة. واثارت مواجهات بين مسلمين حاملين عصي ومسيحيين قرب المستشفى حيث يتلقى غالبية الجرحى من المتظاهرين الاقباط العلاج مخاوف من اعمال عنف على مستوى اكبر.

واحرق عدد من السيارات في احد الشوارع الكبيرة المجاورة وقام عدد من المتظاهرين بسحب الوقود من السيارات لصنع زجاجات حارقة. لكن في الليل سار مسلمون الى المستشفى هاتفين "مسلم، مسيحي، يد واحدة"، ما انهى اعمال العنف قرب المستشفى بحسب صحافي من فرانس برس. وانتشرت بالقرب من المكان اليات مدرعة وناقلات جند وعدد من سيارات شرطة مكافحة الشغب. واعلن التلفزيون الرسمي ان المتظاهرين رشقوا قوات الامن بالحجارة، ونقلوا عن شهود قولهم ان المتظاهرين الاقباط كانوا مسلحين.

الا ان العديد من المواقع الاجتماعية مثل تويتر اشارت الى تدخل "بلطجية" في الاحداث للتشويش على تظاهرة الاقباط، كما اتهم اخرون وسائل اعلام رسمية وخصوصا التلفزيون الرسمي باستخدام خطاب مناهض للمسيحيين.
وقال جندي مصاب من قوات الامن المركزي صوره التلفزيون "لقد اطلقوا النار على رفيقي الذي كان الى جانبي".
وبدات المواجهات بعد وصول الالاف من المتظاهرين الاقباط الى شارع ماسبيرو امام مبنى الاذاعة والتلفزيون قادمين في مسيرة من حي شبرا احتجاجا على اعمال العنف الطائفية.

ولم تتضح بعد اسباب اندلاع العنف. وقال مراسل لفرانس برس ان متظاهرين اقباطا رشقوا قوات الجيش والامن المركزي الذين يحرسون المبنى بالحجارة واشعلوا النار في سيارتين. واكد التلفزيون المصري احتراق سيارة للجيش.

وحاولت قوات الامن تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء. ومن شبرا الى ماسبيرو هتف المتظاهرون الذين رفع بعضهم الصلبان "يسقط المشير" محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة البلاد منذ تنحية الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي. وقد تعرضوا لرشق بالحجارة خلال مسيرتهم وفقا لفرانس برس. وكان مئات الاقباط تظاهروا الثلاثاء احتجاجا على هدم الكنيسة مطالبين باقالة محافظ اسوان مصطفى السيد الذي قال انها بنيت بدون تصريح من السلطات وهو ما اثار غضب عدد من المسلمين الشبان الذين قاموا على الاثر بحرقها. وتشهد مصر منذ اشهر تصعيدا للتوترات الطائفية.

وقد سعت السلطات المصرية الجديدة الى تهدئة الاقباط بالاعلان عن وضع قانون جديد عن دور العبادة يرفع القيود المفروضة على بناء الكنائس في البلاد. وفي 7 ايار/مايو الماضي قتل 15 شخصا واصيب 200 اخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الاسلام في احدى هاتين الكنيستين.
ويشكو الاقباط الذين يمثلون ما بين 6 الى 10% من سكان مصر من تعرضهم للتمييز والتهميش. كما تعرضوا لعدة اعتداءات وخاصة الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة راس السنة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:49 ص

      تدخلات أجنبية

      امريكا واسرائيل وتصدير للوهابية

    • البوحمود | 6:09 ص

      الى رقم 5

      اكانت ايادى اجنبيه الوهابيه مثلا

    • زائر 15 | 3:43 ص

      نعم لمسيرة السلام في مصر

      معاك يا زائر رقم 6
      أخرجوا يا شعب مصر جميعكم بجميع الديانات في مسيرة السلام في مصر بميدان التحرير بالقاهرة و لالالا للفتنة .

    • زائر 14 | 3:21 ص

      نتق الله

      حسبى الله ونعم الوكيل الحقيقة فى الموضوع ان الاقباط والله اعلم لم يبدأو بالهجوم على الجيش ولكن هناك مجموعة من المخربيين هم من اتو من الشوارع الفرعية واطلقوا النار على الجهتين وهنا حدثت الفتنة و مشاكل ولكن ما يحدث ايادى خارجية وظهرت والدليل عندما اعلنت العاهرة ان اميركا مستعدة لحماية الاماكن الحيوية ودور العباده والرد عليها ان مصر ليست العراق ولا السودان ولا اى مكان اخر لا تنسوا اننا فى اكتوبر المجيد والكل يعلم ما هو اكتوبر بالنسبة للعالم اجمع وردى عليها بثلاث كلمات فقط (عند امه يا أدهم)

    • زائر 13 | 3:04 ص

      مسيرة (( السلام في مصر ))

      بعضهم يريد إشعال الفتنة في مصر لاتصدقوا ولا تخربوا و تدمروا بلدكم بأيدكم أنتم جميكم مصريين و ليس هناك مسلم أو مسيحي أو غيره كلكم تعيشون على هذا البلد تحيون و تشربون الماء نفسه و تمشون على أرض واحد و تتنفسون هواء واحد ومصيركم في هذا البلد واحد..تصدوا لهؤلاء المخربين الذين يريدون إثارة الفتنة وأخرجوا في مسيرة توحيد بين الشعب بأسم
      (( السلام في مصر )) .

    • زائر 8 | 1:38 ص

      تدخلات اجنبيه

      اكانت هذه تدخلات اجنبيه. ايران مثلا؟

    • زائر 6 | 1:30 ص

      اوافقك الرأي زائر رقم 1

      حتى لو لم يكن الهدف القضاء على الثورة
      منذ زمن بعيد و علاقاتنا مع اخواننا المسيح جيدة مالذي حصل بين ليلة وضحاها

      ربي يفرج عن الامة هالغمة

    • زائر 4 | 1:22 ص

      شلت يد كل من تطاول على دور العباده

      شلت يد كل من تطاول او امر بهدم دور العباده سواء مساجد او كنائس

    • زائر 3 | 1:19 ص

      هذه مؤامرة ليس لها علاقة لا بالاسلام ولا المسيحيين

      انتهوا يا مصريين
      هناك من يتآمر عليكم وعلى ثورتكم
      من الداخل ومن الخارج
      من العرب وغير العرب
      الله يعين

    • زائر 1 | 12:47 ص

      الاسلام دين التسامح مع الاديان

      كما نحن نتأثر عندما يهدم مساجدنا ودور عبادتنا ايضا انهم يتأثرون عندما يهدم كنائسهم ، لازم يحاسبوا مثيرين الفتنة بين الاسلام والمسيحية ، هدفهم القضاء على الثورة

اقرأ ايضاً