العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ

الحقيقة المفجعة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد صدور تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، استبشر الكثيرون بأن تتحسن الأوضاع، ويبدأ البلد في السير بخطى واضحة والخروج من نفق مظلم نحو الوضوح والنور.

توقع الكثيرون أن تتخذ الدولة الكثير من الإجراءات الحاسمة لإنهاء ملفات عالقة، كانت بمثابة مآسٍ إنسانية أبرزها وأكثرها إيلاماً قضية المفصولين عن العمل، والمعتقلين.

توقع الكثيرون أن تكون قضية إرجاع المفصولين هي أولى القضايا التي ستشهد الحل، بعد صدور تقرير محمود شريف بسيوني، الذي كان واضحاً في هذه القضية منذ أن تسلم زمام الأمر واللجنة قبل خمسة أشهر، وكان دائماً ما يدعو إلى إرجاع المفصولين.

توصيات لجنة تقصي الحقائق كانت واضحة هي الأخرى، فقد أنصفت جميع المفصولين، ودعت إلى إرجاعهم الفوري إلى أعمالهم من دون أي تأخير.

ما لم يتوقعه الكثيرون أبداً، هو أن نرى بعد صدور التقرير، وكشف الحقائق، انكفاء العجلة إلى الوراء، بدلاً من سيرها إلى الأمام، وإلى التأزيم بدلاً من الحل.

ما لم يتوقعه الكثيرون هو أن تشهد البحرين من جديد حركة تسريحات وتوقيفات وعقاباً لموظفين مارسوا حقهم القانوني وعبروا عن رأيهم وتطلعاتهم، وأكد ذلك من دون شك أو جدل تقرير لجنة تقصي الحقائق.

المفاجأة المفجعة هي أن تستمر جهات رسمية في التسريح، وإيقاف موظفين عن العمل، وفرض عقوبات غير قانونية عليهم لأنهم شاركوا في مسيرة أو اعتصام.

الحقيقة المؤلمة أن نشهد تجمعاً عماليّاً كما حدث يوم الأربعاء الماضي أمام وزارة العمل، وأن يرفع فيه المفصولون من أعمالهم الخبز، في دلالة واضحة على رفضهم قطع أرزاقهم ومحاربتهم في لقمة عيشهم.

الإصلاح الحقيقي يبدأ بخطوة إلى الأمام دائماً، خطوة حقيقية يستشعر منها جدية الموقف والنوايا، وأولى هذه النوايا الحسنة إنهاء ملف المفصولين عن العمل.

ما يؤلم في هذا الملف، أن ما يحدث يشير بوضوح إلى وجود أياد خفية تلعب من وراء الكواليس تعرقل أي إجراء أو خطوة يمكن من خلالها إيجاد حلول للقضية، ما يؤلم هو أن توجيهات عاهل البلاد لا تزال عالقة، في ظل وجود عدد كبير من المسئولين يرفضون إرجاع المسرحين، وما يؤلم أن تقرير لجنة تقصي الحقائق أكد على مظلومية المسرحين، ولا يوجد من يسمع أو يستجيب.

باتت القضية تشكل فضيحة حقيقية بكل المعاني، وعلى كل الأصعدة حتى الدولية، فعلى رغم محاولة البعض اللف والدوارن وإيجاد أرقام هنا وهناك عن أعداد من عادوا إلى أعمالهم، إلا أن الحقيقة بقيت راسخة ودعمتها لجنة تقصي الحقائق.

ستبقى قضية المفصولين من أعمالهم كعظم شائك في حلق كل من يريد الالتفاف عليها وتجاوزها، لأنها ببساطة قضية من ضمن جملة قضايا عادلة لا يمكن أن تنسى بالتقادم، ولا يمكن أن تحل من دون إرجاع الحقوق إلى الجميع ومحاسبة المسيئين ومنهم المسئولون.

الفاجعة الكبرى أن تستمر التسريحات في جهات رسمية، أنيطت بها مسئولية تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، فكيف سيتم تنفيذ التوصيات، وهم لايزالون يسرِّحون.

الحقيقة المفجعة هي اتهام الآخرين بـ «تكرار أخطاء الماضي» والنأي بأنفسهم عن الاتهام ذاته، فلا يمكن في منظورهم أن يكون استمرار الفصل «انتكاسة» ولا «تكراراً لأخطاء الماضي» ولا خطوة نحو التأزيم وتعقيد الحل.

الفاجعة الكبرى والحقيقية عندما «يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم»

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 12:01 م

      قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق

      نعم وكما تفضلتم العجلة تمضي إلى الوراء في انتكاسة ومسلسل الفصل مستمر وسيف لشهر للمعارضين والمناكفين ومن عبروا ولا زالو عن ارائهم في زمن الحرية حقوق الانسان كما اكد تقرير بسيوني على ذلك، يا لسخرية وزير العل أحد أعضاء اللجنة الحكومية للنظر بتقرير بسيوني حول التجاوزات والفصل هو من فصل موظفتين وتقرير بسيوني لم يجف بعد بنفس التهم المعلبة السابقة فهل يخرج وطن من محنته ومن تسبب فيها لازال يمارس نفس التجاوزات ويكافئ ويرقى.. ياترى هل نحن نعيش في وطن؟ اين شعار الأسرة الواحدة ؟ تبخر أم ماذا؟ هل من يجيب؟

    • زائر 19 | 11:11 ص

      صاحب التعليق رقم 16

      صاحب التعليق رقم 16
      يبدو انك مو عايش في البحرين
      سؤال: تقرير لجنة تقصي الحقائق قال ان الفصل غير قانوني، فهل رجع العمال في اليوم الثاني؟
      ام انه بعد التقرير الفصل يستمر وفي الدوائر الحكومية؟
      نام في الظلم والايام آتية وعندها لاينفعك النوم في الظلم ورب العالمين في الوجود

    • زائر 18 | 6:10 ص

      البلد في احسن حال

      البلد في احسن حال ولاكن انتم من تازمون اموركم قالها بسيوني المعارضه لاتهمها مصلحة الشعب

    • زائر 17 | 4:44 ص

      الديمقراطية تقتلهم فلذلك لا يكترثون لتنفيذ قرار بسيوني

    • زائر 16 | 3:23 ص

      --

      بقول لك وانا نقابي مفصول:نحن نعد العدة لأشياء أخرى.وان الذي عملناه في الايام السابقة مجرد عملية ايصال الاصوات وامور معينة اما في الايام القادمة فسوف تشهد مالم يخطر ببال لان قضيتنا واضحة.

    • زائر 13 | 1:56 ص

      لتكن الشقيقة الكويت لنا عبرة

      هنا يتأكد للمتتبع الى الشان البحريني أن هناك اشخاص من داخل النظام لديهم اجندتهم الخاصة لابقاء البلد على هذة الحالة حيث مصالحهم فوق كل اعتبار, انظر الى شكل هذة اللجنة, يقال الكتاب يقراء من عنوانه, ولذلك يكمن الفرق في الجدية لايجاد الحلول للازمات لنقارن وضعنا مع الشقيقة الكويت وكيف كانت الجدية لايجاد الحلول المناسبة, لتكن الشقيقة الكويت لنا عبرة حسنة,

      شكرا لك يا ابن الفردان

    • زائر 12 | 1:50 ص

      من تازيم الى تازيم

      عدم مراعاة مصالح المواطنين والبلد من تازيم الى تازيم. مقتولين، سجناء، اعتداءات على المساجد والمآتم واخرها على العزاء قبل ساعات، مفصولين، موقوفين، اهانات،،، الى متى؟؟

    • زائر 11 | 1:48 ص

      لا تغيير

      استاذ هاني انا مفصولة من شركة كبرى لم ترجع ولا موظفا واحدا واقولها لك بكل صراحة في هذا البلد لاتفيد اعتصامات ولا اضرابات ولا انتحارات ولا لو يظهر جميع المفصولون ويحرقون انفسهم في الشارع كما فعل البوعزيزي سوف يستجاب لهم.

    • زائر 10 | 12:53 ص

      بالنسبة الى فئة معينة

      في الحقيقة والواقع عندنا في البلد لا شيئ يتغير الى الافضل . مثلا هناك ناس مقصرون في اعمالهم ويصدر ضدهم تقرير للمحاسبة (ماذا يحصل لهم) يرقون الى اماكن اعلى . اليس هذا واقع لا يتغير . لاكن التغيير اذا جاء من عند الله لا يوقفه احد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 9 | 12:15 ص

      يمكرون

      صحيح استاذ هاني يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم , واضح للعيان أن هناك ليس فقط منهجية في التعديب كما ورد في تقرير بسيوني ولكن ايضا هناك سياسة ممنهجه على نطاق واسع وشامل يعتاش عليها اصحاب القلوب المريضة , يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العضيم

    • زائر 8 | 12:02 ص

      هذه التسريحات كانت رسالة لتقول بلوا التقرير بماي واشربوه

      للتقرير هدف آخر وليس المراد منه انصاف الناس واعطائهم حقوقهم فالحق بيّن واضح ولا يحتاج لتقرير بسيوني لكي ينصف من فصل عن عمله ظلما وتعسفا او اعتقل بدون وجه حق
      نحن على يقين من للتقرير هدف واحد فقط هو ليس لحلحلة الملف وانما لامر آخر بعيد عن انصاف الناس وعن اظهار الحقيقة

    • زائر 7 | 11:54 م

      يولد فردان اصبر اشوي عاد

      يوليد لا تستعجل ترى معظم المسؤلين في الديره بعدهم خارج نطاق التغطيه والقلم يرفع عن ثلاث الطفل حتى يبلغ والمجنون حتى يعقل والنائم حتى يصحوا فلا تعاتب من هو في سبات عميق معذور يولد فردان اذا صحى من نومه بيوقع قرار ارجاع الموظفين رغم ان جلاله اللملك باح صوته من كثر ما قال رجعوهم

    • زائر 6 | 11:46 م

      هل تنادي الأحياء أم الأموات؟؟

      هناك يا إستاذي العزيز من لا يفهم هذه اللغة ولا كيفية التعامل معها ولكن يعرف جيداً أين وكيف يعمل للوصول الى مبتغاه والى الكرسي المطلوب وإن كان هذا على قطع رزق أكثر من موظف أو حرمان أكثر من عائلة ووضعها بدون مصدر للرزق ، وبهذا سيكون رغبته وهواه ...........!!!
      أي أنسانية في حق الإنسان ؟!!!
      وأي كرامة لهذا الإنسان؟!!!
      وأين الكفاءات لشغل هذه المناصب ؟!!!

    • زائر 5 | 11:37 م

      أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم

      فمعناه أن الله خلق قلوبهم ، أي عقولهم غير مدركة ومصدقة للحقائق والهدى . وهذا الطبع متفاوت يزول بعضه عن بعض أهله في مدد متفاوتة ويدوم مع بعض إلى الموت كما وقع ، وزواله بانتهاء ما في العقل من غشاوة الضلالة وبتوجه لطف الله بمن شاء بحكمته اللطف به المسمى بالتوفيق.

      مع تحياتي لك يا ناصر المفصولين يا ابن فردان.

    • زائر 4 | 11:35 م

      نعم ياولد الفردان فعلا الحقيقة المفجعة

      المثل الشعبي يقول (ضربني وبكى سبقني وشتكى )

    • زائر 3 | 11:16 م

      ولد الفردان صوت الحق اقولها لاارغب بمشاركة الوفاق والكثير من الاسماء المشاركة في اللجنة المتابعة لتوصيات مشتركون في الانتهاكات فهل يستقيم العدل والمنطق

      لايعقل ابدا اكثر الاسماء اما هي مؤيديا اومشاركة في الانتهاكات التي حدثت لنا من ناحية اقالاتنا من الوزارات اوالشركات فهل يعقل ان يكونوا الوصيين على المتابعة لايراد لهذا الملف ان يحل الا باسقاط المطالبة بالشق السياسي واقولها بصوت مرتفع وباسم الالاف واهمون اذا كانوا يحلمون بذلك مابالك برغبتهم ان تكون حقيقة الشق السياسي هو الاساس ويتفرغ منه حقوقنا الوظيفية وغيرها فلارجوع للخلف ابدا والشكر موصول لك ياولد الفردان فهذا الموضوع وموضوع المحرق في رقبتك حفظك المولى وماجورين بوفاة سيد شهداء شباب اهل الجنة

    • زائر 2 | 11:10 م

      غالية يا البحرين

      من يتجه بالبحرين نحو مزيد من التأزيم هو من صرح و بملئ الفم " فليبل بسيوني تقريره بالماء و ليشربه و سنعمل ما هو في صالحنا" و هو من صرح ايضاً " سنتبع سياسة التجويع" .. فاذا كانت الوجوه نفسها التي ستعمل على تنفيذ توصيات بسيوني هي من تتجه بالبحرين اليوم نحو مزيد من التأزيم فهل يلومنا اذا ما طالبنا بلجنة اممية؟

    • زائر 1 | 10:46 م

      سؤال مهم

      لماذا يصر بعض المسوؤلين على توسيع قاعدة المعارضة من خلال توجيه الاتهامات إلى الموظفين الذين أخلصوا في أعمالهم ولم يشاركوا في أي شيء يسىء للحكومة وللآخرين ؟ في بعض المدارس حاولت بعض التمصلحات تلفيق التهم للمعلمات والإداريات المخلصات على الرغم من عدم وجود أي دليل ضدهن وما زالت هؤلاء المخلصات يدفعن الثمن إلى يومنا هذا ......إنني أقول لهم حسبي الله ونعم المولى ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً