العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ

نهاية دكتاتورٍ معمّر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وهكذا طويت حقبة حكم الدكتاتور المعمّر... القذافي، قبل غروب شمس أمس (الخميس)، الثاني والعشرين من ذي القعدة 1432هـ.

نهايةٌ تليق بطاغيةٍ، حمله غروره يوماً على أن يقارن نفسه بالمسيح (ع) ومحمد (ص)، ويدّعي أنه أكثر شهرةً منهما! وكان يُنعِمُ على نفسه بالألقاب... «القائد الأممي»، و «عميد الحكام العرب» و «إمام المسلمين»، و... «ملك ملوك إفريقيا». وفي لحظة طيش جنونية صاح: «أنا المجد، أنا التاريخ»... ولو عاش أكثر لقال: «ما تحت البدلة إلا الله».

جاء على ظهر دبابة، وحكم بلداً 42 عاماً، وحوّله إلى مزرعةٍ عائلية، وترك خزائنه مرتعاً لأولاده يعبثون في المال العام دون رقيب.

في العقدين الأخيرين، حين خمل ذكر الجامعة العربية ولم يعد يكترث لاجتماعاتها أحد، كان يحييها بطرائفه وتعليقاته ومقالبه. وصف فيها الفلسطينيين مرةً بالأغبياء، فلم يجد رئيسهم أبومازن غير أن يقهقه ضاحكاً! وفي مؤتمر آخر أساء الأدب مع أحد زملائه وأخذ ينفث دخان سيجارته بوجهه، فقُطع عنه الصوت، فخرج من الجلسة مغاضباً. وفي أولّ مؤتمر قمة عربي بعد سقوط صدام حسين، أخذ يحذّر زملاءه القادة مازحاً من المصير نفسه... وكانوا يضحكون. كانت نهاية صدام تؤرّقه، حتى أنه تخلى سريعاً عن برنامج تسلحه وشحنه بحراً للموانئ الأميركية! لم يدرِ أن نهاية شبيهة تنتظره بعد ثماني سنين، حذو القذة بالقذة.

بعدما سقط جاراه عن يمينٍ وشمال، تحدّى بوقاحة مشاعر الشعبين، وأخذ يلقي عليهم المواعظ دون أن يطلباها منه! فالرئيس الهارب بن علي الذي لم يفهم شعبه إلا بعد 23 عاماً من الحكم، هو «أحسن واحد يحكم تونس»! وأخذ يقرّع المصريين على بهدلة رئيسهم الذي يحبهم و «يشحت من أجلهم»، ولم يعِ أن المصريين إنّما ثاروا احتجاجاً على تحويل مصر إلى بلد شحاتة وفساد. وعندما لفحت وجهه النار، خرج يسبّ شعبه ويتهدّده بمطاردته زنقةً زنقةً، فرداً فرداً، ويصفه بالجرذان.

في آخر ساعات حياته، حاول الهروب من آخر معاقله (مسقط رأسه سرت) في سيارتين، هما كل ما تبقى من قواته. قصفتهما طائرات الناتو مرتين من الجو، بينما كان أعداؤه يطاردونه على الأرض، فخرج من السيارة ملتجئاً إلى أنبوب مجارٍ، كَمَنَ فيه فترةً، ولما خرج تلقاه اثنان من الثوار، قتل أحدهما وأصابه الآخر. وهكذا اقتيد في سيارةٍ، ليلقى حتفه، ربما بفعل إصابته، وربما بفعل ما لقيه من ضربٍ أو طلق.

يومٌ عظيمٌ من أيام الله، تخلّص فيه أحد الشعوب العربية الكريمة من أغلال الدكتاتورية وحكم الطغيان

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 10:08 ص

      المصلي

      هذه الدنيا الدنيه زائلة لامحالة وعلى الجميع الحدر من سطوتها فسبحان المعز المذل وعلى البقية الباقية من الرؤساء اخد الدروس والعبر والجلوس مع شعوبهم على طاولة الحاور الجاد والهادف لحلحلة جميع المشكل والخروج بأوطانهم الى نعمة الأمن والأمان وارساء قيم السماء وهي قيم العدل والمساوات بين اطياف المجتمع وزرع المحبة والحرية والكرامة لكل مواطن ليعم الخير وما مقالة الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب والذي يقول فيها ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار) الاانها توجيه لكل من شائت الأرادة الألهية ان يكون

    • زائر 21 | 9:47 ص

      أنا مستغرب كيف حكم هذا المخبل

      الليليين

    • زائر 19 | 7:02 ص

      شعبا ابي

      الى الشعب الليبي خالص التحيه
      كان بامكانكم الانتضار الى يوم العيد احسن

    • زائر 18 | 6:56 ص

      اين هم

      باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم ** ** ** غُلْبُ الرجالِ فلم تنفعهمُ القُلـلُ
      و استنزلوا بعد عزّ عـن معاقلهـم ** ** ** و أودعوا حفراً يابئس مـا نزلـوا

    • زائر 17 | 5:34 ص

      نبارك للشعب الليبي خلاصهم ونبارك للشعب العربي والاسلامي ايضا

      كانت النهاية الاكثر إثارة من سابقاتها
      ونتمنى ان نرى نهايات مثيرة اخرى
      لينعم الجميع بالحرية
      على الشبعب الليبي الحذر ونتمنى ان تؤسس دول القانون في ليبيا بعيد كل البعد عن الحرامية المجرمين.

    • محب البحرين | 4:57 ص

      الطريق إلى "سقر"

      (تلك أحداث فهل من معتبر)
      (حققوا من فاز أو من في سقر)
      (سقر ضمت فراعين البشر)
      (وهي تدعوهم ألا هل من زياده)

    • زائر 15 | 4:54 ص

      مقبرة مقبرة قبر قبر جهنم جهنم !!! .

      هذه كلمات الشعب الليبي الشقيق بعد مقتل الطاغية الجرذ القردافي .

    • زائر 14 | 3:53 ص

      لا إله إلا الله

      هذه آيات الله ، يمهل ولا يهمل .... وحدوه

    • زائر 12 | 3:39 ص

      النهاية

      نهاية موجعة للطاغية معمر وهي عاقبة متوقعة لنهاية كل ظالم ومستكبر بطش بأهله واذاقهم الذل والهوان!!!!.

    • زائر 11 | 2:40 ص

      الحبل على الجرار

      يمهل ولا يهمل, هذا هو وعد الله عز وجل وعلى كل الطواغيت ان ينتظروا هذا اليوم, سيقولون كما قالوها الاخرون نحن غير بقية الطواغيت الذين ازيحوا, هذه النظرة جميع الطوغيت يجتمعون فيها كما هو ظلمهم وفسادهم وجرائمهم, ولكها ارادة الله سبحانه وتعالى يهلك ملوك ويستخلف اخرون, نعم الحبل على الجرار

    • زائر 10 | 2:23 ص

      أين الكماةُ أما حاموا أما iiاغتضبوا أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ

      و طالما عمّـروا دوراً iiلتُحصنهـم ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
      و طالما كنزوا الأموال و iiادّخروا فخلّفوها على الأعـداء و iiانتقلـوا
      أضحت منازلُهـم قفـراً iiمعطلـةً و ساكنوها الى الاجداث قد iiرحلوا
      سـل الخليفـةَ إذ وافـت iiمنيتـهُ أين الحماة و أين الخيلُ و iiالخـولُ
      اين الرماةُ أمـا تُحمـى بأسهمِهـمْ لمّا أتتـك سهـامُ المـوتِ iiتنتقـلُ
      هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعـوا عنك المنية إن وافى بهـا iiالأجـلُ
      فكيف يرجو دوامَ العيش iiمتصـلاً من روحه بجبالِ المـوتِ iiتتصـلُ

    • زائر 9 | 2:20 ص

      باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم غُلْبُ الرجالِ فمـا

      أغنتهـمُ القُلـلُ
      و استنزلوا بعد عزّ مـن iiمعاقلهـم و أودعوا حفراً يابئس مـا iiنزلـوا
      ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا iiقبـروا أين الاسرّةُ و التيجـانُ و الحلـلُ
      أين الوجوه التـي كانـتْ iiمنعمـةً من دونها تُضربُ الأستارُ و الكللُ
      فافصـحَ القبـرُ حيـن iiساءلـهـم تلك الوجوه عليهـا الـدودُ iiيقتتـلُ
      قد طالما أكلوا دهراً و ما iiشربـوا فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد iiأكلوا
      و طالما عمّـروا دوراً iiلتُحصنهـم ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا

    • زائر 8 | 2:08 ص

      مصير واحد

      نتمنا للشعب السورى الخلاص من الطاقية

    • زائر 6 | 1:32 ص

      هي الدنيا ...!!!!

      هي الدنيا تقول لساكنيها

      حذار ، حذار من بطشي وفتكي

      فلا يغرركموا حسن ابتسامي

      فقولي مضحك والفعل مبكي

      حبذا أخذ العبر من مصير الظلمة ونهاية الطواغيت ...

    • زائر 4 | 11:55 م

      ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب ...

      لا خلاف ان القذافي طاغية و قتل من شعبه الكثير واذاقهم الذل و لكن ذلك لا يبرر ولا يبيح ان يقتل وهو في الاسر دون حصوله على محكمة عادلة قد يجادل البعض انه لا يستحقها وهذا منتهى الهراء فالانسان في اقصى اجرامه لا تنتفى حقوقه اذا اردنا ان تسود العدالة والا سيبرر كل مرة انتهاك بان المتهم لا يستحق المحاكمة العادلية وتصبح العدالة تطبق بانتقاية و يديرها المزاج.

    • زائر 3 | 11:54 م

      سيد كما اضحك الدهر ذاك الدهر يبكيك

      الدليل واضح ان الامر لله سبحانه وحده ارايت ما فعل الجردان كما سماهم المقبور القذافي قرضوا عمره قرضوا جبروته انظرت له بل الامس مسجى كأي جيفه ايت القصولر اين الملك اين الحرس هذا من كان تنتفض العرب اذا حضر في المؤتمرات يركل بل الارجل كأي نفايه وين المليارات وين الخدم والحشم وين كل من كن يطبل ويزمر له تفضوا ايديهم وتوارو وهكذا اذا جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها فليشهد التاريخ والعزه والعظمه والدوام لله وحده وليخسء الخاسئون

    • زائر 2 | 11:26 م

      تلك من أكبر أيام المواعظ

      المواعظ كثيرة ولكن المتعظين قلّة
      شاءت قدرة الله أن يوهم الطغاة بأنهم يختلفون عن غيرهم
      وأنهم ماسكون بكل خيوط اللعبة وما هي الا ايام حتى
      يصبح حالهم كحال من سبقهم من الطغاة
      كل من هؤلاء الطغاة يتوهم انه مختلف وان وضعه افضل من غيره حتى يقع في نفس الفخ الذي وقع فيه من قبله
      وسوف يخرج علينا بعضهم ويقول ان وضعنا مختلف ايضا

    • زائر 1 | 11:17 م

      نتمنى سقوط المزيد منهم

      مسلسل سقوط الضغاة متواصل منذ أن فتحنا اعيوننا

      فـــ الشاه .. عيدي أمين .. بوكاسا .. سيموزا .. كانوا في العام 1979م .. مرورا بــ تشاوشيسكو والمعسكر الشرقي والطاغية صدام .. وفي هذا العام 2011 ..
      بن علي .. حسني .. القذافي .. ونتمنى أم يمد الله في أعمارنا لنرى ا سقوط المزيد من هؤلاء الظالمين

اقرأ ايضاً