العدد 3349 - الإثنين 07 نوفمبر 2011م الموافق 11 ذي الحجة 1432هـ

جلّود... بداية السقوط إلى الهاوية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل شهرين تكلّم مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم عن انشقاقه عن القذافي، وأوسعه ضرباً في ثلاث حلقات، واليوم جاء دور نائبه ورئيس وزرائه عبدالسلام جلود ليجلده في خمس حلقات!

في الحلقة الثانية تكلّم جلود بفخرٍ عن دوره في لبنان، ومحاولاته رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، حتى قال عنه ياسر عرفات بأنه يستحق أكبر وسام قومي، لكنه سرعان ما غيّر رأيه وباع جهوده لدولة خليجية! ويعتبره أفسد الثورة الفلسطينية بالمال وهمّشها وأدخلها في متاهات ومستنقعات.

لا يكتفي جلود بالاعتراف بدعم الفلسطينيين بالسلاح، بل يتكلم عن «دور كبير في دعم نلسون مانديلا في جنوب افريقيا، وروبرت موغابي في زيمبابوي» ومدهما بالسلاح. ويعترف بأن حرب تشاد التي أنهكت ليبيا كلفتها كثيراً، لكنها قادت إلى أن يتولى المسلمون الحكم، بعد أن كان مليون ونصف مليون مسيحي يحكمون ستة ملايين مسلم.

ويروي في الحلقة الثالثة كيف استباح القذافي البلاد والعباد، وارتكب مذبحة مروّعة في سجن أبوسليم العام 1996 خوفاً من تمرد سجناء إسلاميين، فأحرق 1400 شاب بحجة أنهم قد يحرقون طرابلس كما قال. وهو السجن الذي انطلقت منه شرارة الثورة الأخيرة عندما تظاهر أهاليهم أمامه وجرى قمعهم بعنف. قبل ذلك بسنوات، قام بإعدام جماعة من أقاربه كانوا يفكرون بالإطاحة به، وربطهم بالسيارات وسحلهم وعلّق جثثهم فوق الأشجار. وقائع ومشاهد تفسّر بحياد تام، اللحظات الأخيرة التي قضى بها نحبه.

في الثمانينيات، كان القذافي يطلق رجاله لاغتيال معارضيه في العواصم الأوروبية، ويطلق عليهم «الكلاب الضالة». ويدعي جلود أنه قال له: «إن ثورة تصفي أبناءها في شوارع أوروبا انتهت أخلاقياً وسياسياً وايديولوجياً». ويقول إنه تعلم من التاريخ أن الأمن والأقارب والمستشارين مهمتهم إقناع أي حاكم بأن الجميع يقف ضده وأنهم الأحرص عليه.

يطرح جلود نفسه كمصلح وناقد لصاحبه، وإن فترات من القطيعة والجفاء كانت تشوب علاقتهما. وفي بداية التسعينيات اتصل به القذافي ليصطحبه إلى مصر، لتهنئة حسني مبارك على فوزه في «الانتخابات المزورة» كما قال، فأجابه: «يا معمر، الثورة الليبية ضعفت إلى هذه الدرجة؟ حسني لا يستحق برقية وأنت تصطحب معك أعضاء القيادة لتهنئته». كان تزوير الانتخابات في مصر نكتةً لا تضحك أحداً.

أقنع جلود القذافي مرةً بعرض برنامج حواري على التلفزيون، يشارك فيه مثقفون وعلماء اجتماع. الليلة الأولى مرّت، لكن في الليلة الثانية اتصل القذافي بنفسه ليصرخ بوجوههم إنها مؤامرة أميركية... وقطع البث!

في 1986، وفي احتفال بذكرى طرد القوات الأميركية من قاعدة ليبية، لاحظ جلود أن عدد الليبيين كان قليلاً، لقد زهق الناس! وبعد مغادرة الضيوف بقوا مع مشايخ قبيلة، أحضروا طفلةً عمرها خمس سنوات، خاطبتهما بقولها: «يا عم معمر ويا عم عبدالسلام، أنا لي خمس سنوات لم أتناول فيها تفاحة». وقال لهما شيوخ القبيلة بالحرف: «إذا قلنا لكم إن 10 أو 15 في المئة من الليبيين معكم نكون نكذب عليكم، فانتبهوا». كانت النذر تترى... ولكن هل من مدّكر؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3349 - الإثنين 07 نوفمبر 2011م الموافق 11 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:21 ص

      الجلود...

      الجلود هو أحد أمثلة للمتبلقون القريبون جداُ من أصحاب الحكام الطغاة المقربين-ومن سماته أن يرصد كل ما ينوي فعله الحاكم الجائر قبل أن يبدي أي فعل أو قول ضد الفئات المطالبة بالتغيير والمهددة لسدة الحكم(الاكثر إستظعاف) لتوهم ذلك المستبد بسدادية كل ما يقوم من أفعال مشينة كسفك الدماء الابرياء وسحقهم بالالات القمعية المتوفرة ودحض كل حقوق عادلة وإعاقتها بشتى الطرق بترئة الجاني تارة وتارة أخرى بتحميل المجني علية التهم والقضية وإن ثبت جليا العكس!!!.

    • زائر 10 | 1:54 ص

      قتل الشعوب من اجل افراد

      هكذا يستحل الطغاة كل محرم وعلى رأسها النفس المحترمة والمحرّمة بأشد من حرمة الكعبة ولكن
      هل من يقوم بقتل هؤلاء يؤمن أساسا بحرمة الكعبة
      حتى يعرف أنما يرتكبه هو اشدّ حرمة منها كلا
      فالدين لقلقة لسان او كما قال الامام الحسين ع
      (الدين لعق على السنتهم) لذلك لا يوجد في قاموس
      القذافي واضرابه اي حرام او محرّم كل شيء مباح
      من اجل الكرسي والى متى سيظل هذا الكرسي
      اقصاها 100 سنة هذا ان بقي ثم ماذا بعد حساب
      وعذاب وحسرة لا تنتهي فما قيمة كرسي نهايته
      الخلد في نار جهنم

    • زائر 9 | 1:42 ص

      جلود غير صادق اين قضية الامام الصدر وهوالقريب من الحكم

      لماذا لم يتتطرق لقضية الامام عندما اكتشف هروب الجميع عن القذافي المعتوه هرب بجلده ليسلم لماذا لم يستقل اويتخد موقفا فيماسبق ؟؟؟كما قال احد المتداخلين لين طاح الجمل كثرة سكاكينه

    • زائر 8 | 1:39 ص

      أقنع جلود القذافي مرةً بعرض برنامج حواري على التلفزيون، يشارك فيه مثقفون وعلماء اجتماع. الليلة الأولى مرّت، لكن في الليلة الثانية اتصل القذافي بنفسه ليصرخ بوجوههم إنها مؤامرة أميركية... وقطع البث!

    • زائر 7 | 1:36 ص

      القذافي احضر مرتزقة العالم كلهم فلم تتوفر له الحماية

      عمل جيش من المرتزقة وعندما حانت الساعة طلبوا سلامة الروح والعافية وتركوه لمصيره فهكذا يفكر القذافي ويجب ان يكون عبره لمن اعتبر فماذا تقولون؟؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 1:34 ص

      كانت النذر تترى... ولكن هل من مدّكر؟

      انظر حواليك سترى غيوم الدنيا متجمعة في بقعة صغيرة لكن ترى القوم نيام ويفتكون بااخوانهم والمصيبة يتدخلون في قطع ارزاقهم وانتهاك عقائدهم وشتمهم اللهم اني قد بلغت اللهم قااشهد

    • زائر 5 | 1:30 ص

      لاتعليق؟؟؟؟ هل من مستمع ومعتبر؟؟؟؟؟؟؟؟

      ويقول(جلود) إنه تعلم من التاريخ أن الأمن والأقارب والمستشارين مهمتهم إقناع أي حاكم بأن الجميع يقف ضده وأنهم الأحرص عليه.

    • زائر 4 | 1:05 ص

      اذا طاح الجمل

      هذا ديدن المتمصلحون على مدى الازمان فما ان يحسون بقرب انتهاء الجوكر يتبرؤن منه ليبدتو دور جديد مع الجوكر الجديد بعيدا عن الاخلاق و الانسانيه فحذار حذار من هئلاء المتمصلحون

    • زائر 3 | 12:22 ص

      دروس وعبر

      التاريخ موجود بس محد يقراه

      ومحد يتعض

      في رايي ان العدالة الالهية موجودة
      فمن ضرب سوف يضرب
      ومن فقأ عين ستفقأ عينه او عين عزيز له
      ومن اغتصب ستغتصب نسائه
      ومن شارك بقطع رزق لن يمد الله في رزقه

      لله عقاب مقدم بالدنيا
      وعقاب مؤخر بالاخره
      ولا غفران عن حقوق الناس

      فلا تظلم
      فلا تظلم
      فلا تظلم

      الكل يقرا ولا من متعض

    • زائر 2 | 10:42 م

      وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون

      يصرخ وينعق كل يوم جرذان كلاب ولكن الله أذله امام العالم وجعله هو الجرذ البشري في الانابيب يا ريت اتعض لما رأى زميله الفأر العود في الحفرة وكيف كان يتقزز من ريحته الامريكان وكيف كان يفتح فمه كالبقرة وهذه نهاية الظالمين

    • زائر 1 | 10:17 م

      1400 ولم تذكرهم أي محطة

      الخوف أن يكون ذكر هده الاعداد من القتلى مشجع للطغاة للمقارنة بين ما يفعلون وبين ما فعل من قبلهم لان مقايسهم دائماً مقلوبة ومستشاريهم ممسوخيين يادافع البلا رغم أنه لم يتأوه لحال 1400 قتيل فقد تأوهنا لحاله عندما رمته قوات الناتو للثوار ليلعبو به .
      اللهم أجعله عبرة لمن بعده
      لكن الله لايهذي القوم الظالميين

اقرأ ايضاً