العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ

وزير المالية السعودي: لن نستخدم الاحتياطيات وندرس إصدار سندات

قال إبراهيم العساف وزير المالية السعودي لرويترز إن المملكة لن تحتاج لاستخدام احتياطياتها هذا العام لتمويل الإنفاق الإضافي في الميزانية لكنها تدرس إصدار سندات إسلامية أو تقليدية للمساعدة في تمويل مشروعات محددة. وتعهدت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بعد موجة احتجاجات في أنحاء المنطقة أوائل العام الجاري بإنفاق ما يقدر بنحو 130 مليار دولار أو نحو 30 بالمئة من ناتجها الاقتصادي على الإسكان وإجراءات اجتماعية أخرى لمواطنيها على مدى فترة غير محددة.

وجاء هذا الإنفاق إضافة إلى ميزانية حكومية قياسية لعام 2011 بلغت 580 مليار ريال (154 مليار دولار) مما زاد من احتمالات اضطرار المملكة لاستخدام احتياطياتها المالية التي يقدرها محللون بنحو 280 مليار دولار لتمويل الإنفاق. لكن العساف قال إنه لا يرى حاجة لذلك إذ أن أسعار النفط المرتفعة ساعدت على ملء خزائن البلاد. وقال "أمامنا شهران ونصف حتى نهاية العام ويمكن أن تحدث أمور كثير لكنني أتوقع ألا نحتاج لاستخدام احتياطياتنا." وقال على هامش اجتماع لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول الخليج "نعم انفاقنا أعلى من المتوقع ولكن الإيرادات أعلى من التوقعات أيضا."

وأجريت المقابلة يوم الجمعة ولكن تقرر عدم نشرها حتى اليوم. وتوقع محللون في استطلاع أجرته رويترز في سبتمبر أيلول أن تحقق السعودية فائضا كبيرا في الميزانية يصل إلى 11 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للعام الجاري ولكن وضعها المالي بالغ الحساسية تجاه أسعار النفط وقد عانت من عجز هائل في السابق حين انخفضت أسعاره. ويشير متوسط تقديرات محللين أن ضبط الميزانية السعودية يتطلب أن يبلع سعر مزيج برنت الخام 75 دولارا للبرميل والسعر أعلى من هذا المستوى بكثير حاليا عند حوالي 110 دولارات. ويضيف محللون أن السعر الذي يتحقق عنده التوازن في الميزانية قد يرتفع إلى 80 دولارا إذا واصلت السعودية الانفاق السخي. ودين الحكومة السعودية منخفض ويقدر صندوق النقد الدولي أن اجمالي الدين العام سينخفض إلى 7.1 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي هذا العام.

ووفق حسابات جدوى للاستثمار يمكن للمملكة أن تسجل عجزا عشرة بالمئة خلال العقد المقبل دون اصدار اي صكوك وتحتفظ رغم ذلك باحتياطيات ضخمة. لكن ثمة تكهنات في الاسواق المالية بأن الحكومة ستستأنف الاقتراض من أسواق المال من أجل اعداد الاسواق لاحتمال طرح اصدارات اضخم اذا ارادت جمع اموال في المستقبل. وقال العساف ان اصدار صكوك لتغطية التوسع في الانفاق في الميزانية ليس واردا. ولكنه اضاف أن الوزارة تدرس اصدار صكوك او سندات قابلة للتحويل لمشروعات معينة. وتابع "ندرس (طرح) صكوك أو سندات لمشروعات معينة.. مشروع منتج يمكن ان يطرح صكوكا. على سبيل المثال المطارات وهي استثمار جيد للغاية. يمكن إصدار صكوك تمول من إيرادات المطار أو هذه المشروعات المحددة. اذا كانت ثمة حاجة لضمانات حكومية فسوف نبحث ذلك." وتعتزم السعودية انفاق أكثر من 400 مليار دولار في خمسة أعوام إلى 2013 على مشروعات تنمية وبنية تحتية وتنفذ ثلاثة مشروعات سكك حديدية وتطور عددا من المطارات.

وسئل ما إذا كانت السعودية مهتمة بفرص استثمار في أوروبا التي تعاني من مشكلة ديون فأجاب العساف "حين يتعلق الامر باستثمار موارد رسمية نخالف الدول الاخرى فنحن لا نقوم باستثمارات طويلة الامد. نستثمر مواردنا في اصول شبه سائلة تنطوي على مخاطرة ضعيفة. "لا نضعها في استثمارات مباشرة.. حين يتعلق الامر بموارد صناديقنا وبصفة خاصة صندوق الاستثمارات العامة نواصل التركيز على الاستثمارات المحلية." وابدى العساف دهشته لاقتراح بعض الدول الناشئة في مجموعة العشرين تعزيز موارد صندوق النقد الدولي. وقال "اندهشت حين سمعت وقرأت اقتراح زيادة موارد صندوق النقد الدولي .. أعتقد أن الموارد الحالية بما في ذلك تلك الخاضعة لنظام الحصص ستكون كافية لتغطية الاحتياجات." والسعودية الدولة العربية الوحيدة العضو في مجموعة العشرين. وتخشى بعض الاقتصاديات الناشئة أن تزعزع أزمة منطقة اليورو استقرارها واقترحت زيادة موارد صندوق النقد لتعزيز قدرته على مواجهة التهديدات للنظام المال العالمي.

وقالت مصادر في مجموعة العشرين إن الصين والبرازيل والهند حبذت زيادة رأسمال الصندوق بينما قاومت الولايات المتحدة واقتصادات كبرى أخرى الفكرة مما ادى لاستبعادها في الوقت الحالي. وقال العساف "إذا نظرت للطلب الهائل على موارد صندوق النقد الدولي فمن المتوقع أن يأتي من أوروبا هذه المرة ولذا فان المصدر الرئيسي لهذه الموارد سيكون أوروبيا ولكن ينبغي أن يكون الصندوق مستعدا لتعويض هذه الموارد وجاهزا لمساعدة دول اخرى." وقال الوزير إن السعودية قدمت مساعدات لمصر بلغت 3.75 ميار دولار مع تضرر اقتصادها من الاضطرابات الاجتماعية في أعقاب انتفاضة العام الجاري. وقال "أعلن عن مبلغ 3.75 مليار دولار ولن يذهب كله لدعم الميزانية. إنه مزيج من عدة بنود ويشمل دعم الميزانية وسندات وودائع لدى البنك المركزي فضلا عن مساعدات ميسرة من الصندوق السعودي للتنمية." وفي يونيو حزيران قدمت المملكة 400 مليون دولار نقدا للأردن وتعهدت في مارس آذار بالمشاركة في حزمة مساعدات خليجية لسلطنة عمان والبحرين بقيمة 20 مليار دولار. وقال العساف "تنشط السعودية في مساعدة الدول العربية الاخرى وغيرها من الدول الصديقة... سنواصل مساعدتها في عملية التنمية."
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً