العدد 3360 - الجمعة 18 نوفمبر 2011م الموافق 22 ذي الحجة 1432هـ

منظمة العمل الدولية والتسريحات البحرينية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قضية المفصولين في البحرين من أعمالهم، وكما قلت عنها من قبل، قضية أصبحت عالمية لا تتعلق بالشأن البحريني فقط، فها هي منظمة العمل الدولية التي تجمع تحت مظلتها مختلف أطراف الإنتاج (الحكومات، أصحاب الأعمال، والعمال) تفتح الملف إثر شكوى تقدمت بها 12 منظمة عمالية عالمية.

الاتهام الموجه إلى البحرين واضح وصريح وهو «عدم تقيد البحرين باتفاقية التمييز في الاستخدام والمهنة، 1958 (رقم 111 )».

هذه الاتفاقية التي انضمت إليها البحرين في 7 أبريل/ نيسان 1999، جعلتها ملزمة التطبيق والرقابة والمساءلة أيضاً.

تدويل القضية عالميّاً يعطيها الثقل الأكبر للضغط السياسي، من أجل إرجاع المفصولين، وعلى إثر ذلك خرجت المنظمة بتشكيل لجنة ثلاثية بحرينية (الحكومة، العمال و أصحاب العمل) للتأكد من سلامة الإجراءات، والوقوف على الوضع البحريني، ورفع تقرير مفصل عن كل مفصول عبر ثلاث تقارير سترفع للمنظمة.

يوجد حالياً آلاف المسرحين من العمل من عمال ونقابيين، وهو ما يخالف أيضاً نص القوانين البحرينية.

الحكومة البحرينية تحاول جاهدة ضمن حملة علاقات عامة واسعة تصحيح الصورة الذهنية عنها لدى المنظمات العالمية المعنية بالشأن العمالي، لتدارك أخطاء سابقة، تحت مسمى «معالجة الآثار المترتبة»عن الحوادث التي شهدتها البحرين. لكن المعالجة لكي تكون حقيقية؛ يجب أن تحمل نوايا جادة تبدأ من الذات نفسها، فلا يمكن لأي طرف أن يبدأ في حل أي قضية من دون أن يبدأ من نفسه، ولابد على الحكومة أولاً عندما تريد أن تعالج هذا الملف بصدق أن تبدأ بمعالجة ملف المفصولين والموقوفين في القطاع العام، وتعويض المتضررين، ومحاسبة من أخطأ في حق البحرينيين من عاملين، وإرجاع جميع المستحقات المالية التي خصمت منهم جميعاً.

ومن يتحرك لإعادة المفصولين في الشركات والقطاع الخاص، عليه أولاً أن يعيد المفصولين لديه، وينصفهم.

ما لم تفعل الحكومة ذلك لن تستطيع أبداً إقناع القطاع الخاص بإرجاع المفصولين، إذ سينظر للموضوع بأن التوجه غير جاد، ولو كان عكس ذلك لأرجعت المؤسسات الرسمية موظفيها، وهو الأمر الأسهل.

مهما حملت الحكومة من أرقام، وإحصاءات لمنظمة العمل الدولية، لإقناعها بأن العمل جاد من أجل إنهاء القضية وحلحلة الملف؛ فإن ذلك لن يكون مجدياً أبداً، لأن الواقع يخالف تلك الأرقام، وتحركات المفصولين تكشف دائماً زيفها، وعدم صدقيتها، في ظل تناقضها الدائم مع أرقام طرف آخر موجود في منظمة العمل الدولية وهو الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، الذي يرى أن مجموع المفصولين حتى الآن بلغ أكثر من 2000 مفصول لم يعودوا إلى العمل في القطاعين العام والخاص.

ليس فقط منظمة العمل الدولية التي تباشر الضغط من أجل حل ملف المفصولين، هناك تحركات دولية أخرى، قريبة جدّاً، تضع البحرين في موقف محرج وصعب لا يمكن الخروج منه من دون حل نهائي لملف جميع المفصولين.

ما لم يستوعبه الآخرون أن جميع المفصولين سينالون حقوقهم الكاملة، إذ أن السياسة التي أدت إلى فصل العامل ستعيده من جديد معززاً ومكرماً الى عمله، ومن دون أن يقبل أي شرط مجحف أو تسوية ظالمة، أو الرضوخ لتهديد هذا المسئول أو ذاك.

الحقيقة أن دوام الحال من المحال، وللتسريح جولة، ولكن للعمال ستبقى الدولة

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3360 - الجمعة 18 نوفمبر 2011م الموافق 22 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:54 ص

      السلام عليكم

      الحكومة تضع روحه في مواقف صعب تعجز عن حلها ما في في الدنيا شي يجي بالقوة الا بقوة مضادة في الأتجاه ....قانون نيوتن .. يعني فصل 3000عامل و تجويع أطفال و نساء شجاعه لو شهامه ...تخيل لو شخص اساء اليك و رحت أكرمته شنو بكون شعوره هو بكون صغير و ذليل امامك لكن تخيل ان شخص خطئ و عاقبته عقاب ازيد من خطئه بكون عزيز و بطل قدامك لانه ظلمته و هو مظلوم و الله مع المظلوم على الظالم

    • زائر 18 | 7:25 ص

      انصاف المفصولين

      يجب انصاف المفصولين بعودتهم الى اعمالهم وتعويضهم ماديا ومعنويا هكذا هي دولة المؤسسات والا أصبح الأمر غابة للوحوش القوي ياكل الضعبف

    • زائر 16 | 4:47 ص

      رجاءا حسوا في ما يحسه المفصولين من أعمالهم . ( أبو علي ) .

      حرام عليكم المماطلة لأرجاع المفصولين إلى أعمالهم , و الكثير منهم لم يشتركوا في المسيرات و بعضهم لم يغيب عن مكان عمله , فقط لأنهم من الطائفة الشيعية الكريمة , حكم عليهم بالضياع في وطنهم .

    • زائر 15 | 4:06 ص

      لا تيأسوا ولا تحزنوا

      ما لم يستوعبه الآخرون أن جميع المفصولين سينالون حقوقهم الكاملة، إذ أن السياسة التي أدت إلى فصل العامل ستعيده من جديد معززاً ومكرماً الى عمله، ومن دون أن يقبل أي شرط مجحف أو تسوية ظالمة، أو الرضوخ لتهديد هذا المسئول أو ذاك.

    • زائر 14 | 3:44 ص

      --

      كنا في الشركة و إذا باستدعائنا و من دون تحقيق:خذوا ورقة الاستقالة واخرجوا.ماهذا؟قالوا اوامر عليا
      حدث ذلك ايام تنفيذ حالة السلامة الوطنية.
      الان اكثر من 7 شهور من دون راتب ولا بدل التعطل الذي ساهمنا فيه بجزء من رواتبنا ونحرم منه

    • زائر 13 | 3:41 ص

      --

      اقتطافا من المقال:ما لم يستوعبه الآخرون أن جميع المفصولين سينالون حقوقهم الكاملة، إذ أن السياسة التي أدت إلى فصل العامل ستعيده من جديد معززاً ومكرماً الى عمله، ومن دون أن يقبل أي شرط مجحف أو تسوية ظالمة، أو الرضوخ لتهديد هذا المسئول أو ذاك.
      التعليق:في بدايات ارجاع العمال وفي العديد من رسائلنا كنقابة الى إدارة الشركة خاطبناها بقولنا لها أنه كلما تعسفتم في عدد م الرد على رسائلنا وعدم حلحلة الموضوع فإن ذلك سيزيد الاستحقاقات والمطالبات المستقبلية والشركة في غنى عن هذه المشاكل ولكن استمر التمادي.

    • زائر 12 | 3:08 ص

      بوركت جهودك ولا جف قلمك

      شكرا لك أخي العزيز على إهتمامك بقضية المفصولين اللذين خدموا تراب هذا الوطن بكل أمانة وإخلاص خاصة من عمل أكثر من 30 سنه وكان الجزاء هو الإعتقال والسجن والتعذيب والفصل من العمل ، ومثل ماكتبت أخي العزيز أن دوام الحال من المحال وصاحب الحق لابد وأن يأخذ حقه وهذه سنة الله في الأرض ولن تجد لسنة الله تبديلا ،أدعو الله العلي القدير أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة وأن يعيد الأمور أفضل مما كانت إنه نعم المولى ونعم المجيب الناصر .

    • زائر 11 | 3:02 ص

      شكرا لك

      الكاتب الوحيد الدي كتابته و اضحة و لايمكن نقد اى كلمة شكرا لك شكرا لك شكرا لك ......

    • زائر 10 | 2:42 ص

      نحن لا نعيش بمعزل عن العالم ..... فهناك مبادئ عالمية يجب ان تحترمها كل الدول ومنها حق العامل

      فلا يوجد قانون في العالم يجوز فصل المواطنين عن العمل بمجرد التعبير عن ارائهم السياسية. فهذا عمل غير مسبوق وتصرف غريب.
      فالضغب الدولي مهم ومؤثر ... مثلما حصل من قبل الفيفا للاعبين.

    • زائر 9 | 2:20 ص

      بيض الله وجهك يبن فردان

      واذا عاد عزيز شامخ صاحب مبدءا صاحب قضيه وطني قح وشحالت الناس اللي شمتت فيه ووشت به واخذت مكانه ظلما بعدين

    • زائر 8 | 2:16 ص

      سلمت يا ابن بلدي الاصيل

      دائما الفردان والقضايا الوطنية "سلمت يداك يا لغالي"

    • زائر 7 | 1:42 ص

      جهود المنظمات

      في منظمة العمل الدولية شكاوى الإتحادات لها ثقلها وسمعتها وبسبب التوثيق وجهودكم التي تبدلونها في الصحافة الحرة والإتحاد العام.

      وأطالب من هنا بإرجاع المفصولين وتعويضهم عن كل المدة التي انقطعت بها رواتبهم ماديا وأدبيا ومعنويا هم وعوائلهم عن كل الخسائر التي تكبدوها.

    • زائر 6 | 1:36 ص

      قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق

      الله يكون في عونهم والله

    • زائر 5 | 1:31 ص

      قرار الفصل سهل وقرار الارجاع صعب

      استاذ هاني قرار فصلنا لم يأخذ أكثر من 24 ساعة فقط ولكن قرار الارجاع يأخذ أشهر وأدهر ولكن هناك رب رحيم ينظر الينا بعين رحيمة ويرزقنا من حيث لا ندري وينتقم ممن قظع ارزاقنا وجوع اطفالنا ،،، وكفى بالله وكيلا

    • زائر 4 | 1:15 ص

      مشكور يا ولد الفردان بيض الله وجهك

      رحم الله والديك

      يقول علي الاكبر عليه السلام مادمنا على الحق فلانبالي.

      وانا اقول نرفع الهامات مانذل هيهات والناصر الله.

      لقد فصلونا دون جرم وجوعونا وورطونا بالقروض ومسلتزمات عوائلنا وغيرها ولكن الرزق على الله ومن توكل على رب العالمين مايخيب.

    • زائر 3 | 12:40 ص

      مفصول من العمل

      المشكلة في بعض المدراء الذين لا يحبون ان ترجع الامور الى سابقها حيث يرجع العامل بأمر من الادارة والمدير يرفض الموظف

    • زائر 2 | 12:38 ص

      كان الله

      كان الله في عون العمال المساكين , ..........رغم قراءتي الكثير في التاريخ , و لكن لم اسمع عن ظاهرة و مشكلة مثل هذه المشكلة , اول مرة يتم فصل الالف العمال في نفس الوقت ولسبب سياسي ولمجرد طالب بحقوق متفق عليها

    • زائر 1 | 12:15 ص

      يلعبون على عامل الوقت

      ماتم ضد المنطق تفنيش بالمزاج، واقول بان الخطوة الثانية هي قتل المطالب بعامل الزمن اعتمادا على يأس وتعب المقالين واقولها من باب الواثق الاهذه المرة فلاتنازل عن حقوقنا ومن الجهتين السياسية والحقوقية ولن نجعل هذه الضربة التفنيشية تتكرر مستقبلا فنحن ابناء اليوم

اقرأ ايضاً