العدد 3377 - الإثنين 05 ديسمبر 2011م الموافق 10 محرم 1433هـ

عامٌ من الربيع العربي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قريباً سيكتمل عام من الموسم الذي أطلق عليه مسمى «الربيع العربي»، البعض يعتبر 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 هو يوم الانطلاق لأن الشاب التونسي محمد البوعزيزي في ذلك اليوم أشعل النار في نفسه في «سيدي بوزيد» بعد أن منعته البلدية من (الترزق) وبعد إهانته... وبعدها اشتعلت المظاهرات الاحتجاجية لتصل إلى العاصمة تونس في 25 ديسمبر 2010، وهو اليوم الذي يعتبره الكثيرون بداية الانطلاق الحقيقية للربيع العربي. فتحرك الشعب التونسي في العاصمة أدى إلى رحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، ما يعني أن دكتاتورية 23 سنة انتهت بعد 28 يوماً من الاحتجاجات.

في 25 يناير 2011 تحرك الشعب المصري، وبعد 18 يوماً من الاحتجاجات المتواصلة والتمركز في ميدان التحرير اضطر الرئيس السابق محمد حسني مبارك التنحي عن السلطة في 11 فبراير/ شباط 2011 بعد حكم استبدادي دام 30 سنة... وبعد ذلك مباشرة بدأت شعوب عدة دول عربية في تحديد يوم لانطلاق احتجاجاتها، وهكذا شهدنا بدايات الأحداث المتتالية في عدة دول عربية بعد سقوط مبارك مباشرة.

الأحداث في البلدان العربية الأخرى اختلفت في مسارها ونسق أحداثها وردود الأفعال عمّا حدث في تونس ومصر، وبدأت الخريطة السياسية في العالم العربي تتحرك بعد جمود دام عقود طويلة جداً، ونحن مازلنا في وسط المخاضات التي هزت الوطن العربي، وهزت العالم كله أيضاً، حتى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ألقى كلمة عن الربيع العربي في 19 مايو/ أيار 2011، ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال في إحدى تصريحاته بأن الربيع العربي أهم من أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2011 وأهم من الأزمة المالية العالمية بالنسبة للآثار التي أحدثتها الثورات العربية والتي تمكنت لأول مرة من هز دكتاتوريات خنقت حياة الناس وبذّرت ثروات وهبها الله للجميع وإذا بها تتحول إلى مُلْك خاص يوزع بطريقة عبثية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

التونسيون الذين بدأوا هذا الربيع العربي استطاعوا اجتياز المرحلة الأولى وعبروا إلى المرحلة الثانية، وأعلنت كل الأحزاب، بما في ذلك حزب النهضة، الالتزام بالتعددية وتداولية السلطة وباحترام الحريات العامة والحريات الشخصية، وعدم إجبار الناس على أي شيء خارج إرادتهم وخارج الإطار الدولي الذي حدده الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق والاتفاقيات المنبثقة من هذا الإعلان العالمي. إن ثقتنا عالية بأن التونسيين يمكنهم أن يقدّموا «تجربة ذهبية» لكيفية التخلص من التخلف والاستبداد (سواء كان ذلك باسم الدين أو القبيلة أو الطائفة)، ويستطيع التونسيون أن يثبتوا للعالم أجمع بأن العرب قادرون على تقديم أنموذج يُدرّس في الجامعات ويُحتذى به في كل مكان وزمان... وهذا أفضل ما يمكن عمله للترحُّم على روح مفجِّر الربيع العربي محمد البوعزيزي

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3377 - الإثنين 05 ديسمبر 2011م الموافق 10 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • farahalbahrain | 1:58 م

      صوت العقل

      لو وجد من يستمع لصوت العقلاء امثالك يا استاذي الفاضل لما وصلنا لما وصلنا له الان شكرا لك

    • زائر 17 | 10:33 ص

      منظر جميل

      اليوم وبعد انقضاء مراسم عاشوراء شهدت بعض المواكب وكيف ان الجميع مارس العزاء مثل ماكان يمارسة اهلة واجدادة من قبل وبعد ذلك انفض العزاء وذهب الجميع لممارسة حياتهم الاعتيادية بهذا المنظر الحضاري المتعايش ، رغم ان البعض يريد ان ينفخ بنار الطائفية فالمطلوب من الجميع ان ينثر الورد المحمدي على مستقبل البحرين وان نسعى من المنزل بنفخ روح التعايش السلمي التي تعارفت علية البحرين فدعونا نقوي القيادة بدعمنا لها لنصل للافضل ( لا اكتب بنفس قوة رئيس التحرير ولكنها تداعيات لقراء الوسط المخلصين )

    • زائر 14 | 8:27 ص

      يا رقم 5

      نحن الشعب الوحيد في المنطقة الذي هدمت مساجده جهاراً نهاراَ بالجرافات العسكرية . ونحن الشعب الذي يتم التضييق عليه في ممارسة شعائر يقوم بها منذ أكثر من ألف سنة فلا منة لأحد علينا بذلك . حتى ايام الاحتلال البريطاني كانت هذه الشعائر مستمرة ولم يتدخلوا فس مسار المواكب الحسينية أو في شعاراتها . إذا كانت المنة بيومي إجازة عاشوراء فهي أولى من إجازة راس السنة الميلادية وحتى الهجرية وعيد العمال وعيد الجلوس.

    • زائر 13 | 5:48 ص

      الخليج العربي

      نحن الخليج العربي كل حياتنا ربيع وكل العالم يتمنى ان يعيش مثل المواطن الخليجي وهذا بفضل الله سبحانه ومن بعده حكامنا اطل الله في اعمارهم

    • زائر 12 | 4:03 ص

      رب البيت حين يوفر لابنائه كل شئ الا الحرية

      حين يوفر رب الاسرة لابنائه كل شئ الا ان يبدوا رأيا او يشاركوه في رسم سياسة الاسرة فانهم سيثورا عليه ، ايها الاخوة لا يكون العصفور اكثر عزة منكم هو يضرب عن الاكل حتى يموت مهما كان اذا سلبته حريته

    • زائر 10 | 3:08 ص

      يارقم 4

      اضن انك مبالغ في الحكومة التي تقصدها...حيث انها الوحيدة في المنطقة اعطت حرية في المعتقد اكثر من غيرها

    • زائر 9 | 2:53 ص

      غالية يا البحرين

      يظن البعض يا دكتورنا العزيز ان لقمة العيش هي كل شي و كاننا رعاع او قطيع .. الشعوب العربية انتفضت لكرامتها .. انتفضت من اجل حقوقها المسلوبة .. من يتحمل ان يعيش ضمن حكومة مستبدة طائفية تفرق بين مواطنيها و تعتمد نظام الطبقية .......من يقبل بحكومة تعطي الاولوية للاجنبي على حساب المواطن؟ من يقبل بحكومة تنتهك ابسط حقوق المواطن و ترهبه و تحاربه في عقائده؟

    • زائر 8 | 2:33 ص

      انشقت الارض فتفجر الذهب الاسود

      كنز مكنون في باطن الارض فشقت الارض فتفجر الذهب الاسود ( البترول ) لتنعم به البشرية جمعاء الا ان الانسان طغى وبذر الثروات التي وهبها الله وحولها الى املاك ....

    • زائر 7 | 2:25 ص

      الفلاح الفصيح

      بارك الله لأهل الخليج في النعمة التى وهبها الله لهم ومتعهم بالامن و الامان ،ولكن صدقني إذا قلت لك انني في غاية الرضا لأن لدي الان ما حلمت به سنين طوالا "خبز و فول و حرية".

    • زائر 3 | 12:40 ص

      لا نقارن

      لا يوجد تونسي او مصري او يمني وغيرهم من الجنسيات الا يحلم ان يعيش كما يعيش اهل الخليج العربي

اقرأ ايضاً