العدد 3367 - الجمعة 25 نوفمبر 2011م الموافق 29 ذي الحجة 1432هـ

تقرير بسيوني «موجعٌ» و«مُرٌّ»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وصْفُ وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق التي يرأسها محمود شريف بسيوني بأنه «موجع للحكومة»، و»دواء مر» يجب تجرعه من أجل أن تسود الديمقراطية في البحرين، هو الأكثر مقاربة للحقيقة التي يمكن أن يقاس من خلالها مدى تأثير التقرير ووقعه على الحكومة.

الحق يقال كان التقرير موجعاً لدرجة «الإيلام»، وعلاجه «مُرّ» لا يمكن تحمله، وصعب تطبيقه، إلا إذا تواجدت الإرادة السياسية الراغبة في تحقيق وتنفيذ جميع توصيات لجنة التحقيق.

الحكومة لم تتحفظ على التقرير ورحبت به، والملك أعلن تشكيل فريق عمل من أعضاء الحكومة لدراسة توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق ونتائج تحقيقها بكل عناية وتبصر، إذ سيقوم هذا الفريق بتقديم، وبصورة عاجلة، استجابات جادة لتوصيات اللجنة.

توصية لجنة التحقيق في هذا الشأن كانت واضحة، وهي تكوين لجنة وطنية مستقلة ومحايدة تضم شخصيات مرموقة من حكومة البحرين والجمعيات السياسية والمجتمع المدني لمتابعة وتنفيذ توصيات اللجنة.

بعد تقرير اللجنة يجب أن يتفق الجميع، سلطة ومعارضة، على كيفية الخروج من الأزمة الحالية من خلال تنفيذ التوصيات التي أقرتها اللجنة، ومن أجل أن يتم التوافق على خطوة مستقبلية تضع النقاط على الحروف، للبدء في مراقبة تنفيذ التوصيات.

ربما من أهم التوصيات هي التي أوردها التقرير ودعمتها كل القوى الدولية أن تكون هناك مساءلة للمسئولين الحكوميين الذين ارتكبوا أعمالاً مخالفة للقانون أو تسببوا بإهمالهم في حالات القتل والتعذيب وسوء معاملة المدنيين، وذلك بقصد اتخاذ إجراءات قانونية وتأديبية ضد هؤلاء الأشخاص بمن فيهم ذوو المناصب القيادية، مدنيين كانوا أم عسكريين، الذين يثبت انطباق مبدأ «مسئولية القيادة» عليهم وفقاً للمعايير الدولية».

تقرير لجنة تقصي الحقائق لم يرض الكثيرين حكوميين وشعبيين، لكن وضع الكثير من النقاط وليس كلها على الحروف، وتلمس المشاكل الحقيقية التي تعيشها البلاد، ووصف الأزمة وأسبابها الجوهرية، عندما أكد أن فتيل الأزمة السياسية انطلق من التقرير المثير في العام 2006، والتي خلقت حالة الانشقاق و»كسر الثقة بين الحكومة والمعارضة».

ستكون هذه المسألة هي التي ينطبق عليها توصيف وزير العدل بـ «الموجع»، وكذلك «الدواء المر» الذي يجب أن يتجرع للخروج من الحالة التي تعيشها البلاد، ومن دونها لن يكون هناك أي تغيير ولا عدل أو إنصاف.

في كل الأحوال دائماً ما يكون العلاج «مرّاً» لا يمكن تقبله، إلا أنه أمر لابد منه، ولا مفر منه لكل من يريد أن يتعالج مما هو فيه، وينقذ نفسه من المرض الذي ألم به

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3367 - الجمعة 25 نوفمبر 2011م الموافق 29 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 1:56 م

      مليكنا تحمّل أكبر من هذا الألم

      كمواطنين بحرينيين نعرف جلالة الملك حفظه الله حق المعرفة، و نعرف معدنه الأصيل، وشهدنا من جلالته مواقف شجاعة في أزمات مُرّة و موجعة أيضاً لا يستطيع أن يتخذها إلا قلّة من الحكام المخلصين والمحبين لشعوبهم. لدينا أمل كبير أن هم الوطن والمواطنين سينتهي والجراح ستندمل والخواطر ستطيب بإذن الله على يدي جلالته، بتظافر الجهود مع عقلاء و مخلصي هذا الوطن من الطائفتين الكريمتين، والله الموفّق

    • زائر 19 | 7:36 ص

      دواءه مر و لكن لا بد من تجرعه عاجلا ام آجلا

      سيتجرع الجميع الدواء ..

    • زائر 17 | 4:57 ص

      ماهو المر

      وهل الاصلاحات التي يستحقها الشعب تعتبر مرة ؟ هل اذا رأوا الشعب في حرية وكرامة البعض يتذوق المر ؟

    • زائر 16 | 4:55 ص

      هناك توصية موجعة اكثر

      التوصية الموجعة للحكومة والمتربصين والمستفيذين من الحكومة هي توصية ان يكون السلك العسكري ووزارة الداخلية تكون مفتوحة الى جميع ابناء البحرين

    • زائر 15 | 3:28 ص

      وهل تريد الحكومة أن تتعافى حتى تشرب دواء حلوا أو مرا!!!

      وهل ستشرب الحكومة الدواء المر

    • زائر 14 | 2:46 ص

      وماذا عن مسئولي الشركات

      قال بسيوني والحق في ماقاله بسيوني(ماده 1450 كان الدافع اليها في حقيقة الامر الانتقام من الموظفين الذين اشتبه في ضلوعهم في المظاهرات .هذا كان واضحا للغايه في حالات الفصل من وزارة التربيه والتعليم وشركة بتلكو وشركة طيران الخليج ) هل سيترك المسئولين الذين بسببوا في معانات المواطنين دون حساب

    • زائر 13 | 2:38 ص

      وما تجرعه الناس كان ومازال مرا

      الانتهاكات التي وصفها التقرير تمثل جزا وليس كل الحقيقة لأن هناك من النساء من انتهكت حقوقهم كبشر لم يبادرن إلى اللجنة خوفا من الفضيحة أو الفصل من العمل.

    • زائر 12 | 2:04 ص

      التقرير مر بطعم العلقم لأفراد الشعب الذين اكتوو بنار الأجهزة الامنيه

      اعلم و ليعلم الجميع ان التقرير هو طوق نجاة لحكومة كثير من أفرادها عاثوا فسادا في البلاد و نكلوا بشعب مسكين مسلام ، استكثرو عليه الآه من وقع الألم. بهذا التقرير صارت الحكومة مرة اخرى صاحبة القرار و فتحت لنفسها كل الخيارات و وضعت القوى الشعبية في مأزق التعاطي مع تقرير قاصر مشوه. اتمنى ان اكون مخطأ و لكن التجربة تثبت خلاف ذلك.

    • زائر 11 | 1:50 ص

      ما يجرع المرّ الا من به داء

      التقرير وضع اليد على الجرح وعلى المرض فإن كان لديكم نية صادقة لشفاء الوطن من علته فهاهو منكم واليكم قد قال كلمته ووصف لكم الدواء إن رأيتم ان الدواء مرّ فوضع البلد امرّ من الدواء ومستقبل الوطن
      ايضا سوف يكون اكثر مرورة من دون حل جذري
      هذا مع العلم ان الطبيب لم يصرح باسباب المرض
      تمام ولكن كما يقال هي اشارة
      ان اردتم العلاج فهاهو المرض قد شخّص وان رأيتم
      بقاء المرض افضل من تجرع المر فذلك راجع لكم
      حتى يستفحل المرض اكثر

    • زائر 10 | 1:48 ص

      مكبته في مصبته

      كيف يكون أعضاء الحكومة المتهمة في التقرير هي التي يتشكل منها لجنة تشرف على تطبيق التوصيات هدا غير مقبول عقلاً كيف يكون مصب مكب الابريق في مصبته أول بداية تطبيق الانفتاح هو أطلاق سراح المظلوميين في السجون فحسب التقرير هم ضحايا أنتقام غير مبرر وأرجاع المفصوليين الى مناصبهم وأعتبار كل منصب جديد من الازمة مثار مسائلة

    • زائر 9 | 1:45 ص

      الحق دائما مرّ وموجع

      هو منطقنا وما كنا نقوله في باديء الامر وقبل ان تستفحل الامور كنا نطالب بتفعيل بعض الاصلاحات وبزيادة جرعة الصلاحيات للمجلس النيابي وبتعديل بعض الدوائر يا ترى كم ستكون الكلفة وهل هناك مقارنة بين تلك الكلفة وكلفة ما وصل له الوطن الآن
      هل هناك من حكيم ينتشل البلد مما هو فيه
      ما هو مر اليوم وموجع سوف يكون هناك وجع اكبر ومر أمرّ مما هو الآن ولا يتجرع المرّ الا من لديه داء وداء الوطن عضال فلا تدعوه يستفحل اكثر وعندها تكون كلفة العلاج اكبر بكثير

    • زائر 8 | 1:29 ص

      الانصاف

      ان الاصلاحات ستعم على الجميع بالخير ولن يكون في الاصلاحات خاسر سوى من له مصالح لايتحصل عليها الا في زمن لاعدل فيه وتعمه الفوضى

    • زائر 7 | 1:26 ص

      بحريني مقهور حده .

      أنا أنتظر تقرير بسيوني الجديد عندما يغادر البحرين و يكتب التقرير الأصلي على راحته و من غير ضغوط و من غير رتوش .

    • زائر 6 | 12:56 ص

      شكرا ...أنا لم اطلع على تقرير الشامل لبسيوني. لكن ماذا قال


      هل اوضح التقرير تدمير البيئة الزراعية

      وهل اوضح تدمير البيئة البحرية.

      وهل اوضح سرقة الاراضي.

      رجاء ان كان هناك اي معلومات اوردت في التقرير في هذا الخصوص نرجو نشرها ولكم جزيل الشكر

    • زائر 5 | 12:14 ص

      تحية إلى أبي الأمل !

      يقول أبو الفصحاء "ع": الإنصاف راحة.


      تحياتي...

      عبدعلي فريدون

    • زائر 4 | 11:21 م

      علاج الكيماوي

      العلاج بالكيماوي له آثار قوية لدرجة أن شعر الجسم يتساقط وفي النهاية اما أن يموت المصاب أو يصمد وينبت شعره من جديد ويواصل حياته بشكل طبيعي
      فعلى حكومتنا التحلي بالصبر وان تساقط شعرها فلا بد من جرعات الكيماوي بعد المرض الخبيث الذي أصابها.

    • زائر 3 | 11:08 م

      شكرا ومبروك للوسط

      اخر العلاج الكي بعد الدواء المر

    • زائر 2 | 11:00 م

      التقرير المثير لم يكن عمل فردي

      اجتمع كبار علماء الشيعة مع كبار القادة السياسيين للاعراب عن قلقهم الكبير بعد فوحان فضيحة التقرير المثير ووعدوا بمحاسبة المسئ ولكن شئ لم يحدث

    • زائر 1 | 10:48 م

      اه يولد فردان

      وما خفاه بسيوني ولجنته وتستر عليه هو امر من العلقم

اقرأ ايضاً