العدد 3321 - الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ

«وعد»: التمسك بالوحدة الوطنية وفاء لمسيرة فقيدنا المناضل «أبو أمل»

في حفل تأبينٍ حضره حشد من رفاق دربه الخليجيين والعرب

اعتبرت جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، أن أكبر وفاء لمسيرة الفقيد المناضل، عبدالرحمن النعيمي، يكون عبر التمسك بالنهج الذي مضى عليه النعيمي طوال فترة حياته، وهو الوحدة الوطنية، ونبذ الطائفية.

وقالت الجمعية، في كلمة ألقتها رئيسة اللجنة المركزية منيرة فخرو، خلال حفل تأبين الأب الروحي لـ «وعد»، الفقيد المناضل عبدالرحمن النعيمي: إن «النعيمي رحل عنا بجسده، لكنه غرس قيم ومبادئ قد تشربنا منها، تقوم على الإيمان الراسخ بالوحدة الوطنية، ونيل الحقوق الأساسية للإنسان، والعدالة والمساواة وعدم التمييز».

واستعرضت فخرو في كلمتها، المشوار النضالي للفقيد النعيمي، سواءً أكان في ظفار بعمان، أم في فلسطين ولبنان، أم في البحرين.

وفي سياق الكلمة، انتقدت فخرو عدم إعطاء تأشيرات دخول لعدد من رفاق الفقيد النعيمي، ليتمكنوا من حضور حفل تأبينه، مبينة أنه «على رغم أننا سعينا للحصول على التأشيرات منذ الأسبوع الأول لوفاة النعيمي، فإن الجهات المعنية لم تعط التأشيرات لرفاق النعيمي، ولذلك نعتذر منهم».

هذا وشهد حفل تأبين المناضل النعيمي، حضور حشد كبير من البحرينيين والخليجيين والعرب، الذين ألقوا كلمات نيابة عن الجهات التي يمثلونها، ركزوا فيها على الحياة النضالية للنعيمي.

وفي كلمة العائلة، التي ألقاها ابنه وليد النعيمي، أكد أن والده تمسك بمبدأ الالتزام والقوة، وسمو الهدف، موضحاً أن «الالتزام هو عندما تؤمن بقضية وعقيدة ومبدأ وعمل، وهكذا عرفنا عبدالرحمن النعيمي».

وقال النعيمي: «في اليوم الثاني من وصولنا المغرب، وانتكاس صحة الولد، وحتى اليوم، ما زال حيّاً»، مشيراً إلى أنه «في آخر يوم له قبل دخوله في غيبوبة، طلب من عمي أن يجلب له جهاز الحاسوب المحمول، لينجز بعض الكلمات والمقالات، كان ملتزما بعمله ومواعيده حتى الرمق الأخير».

وأضاف «كان النعيمي قويّاً، وصابراً على الآلام، حتى أن الطبيب الذي عالجه في الخارج، قال إنه لم يقابل رجلاً كالنعيمي، يقاوم الآلام، ويبتسم دائماً».

وقال ابن النعيمي مخاطباً والده: «لم تدرِّسنا أبجدية السياسة، لكنك غرست فينا قيم الإنسانية، وترجلت عن صهوة جوادك رافعاً رأسنا».

من جانبها، قالت الجمعيات السياسية الست (الوفاق، المنبر التقدمي، الإخاء، أمل، التجمع القومي، التجمع الوطني)، في كلمة ألقاها بالإنابة عنهم، أمين عام المنبر التقدمي الديمقراطي، حسن مدن: «برحيل عبدالرحمن النعيمي، ودعت البحرين واحداً من رموزها الوطنية، الذي ترك بصمة واضحة في مسار العمل الوطني بمعناه الشامل، وبمضامينه الإنسانية المتنوعة، وهو ينتسب إلى ذلك الجيل من القادة الكبار الذين حملوا راية العمل الوطني في البحرين، بعد انتهاء مرحلة هيئة الاتحاد الوطني في خمسينات القرن العشرين».

وأكد مدن في بيان الجمعيات الست أن النعيمي «لم يكن قائداً وطنيّاً على مستوى وطنه البحرين فحسب، وإنما كان مناضلاً بارزاً في إطار حركة التحرر الوطني والقومي العربية، كما كان مناضلاً منفتحاً على الأفق الأممي وعلى التجارب الكفاحية لشعوب العالم، وبهذا المعنى جسد سمات مرحلة من تاريخ العمل الثوري اتسمت بترابط المهام والمضامين الفكرية فيها بين كل أولئك الذين يتوقون إلى الحرية والعدالة الاجتماعية».

وأشار إلى أن النعيمي «دفع ضريبة موقفه المبدئي الثابت في الالتزام بمواقفه والمبادئ التي يؤمن بها، فتحمل مشاق وعذابات السجن والمنفى الطويل الذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود، وحين عاد إلى البحرين بعد الانفراجة الأمنية والسياسية واصل كفاحه من أجل انجاز الأهداف التي كرس حياته كاملة من أجلها، وظل يذود عنها حتى أقعده المرض، قبل أن يرحل عنا».

وأكد أن «في مثل هذا الظرف الذي تعيشه البحرين؛ فإن الوطن بحاجة إلى الرؤية الوطنية الشاملة التي جسدها النعيمي في حياته وفي كفاحه»، مضيفاً «لو كان عبدالرحمن النعيمي بيننا اليوم، لكان ذلك الصوت الشجاع غير المهادن في رفض التسعير الطائفي وضد إشاعة ثقافة الكراهية والفرقة بين أبناء الشعب، وضد ممارسات القمع والتنكيل وانتهاك حقوق الإنسان وامتهان القوانين والأعراف المرعية في هذا المجال».

واعتبر أن «أكبر وفاء لذكرى عبدالرحمن النعيمي ولرموز الجيل الوطني، الذي ينتسب إليه، هو في التمسك بالنهج الوطني الجامع الذي سار على خطاه، ومواصلة العمل من أجل حقوق الشعب في الإصلاح السياسي والدستوري وصولاً إلى سلطة تشريعية ذات صلاحيات حقيقية وتمتلك التفويض الشعبي الكامل في الرقابة الفعلية على أداء السلطة التنفيذية، ومن أجل نظام انتخابي ديمقراطي وعادل، وقضاء مستقل وسياسة إعلامية متوازنة، وتنمية مستدامة تضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين من دون تفريق وتصون ثروات البلد وتضمن حق الأجيال المقبلة فيها».

«شعبية فلسطين»: نعتبر النعيمي

شهيد فلسطين

إلى ذلك، اعتبر ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رمزي عياش، أن الفقيد المناضل عبدالرحمن النعيمي، «شهيد فلسطين، لأنه أمضى الجزء الأكبر من حياته مناضلاً من أجل فلسطين، وتحرير فلسطين، إلى جانب مهماته الأخرى العربية والمتعلقة بالخليج».

وقال عيّاش عن النعيمي: «كان مثالاً للصدقية، وعمل في إطار حركة القوميين العرب، مع رفاق دربه في الحركة، ولم يتغيب يوماً عن أية مناسبة نضالية قومية أو عربية، وحضوره كان مؤثراً وفاعلاً».

وأضاف «لم يغب يوماً عن ساحة النضال، ولم يقصر في خدمة الشعب الفلسطيني، وكانت زوجته دائما إلى جانبه، ليستمر في العطاء، فهو نموذج قل مثيله، يقدم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وهو رمز للنضال والتضحية لشعبه وأمته وأهله ورفاقه، أحببناه لوفائه وصدقه ونضاله».

وفي كلمة رفاق دربه من الخليجيين، فقد ألقى أمين عام جمعية المنبر الديمقراطي في الكويت، عبدالله النيباري، كلمة بيّن فيها أنه «إذا كانت البحرين فقيرة في مواردها الطبيعية، فإنها كانت غنية بتجاربها النضالية، وجذوة النضال في الخليج، وعاش شعب البحرين مراحل متواصلة ومتصلة من النضال منذ النصف الأول من القرن العشرين، وتحولت وتجدرت المطالب الشعبية، على يد هيئة الاتحاد الوطني».

وقال: «من هذه التربة، وهذه البيئة الخصبة بالعمل الكفاحي، ترعرع الفقيد عبدالرحمن النعيمي، فقد عاش النعيمي بكل جوارحه وبكل ما يملك من طاقاته وقدراته من أجل الآمال العظيمة، وشهدناه نشيطاً في الحركة الطلابية والعمالية، وناشطاً مسانداً لكل القضايا الإنسانية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية».

من جانبه، ألقى الناشط الحقوقي عبدالحسين شعبان، كلمة رفاق النعيمي العرب، واصفاً الفقيد بأنه «الرجل الذي مشى بوجه الريح غير آبه بما ستصل إليه النتائج».

وقال: «لم يكن النعيمي طوال العقود الخمسة، يفتش عن السهل من الأمور، كان يبحث عن الصعب دائماً، ويعمل بصمت من دون ادعاءات، ويتواصل مع الآخر ويعترف بالاختلاف والحق في الاجتهاد».

رسالة شريف من سجن قرين

هذا، وألقت زوجة الأمين العام لـ «وعد»، إبراهيم شريف، فريدة غلام، رسالة كتبها شريف من سجن قرين، حيث مكان اعتقاله مع عدد من رموز المعارضة، قال فيها: «من عمل مع عبد الرحمن النعيمي أو مع «سعيد سيف» حيث كان اسمه الحركي الأكثر انتشاراً، يُدرك الأسباب التي تدفع رفاقه وأصدقاءه للاعتقاد بأنه أحد أصلب المناضلين، وأكثرهم عناداً، وأكثرهم التصاقاً بهموم شعبه وأمته العربية».

وأوضح شريف في رسالته «اجتمعت فيه خصال قل أن تجتمع في مناضل واحد. فهو صاحب الموقف الثابت الصلب، ولكنه في الوقت ذاته متواضع ومتسامح لا يحمل ضغينة لأحد ولا يعرف الحقد ولا الكراهية طريقاً لقلبه. لم تهزه سنون المنافي (...)، وعندما تساقط الرفاق كأوراق الخريف، وجفت منابع التنظيم، لم يستوحش طريق الحق لقلة سالكيه أو لكثرة أشواكه».

وذكر شريف «على رغم أن النعيمي، كان العروبي الأول بيننا، فإنه لم يتخل عن وطنيته البحرينية، التي رآها جزءا من كل. وهكذا كان النضال الوطني لديه رديفاً للنضال القومي، حيث أصبحت قضايا العرب وفلسطين قضاياه، فاحتضن منزله المناضلين العرب المشردين من ديارهم، من عمان واليمن والأهواز والعراق والخليج العربي وفلسطين وغيرها».

وأضاف «أما رفاقه العرب الكثر الذين افتقدوه معنا، فهم خير من يشهد بأن قلب عبدالرحمن النعيمي وعقله كانا أكبر من أن يسعهما وطنه الصغير. وعندما نتحدث عن القدر العظيم من الالتزام والانضباط على مستوى القضايا التي يؤمن ويعمل بها أو على مستوى السلوك اليومي؛ فإن رفاق عبدالرحمن وعائلته يدركون أي نوع من الالتزام أعنيه، سواء أكان على المستوى الحزبي أم العائلي أم الشخصي، فهو مثال رائع لكل شاب يريد أن يكون ملتزما بقضية وطنية أو إنسانية».

وأفاد شريف «إن أيا منا في وعد، وقبلها في الجبهة الشعبية، لم يستطع أن يجاري أبا أمل في صرامة انضباطه في جميع مراحل حياته، وحتى في أيام مرضه، وهذا الانضباط الاستثنائي هو من أهم أسباب غزارة إنتاجه، وعمق علاقاته السياسية والشخصية».

وختم شريف رسالته بقوله: «يعرف رفاق عبدالرحمن وأصدقاؤه، ومن اشتغلوا معه في العمل الوطني، الأهمية الكبرى التي يوليها لموضوع الوحدة الوطنية، وبالنسبة له كما بالنسبة لكل وطني حقيقي، فإن هذه الوحدة لا تقوم على أساس المحاصصات أو المجاملات الطائفية بل على أساس المواطنة المتساوية في مجتمع حر وديمقراطي وعادل»

العدد 3321 - الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:03 ص

      قافلة الشهداء والمناضلين

      نجمتان لامعتان في سماء البحرين لن تغيبا سنراهما كلما رفعنا راسنا تزامنتا في فترتين مختلفتين من تاريخ البحرين في صراعهما ضد الاستعمار والتخلف الرجعي والفكري وهما عبد الرحمن الباكر وعبدالرحمن النعيمي رحمهم الله

    • زائر 2 | 6:40 ص

      كلمة حق

      ها هنا الوطنية في أسمى مراتبها

اقرأ ايضاً