العدد 3356 - الإثنين 14 نوفمبر 2011م الموافق 18 ذي الحجة 1432هـ

لم تبقَ الاّ شعرة (3)

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تفاعل الموضوع أكثر بعد المقالين السابقين عن تلك الشعرة المتبقّية لحدوث المحظور، ووجدنا الناس تعقّب وتتساءل وتعاتب بعضها بعضاً، وتتناشد فيما بينها من أجل إخماد الطائفية المؤجّجة هذه الأيام.

وقد احتدّ النقاش بين أطراف كُثر بشأن تعليقات الناس في هذا الشأن، فما كان من أحدهم الاّ أن اتّصل مؤيّداً ومعلّقا في الوقت ذاته على أعمال التخريب التي تحدث في البحرين.

ونحن نرفض جميع أنواع التخريب بما في ذلك سكب الزيت في الشارع ووضع السلاسل، وإحراق الإطارات وتحويل المنهج السلمي للمظاهرات إلى منهج مغاير طائفي بحت، ولا نرضاها لأي كان، فما ذنب الناس في القضايا السياسية؟! وما ذنبهم في الشئون المضطربة بين الحكومة والمعارضة؟ ولماذا هذا المنحنى الذي ندّدت به جميع الجمعيات السياسية والفئات المتعدّدة في المجتمع؟.

للأسف الشديد هناك من يجر البحرين الى مستنقع الفتنة الطائفية والتخريب، ويجعل من المطالب الصحيحة الحقيقية مجرّد أكذوبة من أجل إرضاء نفسه المريضة، إذ إنّ الغضب والحقد جعلاه لا يفكّر صحيحاً في الأولويات، بل أصبحت الأولويات مجرّد أمور ثانوية، مهما طالب المجتمع بردم الفتنة وإسكات الأعمال التخريبية.

ليس من صالح الجميع أن تتحوّل السلمية الى عنف وأعمال شوارعية، نحن أرقى من ذلك، فتحقيق المطالب لا يتأتى من هذا الباب، بل له أصول وقنوات، ولابد من إسماع صوت الحق في هذا الجانب.

وهناك من يقول بأن أيد خفيّة تعمل في الظلام من أجل اقحام بعض الشباب في هذه العمليات الليلية، وان لم يعِ الشباب والرجال ما هم فيه؛ فستكون كارثة على أهل البحرين البسطاء، الذين لا حول لهم ولا قوّة.

أهل المحرّق سواء من الطائفة الشيعية أو السنية لا يرضون بهذا التخريب، ولا يريدون التطاول على القانون، بل إنّ التعايش الذي وفّقوا له طيلة سنين من الصعب أن يتبدّد في لحظة ما، لكن مَن يا تُرى أفتى لهؤلاء بأن يسكبوا الزيت ويخرّبوا الشوارع، ومن ناحية أخرى من أجّج الفتنة من أجل اشتباك بغيض بين الطائفتين.

لا نرضى لبلادنا أن تتحوّل الى مسرح من أجل الإضحاك، ولم تكن المطالب يوماً من أجل التنفيس عن الغضب، فالجميع يطالب، وليس في البحرين فقط، وانّما تحوّلت الأمور الى البلدان المتقدّمة، ليطالب شعوبها بالتصدّي للفساد والكساد.

وليعلم الجميع أنّه لا دخل للمطالب بعمليات التخريب، فمن يخرّب بلادنا، نحن له بالمرصاد سواء عن طريق أقلامنا أو بأرواحنا، انّنا نريد تحقيق المطالب الصحيحة وفق الدستور، ولا نريد أن يتقوّل البعض على تلك الطائفة أو هذه بأنّها خرّبت وأحرقت أو تشابكت، وكما قلنا سابقاً، نحن جميعاً في تلك البوتقة، فإن نجح البعض نجح الجميع، وإن خسر البعض خسر الجميع، والله الموفّق

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3356 - الإثنين 14 نوفمبر 2011م الموافق 18 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 2:02 م

      أختلف مع الكاتبة العزيزة

      ( وتحويل المنهج السلمي للمظاهرات إلى منهج مغاير طائفي بحت) !!!



      ( للأسف الشديد هناك من يجر البحرين الى مستنقع الفتنة الطائفية والتخريب)!!



      على الرغم من إختلافي مع المعارضين في كثير من ممارساتهم و شعاراتهم ....، إلا أني يجب أقول الحق، فهم ليسوا طائفيين بل ضد الطائفية. كما أختلف معك عندما تربطين بين الطائفية و التخريب، فهم مخربون نعم ولكن منزهون عن الطائفية ....

    • زائر 15 | 7:54 ص

      حتى

      لو كان هناك تخريب وسكب الزيت في الشوراع هذا خطا ولاكن لا علاقه له بالطائفيه الطائفيه ليست المطالب والاختلاف عليه الطائفيه ان تحرض فئة من طائفه معينه على الطائفة الاخرى السؤال ماذا فعلت الدولة لهؤلاء الذي يحرضون على طائفة ؟؟؟

    • زائر 12 | 6:19 ص

      الطائفيون لا منطق لهم

      كل التحية لك ايتها الشروقية, مهما تكن وسائل المطالبة ما دخل الطائفية فيها, ربما يختلف البعض في طرق المطالبة والضاغطة ولكن الطائفيون والذين تعلميهم حق المعرفة كانوا رافضين البرلمان ورافضين اى مطلب شعبي يحقق لهذا البلد التقدم والازدهار, وحتى لو جلسوا المطالبين بالحقوق وبالحرية والديمقراطية في بيوتهم عصرا ومساءا لرفضوا الطائفيون ذلك هؤلا خارج المنطق والسبب تعرفينه جيدا ايتها الفاضلة

    • زائر 11 | 5:14 ص

      ستتعبون

      ستتعبون ياكتاب كلمة التقارب فالمخربون والمأزمون والمتمصلحون كثر الله يعينكم

    • زائر 10 | 4:41 ص

      احبك يا شعبي احبك

      بسم الله الرحمن الرحيم
      تحية عطره من ارض المحرق الى ابنة الحد الوفية صاحبة القلم الشريف اتفق معاج انه اغلبية شعب البحرين ترفض وتدين العنف من اي طرف سكب الزيت وغلق الشارع امر مرفوض ولكن اليس السبب هو خنق التجمعات السلمية اليس السبب هو التضيق على الكلمة وعدم السماح للشباب بالتعبير عن ما يعانونه من ظلم وتميز وتجنيس واعتقالات ومحاكمة اطباء ومعلمون وطلاب ومحامون ومثقفون ونساء ووو الكل مستهدف مع الاسف

    • زائر 9 | 4:34 ص

      اصيلة يا شروقي

      نعم بنت اصايل وكثر الله امثالك يا مريم

    • زائر 5 | 12:24 ص

      عشتي

      هناك فرق كبير بين العنف والاسلوب السلمي, فالكل لايريد اسلوب العنف ولكن ماعسى ان يعمل الشعب لسماع صوته للحاكم لا مسيرات مقبولة لاإعتصامات مقبولة لاسلاسل بشرية مقبولة لا وقفة مقبولة. انظري الى صحيفة الوسط اليوم في محليات فجل القضاية المرفوعة ضد الشباب تجمهر. فاي عمل سلمي في هذه المرحلة مقبول فكل حركة سلمية تعطل مصالح الناس وتسبب الارتباك. اذا مالم تؤثر هذه الحركات على قتل الابرياء ولا تخريب الممتلكات وإذا المباشر للناس في اجسادهم فهي حركة سلمية مشروعة بجميع الانظمة الحقوفية

    • زائر 4 | 11:38 م

      يادانه الحد يسعد صباحك

      يبيتي اشد على يدك واتباها بك .و عندما تعد الاقلام الصادقه والغير مأجوره اعد قلمك اولهما المشكله يبنيتي من اوصل الناس لهذا المستوى من الياس ابنتي الصادقه الجريئه هل فكرتى في حال من يطلب طفله منه دينار ولايجد الجواب لذلك الطفل غير اداره الوجه عنه لان لايمكن ان يستوعب ان اباه من غير راتب ظلما لسته او سبعه اشهر يبنيتي تعرفين معنى ان واحد اتكون امه او اخته اوبنته او زوجته بين القضبان لا لسبب غير موقف يبنيتى يقول احد اصحاب ا لرسول صلوات الله عليه عجبي ممن لا يجد قوت يومه لايخرج على الناس شاهر ا سيفه

    • الفاروق | 10:45 م

      هل سنفيق من الكابوس

      قال الحق عز وجل فى محكم التنزيل بشأن اعادة العلاقات بين الزوجين قبل حدوث الطلاق " ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما "
      فما احوجنا الى طرفين يريدان الاصلاح الحقيقى لرأب الصدع و التقريب بين الفئتين قبل وقول الطلاق البائن . وذلك هو دور العلماء و المثقفين و الرواد , والذين هم غائبون عن الساحة , وهى (الساحة) متروكة لمراهقين الانترنيت و مروجى الفتن عبر الفضائيات .
      ليس السؤال متى سنفيق من الكابوس , بل السؤال هل سنفيق من الكابوس ؟

    • زائر 1 | 10:40 م

      عندما

      عندما كانت الاحتجاجات سلمية والمطالب مشروعة لاتخص فئة دون فئة والخير فيها للجميع حالها حال البرلمان عندما طالبت المعارضة به خرج جمع من الناس ومن ضمنهم الشيخ المعاودة وقال بان البرلمان نظام غربي واسماه بالبرطمان وعندما حصل البرلمان سعى اليه القوم سعيا حثيثا ..

اقرأ ايضاً