العدد 3340 - السبت 29 أكتوبر 2011م الموافق 02 ذي الحجة 1432هـ

«الحقيقة والمصالحة»... حتى في كندا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لجان تقصّي الحقيقة وثم المصالحة أصبح نهجاً معمولاً به في مختلف أنحاء العالم، وحتى في دولة متطورة مثل كندا... ويوم أمس نشرت لجنة تقصّي حقائق كندية تقريراً مكوناً من 457 صفحة عن السبب في عدم قيام الشرطة بدورهم لمنع اعتداءات مشينة في مدارس سكنية مغلقة في مناطق نائية خاصة بالقبائل القديمة من سكان كندا. وكانت الشرطة تغض الطرف عن اعتداءات تجري في تلك المدارس، بما فيها اعتداءات جنسية وقسوة حدثت وراء الأبواب المغلقة، وأن هذه التجاوزات ظلت لفترات طويلة جداً من دون تحقيق أو متابعة.

التقرير يوم أمس قال إن الشرطة الكندية تصرفت بأسلوب عزز ما كان يجري داخل تلك المدارس، ولكن من دون أن يكونوا على بيّنة من إساءة المعاملة البدنية للتلاميذ والاعتداءات الجنسية، وإن السبب في ذلك يعود إلى عدم فهم الشرطة للجذور الثقافية لسكان تلك المناطق، كما ان نظام المدارس السكنية كان يمنع الغرباء من معرفة ما يجري بحجة الانضباط الداخلي الصارم، وإن المشاكل التي كانت تحدث في نظام مغلق لم تجذب انتباه الشرطة.

المهم في الأمر أن تقرير تقصّي الحقائق جاء بعد اتهام الشرطة بالتورط من خلال غض الطرف عن ممارسات كانت تجري في مناطق قبلية نائية، والتقرير اعتمد على 279 مقابلة في 66 منطقة نائية. لجنة الحقيقة والمصالحة شُكلت بصلاحية لتوثيق ما حدث، وثم إجراء مصالحة بين الشرطة الكندية وأهالي تلك المناطق البعيدة جداً عن حياة المدن المرفهة.

المهم أيضاً أن تقرير تقصّي الحقائق ليس سوى الخطوة الأولى للمصالحة بين الشرطة والمجتمعات النائية المتضررة، وكان المفوّض العام للشرطة قد تقدم باعتذار علني، وقال إنه «آسف جداً لكل من عانى من مآسي تلك المدارس المغلقة».

استعنت بهذا المثال من كندا لكي أشير إلى أن كل المجتمعات تحتاج إلى قول الحقيقة ومن ثم المصالحة، ولكن لكي يتحقق الأمران فإن الإرادة السياسية يجب أن تتوافر، وأن تكون في مقدمة المسيرة التصالحية، وألا تترك الأمور على رسلها تتحرك في اتجاهات تأتي على الأخضر واليابس.

حالياً لدينا لجنة بسيوني، وهذه اللجنة ستقدم تقريرها في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011... ولكن، ولكي تنجح أية لجنة لتقصي الحقائق، فإنه يتوجب أن تكون هناك عزيمة سياسة فولاذية للخروج من المشكلة، وأن تكون هناك جرأة على الاعتذار، وأن تكون الريادة في ذلك لمن يود رؤية البحرين في سياق التحضر الإنساني

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3340 - السبت 29 أكتوبر 2011م الموافق 02 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 4:24 م

      عليكم بالحسبة

      هناك اصول للمصالحة . و ليس كلمة ( سوري ) أولها أعتذار من اقترف الذنب . و من ثم تقرير الأضرار . و من ثم يتم تعويض الأضرار . و الوعد بعد العودة . و تطيب النفوس فعليكم بالحسبة .

    • زائر 36 | 1:01 م

      الزائر رقم 8 انا اقول اليك (( الحقيقة المرة ))

      الفائده هي الحين اننا عرفنا بعض الناس على حقيقتهم واشكثر يحملون من عقد على طائفه معينه وانهم للاسف اشخاص بل ضمير ولا يستاهلون الاحترام .. وان قلوبهم ميته هذه اكبر فائده

    • زائر 34 | 11:53 ص

      قياس مع الفارق

      من عين اللجنة في كندا هل هو احد طرفي النزاع ام جهة محايدة؟ وهل وافقت عليها الأطراف المتنازعة ام فرضت من طرف على الطرف الاخر؟

    • زائر 31 | 7:06 ص

      حقيقة المصالحة ومصالحة الحقيقة

      في المصلحة لا توجد مصالحة، ففيها إما لك أو لغيرك لبديهية أنها قائمة على أساس المصلحة، بينما مصالحة الحقيقة نجد أن الأمر إما أن ينتهي لك أو عليك أو لك وعليك معاً او ليس لك وليس عليك، وهنا يظهر الأساس الحقيقي للخلاف القائم أنه ليس على الحقيقة بل على ما دونها. فالحقيقة لا يختلف عليها ولا فيها ولكن ما دونها هي العلة...

    • زائر 28 | 6:07 ص

      أعطوني فائدة وحدة

      من 14 فبراير لين اليوم

    • زائر 27 | 5:58 ص

      صعب جدا

      العقول المتحجرة لا يمكن أن تعتذر لأحد... لأن لا عقل لها أصلا

    • زائر 24 | 5:22 ص

      تقرير بسيوني

      اذا احد طرفي مكون المجتمع او كلاهما لم يحترما تقرير البسيوني عندئذ التقرير سيكشف (و من حيث لا يدري) ان اساس المشكلة يكمن في مكونات المجتمع البحريني بأكمله. و لكن قد لا نرضى بالتقرير و لكن وجب احترامه وارجو ان نكون من هذا الفكر المتفتح.
      تحياتي للجميع.

    • زائر 23 | 5:15 ص

      آه من التعصب

      التعصب جعل حياتنا جحيم 

    • زائر 20 | 4:50 ص

      نتمنى...

      ترد البحرين مثل ماكانت والى الاحسن نبي نشعر بأمان نبي نشوف ابتسامة الناس واهل البحرين ترجع مثل قبل .

    • زائر 19 | 4:40 ص

      رقم 5 أشكرك

      لو يعرفون لغة الأعتذار كان من زمان منحلة المشاكل يعرفون لغة العناد وأنهم علي صح والعالم كله خطأ...أو مكابرة لعدم التمثل بالأعتراف بالخطأ فضيلة هم يرونها اهانة وخسارة جمهور

    • زائر 17 | 4:26 ص

      موضوع ممتاز

      دكتور منصور الموضوع بصراحة في محله و يتحدث عن تجربة ربما تأثر في البعض , الحب لقلمك

    • زائر 14 | 3:12 ص

      المصالحة

      عنوانك عزيزي الكاتب يحتاج أرضية صالحة تؤطر لها القوى الفاعلة على الأرض محكومين وحاكمين وإبعاد الؤزمين والمتمصلحين الذين يؤطرون للفتنة وتوابعها والتي لم يفكروا بأنهم سيكونوا أول المتضررين منها أعادنا الله من الفتنة وشرها وشر المتلبسين بها شكر لكل المخلصين لمل فيه خير البلد وزالعباد... شكرا لكم

    • زائر 11 | 1:50 ص

      واذا التقرير يحمل المعارضة المسءولية

      هل هؤلاء يعرفون الأعتذار...ام حسب ما يروج,,اذا التقرير من صالحنا فنقول اللجنة نزيها ,,واذا ضدنا بنقول منحازة...يعني ماذا؟ لو سمحتم

    • زائر 10 | 1:35 ص

      صباح الخير يا مشعل الحريه

      الله يحفظك دكتور امتداد للاصل الطيب والاصلاب الابيه دكتور بسيوني وتاريخ بسيوني على مفترق طرق احد هذه الطرق تاخذه لمكانه في عليين وتنقش اسمه ليس في تاريخ البحرين فحسب وانما في تاريخ البشر باحرف من الماس لا من ذهب اما اذا اختار الطريق الاخر فانما رمى باسمه وتاريخه قعر فوهه لا يقبل اي عاقل ان ينزل بهل ولو باسنسير مو قطاط بعد......... اما الشجاعه و قول الصدق واما التعتيم ومحاوله قلب كل ماهو عدل على العموم لا احد يعول على بسيوني وتقريره الا بعد التاكد من جهه التمويل

    • زائر 7 | 12:42 ص

      نحن شعب الطيب و الطيبة

      مجرد اعتذرا سيذب جبل الجليد ... و تعود البحرين افضل مما كانت عليه .. لا نعول كثيرا على اللجنة .. بل على ما بعدها ...

    • زائر 6 | 12:37 ص

      لمن القى السمع وهو شهيد

      إنما يحدث ذلك حينما تظهر الحقائق بشفافيتها المطلوبة
      والا إذا كانت لجنة تقصي الحقائق هي ايضا تحتاج الى لجنة تقييم لعملها ومدى نزاهته
      كما ان الخروج بتوصيات غير ذات اهمية او توصيات تعلق على الرفوف كما علّقت غيرها من سابق التوصيات
      فإن ذلك لن يكون مخرجا من الازمة وسوف نظل نراوح مكاننا

    • زائر 1 | 10:59 م

      خير مثال

      في اوج الانتظار لنتائج التحقيق ونحن في امس الحاجة لحلحلة الامور

اقرأ ايضاً