أشار البحار عبدالنبي الدرازي إلى أن الصيد الجائر للأسماك جعل عددها يصبح قليلاً في سواحل مملكة البحرين، موضحاً أن هذا النوع من الصيد لا يفرق بين الأسماك الصغيرة والكبيرة ويقوم بجرف كل الأنواع، الأمر الذي يؤدي بدوره لتقلص أعدادها وربما انقراضها اذا استمر ذلك الأمر.

«الوسط» أجرت لقاء قصيراً مع البحار عبدالنبي الدرازي ورصدته وهو يقوم بانتشال المصائد من أحد السواحل، وكان اللقاء كما يلي:

منذ متى وأنت تمارس مهنة صيد الأسماك؟

- كان عمري 7 أعوام عندما كنت أرافق والدي برحلاته لصيد الأسماك، ومنه تعلمت الصيد بكافة أنواعه حتى أصبحت محترفاً وحصلت رخصة احتراف رسمية.

هل تذكر أول قارب أصبح ملكاً لك؟

- نعم، كان «بانوش» وأتذكر أني قمت بشرائه بقيمة 700 دينار بحريني وهو مبلغ ضخم وقتها، واستخدمته قرابة 20 عاماً حتى قمت ببيعه وشراء آخر.

وهل كان»بانوش» أيضاً؟

- لا، كان قارباً واشتريته بقيمة 1000 دينار بحريني.

وما هي طرق الصيد التي تستخدمها أثناء رحلاتك؟

- أستخدم «القراقير» وبعض الأوقات أقوم بالحداق.

وهل يوجد أنواع لهذا النوع من المصائد؟

- نعم، يوجد قراقير صغيرة وتستخدم عادة لصيد الصافي، ونوع آخر «باع ونص» يستخدم لصيد الهامور، ونوع ثالث يستخدم لصيد الأسماك الكبيرة.

وما هي اسم المنطقة التي تضع فيها تلك المصائد؟

- يوجد مناطق متعددة بداخل البحر فمثلا «بر طفي» ومنطقة تسمى «جرادة» ومنطقة «بر شتية» وجميعها تحوي العديد من مراعي الأسماك، وعادة ما يرتادها البحارة لصيد الأسماك.

وكيف تعرف موقع وضعك «القراقير» بداخل البحر؟

- البحار المحترف لديه إلمام كافٍ بالبحر وبالمواقع التي يضع فيها تلك المصائد.

هل تذهب بشكل يومي لانتشال الأسماك من «القراقير»؟

- نعم أذهب بشكل يومي وأستغرق في ذلك نصف اليوم تقريباً لانتشال ما فيها من أسماك ووضع الحشائش فيها من جديد.

وكم عدد «القراقير» الموجودة لديك؟

- قرابة 60 مصيدة من «القراقير» موزعة على مناطق متفرقة بداخل البحر.

وهل تصطاد كميات كبيرة مقارنة بالعدد الكبير الذي تملكه؟

- في الوقت الحاضر الصيد تقلص بشكل كبير جداً وذلك بسبب الصيد الجائر للأسماك بكافة أنواعها، ففي الماضي «القرقور» الواحد يحوي 8 كيلو من الأسماك بينما الآن 60 مصيدة وعدد الأسماك فيها لا يعدو أصابع اليد.

وهل تقوم ببيع الأسماك؟

- نعم أقوم بعرضها بالقرب من جامع قرية الدراز أو أذهب بها إلى سوق جدحفص.

ألا يتم سرقتها من قبل بعض السارقين؟

- نعم، نتعرض بين الحين والآخر للسرقة، ولهذا يجب أن يستخدم البحار مهارته في الصيد.

هل صادفتك بعض القصص أثناء إبحارك؟

- نعم، كنت في رحلة صيد في مرة من المرات وكان يرافقني أحد الأصدقاء وقتها عندما تعرض القارب الذي كنا عليه للغرق، الأمر الذي جعلنا نسبح في البحر، ولكن سرعان ما علقت رجل صديقي في البحر ، الأمر الذي جعلني أقوم بحمله على كتفي والسباحة به لمدة 3 ساعات بعرض البحر حتى وصلنا لإحدى الجزر دون أن يكون بحوزتنا أي طعام وشراب وظللنا هناك ليوم ثانٍ حتى جاءت إلينا دورية من خفر السواحل وقامت بنقلنا إلى البحرين.

وما هو شعورك بعد هذه المعاناة؟

- البحر غدار كما يقال وطلاسمه صعبة ومتغيرة، ولهذا التعايش مع مثل هذه التجربة تعطيك الخبرة ولكن من الصعب أن تتجنب ذلك، لأن هذا قدر ومكتوب وربما تتعرض لأي حادث في أي موقع كان.

برأيك هل تغير حجم الصيد قديماً مقارنة بالحاضر؟

- كثيراً جداً وذلك يعود لعدة أسباب من أهمها الصيد الجائر لبعض البحارة الآسيويين الذين يقومون بجرف الأسماك بمختلف أحجامها وأشكالها، وإذا استمر هذا الوضع ربما يأتي يوم من الأيام وتنقرض الأسماك من سواحل البحرين.

وما هو الحل من وجهة نظرك؟

- الحل يكمن في تفعيل الرقابة وتشديدها على البحارة الآسيويين للحد من ظاهرة صيد الأسماك بالطرق الجائرة والتي ضررها أكبر من نفعها على الجميع، بالإضافة لتطبيق قانون النوخذة البحريني والذي سوف يساهم بشكل كبير لاستغلال البعض من عدم تطبيق هذا القانون وتفعيله بشكل جيد على أرض الواقع.

هل تهتم بأن يكون ابنك بحارا مثلك؟

- ابني عمره سبع سنوات ويرافقني في رحلاتي للصيد ويقوم بالسباحة بشكل جيد، ولكني لا أتمنى أن يكون بحارا فقط لأنني أعتقد أنه عندما يكبر سوف تكون السواحل شبه منقرضة من البحرين، لذا سوف أساعده بأن يكون الصيد له هواية فهذا أفضل