العدد 3347 - السبت 05 نوفمبر 2011م الموافق 09 ذي الحجة 1432هـ

أيها المسلمون والمسيحيون: إذا لم تتواصلوا فأنتم غير موجودين

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

«نستطيع كتابة أي شيء الآن»، يقول محرر في صحيفة «الأهرام» المصرية لبعض المشاركين الدنماركيين الذين زاروا القاهرة كجزء من مؤتمر عُقد في الاسكندرية تحت عنوان «دور الإعلام في المجتمع المتغير والديمقراطية». لقد أصبحت الثورة المصرية بالتأكيد حافزاً لحرية التعبير وللمزيد من الحوار السياسي في الإعلام المصري. إلا أن جو الثورة الفوضوي عانى كذلك من ردة فعل. وقد حذر محرر آخر في «الأهرام» من أن الإعلام في مصر الآن واقع في حال من انعدام وزن سياسي، ويمكنه أحياناً حتى أن يحفز الجمهور المصري باتجاه العنف العرقي والمعلومات المضللة.

وأوضح المؤتمر ومشهد الإعلام المتغيّر لجميع المشاركين أن كلاً من الإعلام الجماهيري والحوار الإسلامي المسيحي كانت لهما أهمية هائلة أثناء فترة التحوّل هذه في مصر. وقد لاحظ المشاركون أن الإعلام يحمل القدرة الكامنة على تشجيع الحوار الإيجابي. أتى الإعلام الجديد، وخاصة مواقع الإعلام الاجتماعي، مثل اليوتيوب والفيسبوك والتويتر، بلاعبين جدد إلى لعبة الاتصال الجماهيري، متحدياً هيمنة الإعلام الجماهيري الاعتيادي «القديم».

وقد أشار المشارك الدنماركي بيتر فيشر-نيلسون إلى أن المحدّدات التي أوجدتها رقابة الدولة خفت حدتها بعد الثورة، ولكن الغياب الحالي لأية حدود لما يمكن بحثه في الإعلام يطرح كذلك خطراً بالمزيد من المواجهة. لهذا السبب أصبح الحوار المباشر بين الأقليات والمجموعات الدينية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

جمع المؤتمر ناشطين وقادة مسلمين ومسيحيين ليفعلوا ذلك بالضبط من خلال مناقشة الإعلام الديني والثورة المصرية المستمرة. أدار المؤتمر، الذي نظمته المنظمة المصرية القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ومنظمة «دانميشن» Danmission المسيحية الدنماركية، منتدى الحوار عبر الثقافات في الأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

أتى المشاركون في هذا المنتدى العابر للثقافات من مصر والدنمارك. التقى مسلمون دنماركيون يمثلون الأقلية المسلمة في دولة مسيحية، ومسيحيون مصريون يمثلون الأقلية المسيحية في دولة مسلمة، مع بعضهما البعض ليتحدثوا عن تجاربهم ويتشاركوا في الأمل بالمستقبل.

كان التركيز الرئيسي للحوار بحث الإعلام من وجهة نظر المنظمات الدينية. ما الدور الذي لعبه الإعلام في عملية إدخال الديمقراطية إلى مصر؟ وما الذي يعنيه الإعلام الحر واستخدام أدوات الإعلام الاجتماعي الجديد، مثل اليوتيوب والفيسبوك، للجو السياسي في مصر؟

أصبح أعضاء الوفود في مؤتمر الحوار شهوداً أولين على المشاكل المتعلقة بالطائفية، وكيف يتم تصويرها في وسائل الإعلام عندما انفجر العنف بين أقباط كانوا يتظاهرون سلمياً في ميدان التحرير بالقاهرة والجيش.

ولكن مازال هناك أمل للإعلام المصري والمجتمع المدني. تحدّث الأقباط والمسلمون في المؤتمر عن جهودهم الأخيرة لمكافحة التحيز الطائفي من خلال العمل التعاوني، مثل حماية المسلمين للكنائس، وضم المسلمون والمسيحيون أصواتهم في الإعلام من أجل توحيد مصر وازدهارها. ومن الأمثلة على ذلك البيان المشترك الذي صَدَر حديثا عن خمسة قياديين أقباط وسبعة من قادة الجماعة الإسلامية، وهي مجموعة إسلامية كانت متشددة في السابق، يحثّ الشباب المسلمين والمسيحيين على الإصغاء إلى صوت المنطق واحترام الدين. وقد تم بحث مواضيع مهمة وأحياناً حساسة بين الوفود باحترام متبادل لوجهات نظر بعضهم بعضاً.

أظهر مؤتمر الحوار أن جدلاً مفتوحاً واجتماعياً بين الجماعات المختلفة ليس ممكناً فقط، وإنما يحصل فعلياً.

أثناء حوار جرى خلال رحلة ميدانية إلى أهرامات الجيزة، أخبر ناشط قبطي الوفد الدنماركي: «الجزء الخطير من الثورة المصرية ليس هو التنوع الديني. جميعنا مصريون. يأتي الخطر من فشل بعض جماعات المصالح في إدراك أننا جميعاً مصريون. مهمتنا هي الحفاظ على الحوار مستمراً».

أنهى المشاركون المؤتمر بإصدار بيان مشترك بشأن أهمية الحوار والإعلام الحر: «يجب ألا ندع الخوف والتحيز يديران حياتنا»، تقول مديرة الحوار في المنظمة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، سميرة لوقا، وهي واحدة من أكبر المنظمات التي تقدّم العون للفقراء في مجال التنمية الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم: «عملنا المستمر من أجل الحوار والتعايش السلمي ليس مجرد عمل، إنه مهمتنا ورسالتنا».

من خلال الحديث عن المصريين، يقول مصري آخر في إحدى ورشات العمل بمؤتمر الحوار مستغرباً: «إذا لم تتواصل فأنت غير موجود». تجسّد هذه العبارة ليس جوهر مشاكل الثورة المصرية فقط وإنما مستقبل التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر كذلك

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3347 - السبت 05 نوفمبر 2011م الموافق 09 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:12 ص

      وهذه دعوه اخرى يا انسان

      ادعواكم يابني البشر على اختلاف مشاربكم ومذاهبكم ان تتواصلوا بغض النظر عن كا الفوارق بينكم انتم بشر ولغه التواصل تكفيكم شر التقاتل والحروب ترى ياجماعه الحيونات سبقت بنى اليشر وبدت تتفاهم و تتعاون على قد اعقوله ونحن بنو الانسان على ما كرمنا خالقنا ووهبنا نعمه العقل عقولنا تشتغل على دمارنا والتفريق يا جماعه كلمه انسان مشتقه من استئناس اي تقارب وتجمع وائتلاف ياجماعه ولدت لدينا قطه وماتت فقامت الكلبه بارضاع ورعاية الصغار حتى كبروا اتعضوا يابني البشر

اقرأ ايضاً