العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ

40 شخصية وطنية تعلن عن تأسيس «ملتقى» لرأب الصدع الطائفي

تسعى لتعزيز الروابط والوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي

يوسف البوري
يوسف البوري

أعلنت 40 شخصية وطنية عن تأسيس ملتقى أطلقت عليه اسم «الملتقى الوطني الاجتماعي»، للتحرك من أجل رأب الصدع الطائفي والتغلب على التداعيات التي خلفتها أحداث فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين.

وجاء في بيان صادر عن الملتقى أمس الأربعاء (7 ديسمبر/ كانون الأول 2011) وتلقت «الوسط» نسخة منه «نحن مجموعة من الشخصيات الوطنية التي تمثل خليط البحرين المتنوع مذهبياً وفكرياً وإيديولوجياً. تداعينا في هذا الظرف العصيب الذي تمر به مملكتنا الحبيبة، وقررنا تأسيس تجمع أطلقنا عليه مسمى «الملتقى الوطني الاجتماعي»، من أجل إنقاذ الوطن من تبعات الانقسام الطائفي الذي بدأ يلوح في الأفق بعد أحداث فبراير ومارس الماضيين، مهدداً تكوين المجتمع وترابطه التاريخي التليد».

وأضاف البيان «نسعى من خلال ملتقانا هذا الذي يعبر عن حركة مجتمعية بحتة، إلى تعزيز الروابط والوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي الذي تأثر كثيراً جراء التجاذبات السياسية التي وصلت إلى كل زاوية من زوايا الوطن، في الشارع والمدرسة والجامعة والبيت والعمل والرياضة والقطاع التجاري، حتى أصبح السكوت عن هذا الواقع جريمة بحق الوطن».

وأكد البيان أنه «جاءت مبادرتنا في ظل الحاجة الماسّة والملحّة إلى تحرك سريع جاد وفاعل من النخب من أبناء البحرين، ليضطلعوا بدور كبير يمليه عليهم الواجب الديني والإنساني والوطني، لوقف نزيف التمزق الذي أوجد شرخاً في المجتمع البحريني الذي عرف عنه التماسك عبر مكونين رئيسيين، يجمعهما المصاهرة والترابط والتكاتف والتآزر».

وأشارت الشخصيات المؤسِّسة للملتقى إلى أن خطوتها «جاءت لانتشال البلد من حالة الطائفية والاحتقان البغيض الذي هو دخيل على الساحة البحرينية ولم تألفه من قبل، على أمل أن تعود الأمور كما كانت من قبل، فالشرخ عميق ولابد من جهود كبيرة تلملم الجراح وتعيد البسمة إلى شفاه المواطنين الذين يأملون في عودة روح الأخوة البحرينية إلى سابق عهدها».

وتابعوا «من هذا المنطلق، سنعمل جاهدين لمنع الاحتقان بصوره المختلفة من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة، والتواصل مع جميع مكونات المجتمع والانفتاح عليهم وعدم إقصاء أي طرف أو جانب، وسيشمل نشاطنا كل محافظات مملكة البحرين، وسنقوم بزيارات منتظمة إلى مختلف قرى والمدن والالتقاء بأهاليها، لتقريب وجهات النظر والتغلب على الآثار السلبية التي خلفتها الأحداث».

وأوضحت الشخصيات أنها حددت مجموعة من مكونات المجتمع البحريني المؤثرة في حركة الشارع، والقادرة على ضبط إيقاع تلك الحركة، وسيجري الكشف عن تلك الجهات، والموضوعات التي ستوضع على طاولات الحوار بعد استكمال الملتقى لبعض عناصر التشكيل التي لايزال بحاجة لها، ومن أهمها زيادة عدد المنتسبين إليه، لضمان تغطية أكبر فئات ممكنة من مكونات المجتمع أولاً، وللوصول إلى الكتلة المجتمعية الحرجة التي توفر لهذا الملتقى الحديث الولادة التي تمكنه من مخاطبة القوى التي هو بصدد التوجه إليها.

وقالوا: «إننا على قناعة تامة بأن البحرينيين يجمعهم دين واحد وهوية ثابتة ومصير مشترك، ونقاط التلاقي بينهم أكثر من الاختلاف، غير أن البعض وللأسف استغل الأحداث من أجل إيغار النفوس وشحنها طائفياً وتحريض أبناء الوطن الواحد ضد بعضهم البعض، الأمر الذي قد ينتهي بصدامات الخاسر منها الجميع بلا استثناء، وبالتالي فإن وحدة الكلمة والتآزر والتكاتف هي السمة المطلوبة في المرحلة المقبلة لنكءِ الجراح وتجاوز السلبيات ليعم الخير والأمان على كل أفراد المجتمع. سائلين المولى العلي القدير أن يحفظ البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه، وأن يوفقنا ويسدد خطواتنا لما فيه خير وصلاح وطننا العزيز».

محاربة الطائفية هدف مركزي

من جانبه، أكد المنسق العام للملتقى الوطني الاجتماعي يوسف حسين البوري أن «هذا الطيف الواسع المتعدد الألوان من مكونات المجتمع البحريني، يجمعه هدف مركزي واحد، هو محاربة الطائفية وأمراضها ووأدها، إذ قادت حوارات هذه النخبة إلى الاتفاق على تكوين الملتقى الذي سيكون بمثابة المنصة التي تحتضن تلك اللقاءات، وتبلور الفهم المشترك الذي يجمعها، وتنسق فيما بين المنتمين لها في مواقفهم التي يتفقون عليها إزاء الأحداث التي تعيشها البحرين، وفي القلب منها الانشطار الطائفي الذي يهدد وحدة المجتمع، وينذر بنسف مقومات استقراره، وبالتالي تطوره».

وألمح البوري إلى أن «تلك الحاضنة تعمل على صقل أفكار تلك الحركة وبلورة همومها، من خلال تحويلها إلى برامج وطنية مجتمعية شاملة وملموسة، تخاطب بها قوى المجتمع المختلفة، دون أن يعني ذلك تحولها أو تبعيتها لأية جهة رسمية أو مؤسسة حزبية سياسية، بقدر ما هو ملتقى لأطياف المجتمع التي أشرت إليها».

وشدد على أن «الملتقى يستمد رؤاه التي تحكم مسيرته وبرامجه المنظمة لحركته في طريقها لمحاربة الطائفية والأمراض التي تولدها، من تاريخ شعب البحرين العريق»، مبيناً أن الملتقى سينظم زيارات إلى العوائل ذات الثقل الاجتماعي الكبير في مختلف المناطق، وسيشكل مجموعات من أعضاء الملتقى للقيام بهذه المهمة.

وأضاف المنسق العام «في هذا الإطار، سنقوم بزيارات إلى رؤساء الصحف المحلية، والجلوس مع جمعية الصحافيين لترشيد الخطاب الإعلامي، وجميع مؤسسات المجتمع المدني، وسنضع جدولاً لزيارة الرموز العلمائية من الطائفتين، وسنلتقي مع رؤساء إدارتي الأوقاف الجعفرية والسنية لحث الخطباء على توحيد الكلمة ورصّ الصف الوطني».

كما تحدث إلى فكرة تدشين حساب إلكتروني للملتقى الوطني الاجتماعي في «التويتر»، لبث رسائل إيجابية تساهم في توحيد المجتمع ورأب الصدع الطائفي، وابتكار الوسائل المناسبة للتخفيف من حدة التوتر الحاصل، وتنفيذ برامج وأساليب وفعاليات مختلفة، تسهم في تخفيف حدة الاحتقان الطائفي، فضلاً عن استغلال المساهمات الفنية، لتعزيز الترابط وتوحيد الصف ولمّ شمل الناس.

يشار إلى أن الملتقى يضم 40 شخصية وطنية، من بينها: تقي الزيرة، جواد الحواج، سيدحسين العلوي، حمزة محمد، راشد سبت، صادق الجمري، عادل فخرو، عبدالعزيز أبل، عبدالله الحواج، عبيدلي العبيدلي، علي الطويل، عون الخنيزي، غسان الشهابي، فائق منديل، مازن الشهابي، مجيد السيدعلي، مبارك الدوسري، محمد المحفوظ، نورة المرزوقي، يعقوب اللحدان، يوسف البوري، يوسف الصالح، يوسف زينل، عيسى الحمر، جاسم عبدالعال، بسام الذوادي وعلي السلمان

العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 4:12 م

      أصل المشكلة هي السياسة

      إن إقامة العدل ومحاسبة المتورطين في دماء الأبرياء وإهانة الكثير من المظلومين سيكون أول الحل لأزمة البلد السياسية ومن ثم إصلاح البلد إبتداء من حكومة منتخبة- دوائر عادلة - برلمان كامل الصلاحية- ..........-أمن للجميع- قانون يجرم التمييز والعنصرية- وكل ذلك يؤسس لمملكة دستورية حقيقية حضارية متقدمة.
      الجزيري

    • زائر 31 | 3:14 م

      لاخلاف بين أبناء الوطن

      لاخلاف بين أبناء الوطن حتى للصلح وانما الخلاف بين الشعب والنظام ولا يجوز تحوير القضية

    • زائر 29 | 8:26 ص

      خلو عنكم الهرج والمرج

      احنا ما عندنا مشاكل طائفيه و خلو عنكم هالخرابيط احنا مشكلتنا سياسيه اذا تبون تسوون شي روحو عالاقل دافعوا عن المفصولين

    • زائر 28 | 7:05 ص

      لا يوجد شرخ وهرج طائفي

      لا توجد فتن طائفية ولا شرخ طائفي، هناك ظلم على الجميع، ومن يريد أن يظهر من جديد فليبدأ بقاعدة تستند علية لا عليها يستند

    • زائر 27 | 6:17 ص

      شيعي خالص

      هناك شروط اخي البوري من شباب الربيع العربي في البحرين,وهو عدم انظمام من هو شجع الطائفية وهم كثر وبالأخص بمحافظة المحرق باستثناءات كثيرة ومشجعة بوقوفها مع ما جرى بالمعزين,ولا يمكن ويرضى بهم مجتمعنا لانهم سيكملون استفزازهم لهذا الملتقى الوطني ألاجتماعي لان قرارهم ليس بايديهم.

    • زائر 26 | 4:58 ص

      تقصون على روحكم مثلا

      تقصون على نفسكم لو على الناس
      ما في صدع طائفي ولا شي والدليل الي صار بالمحرق

    • زائر 19 | 2:29 ص

      نشكركم و نقول هدفكم سامي و لكن..

      لكي تكون بدايتكم جيدة و مبنية على أسس قوية و لتحقيق الإستمرارية للوصول إلى هدفكم الذي لا نشك أنه يصب في مصلحة كل مواطن بحريني.. يجب عليكم أولا الرجوع إلى شهر فبراير و صولا إلى نوفمبر من هذا العام و تتبع الخطب أو الخطابات و التصريحات و المقالات و البرامج التلفزيونية التي ساهمت بشكل كبير في صناعة مشكلة طائفية لم تكن موجودة أصلا.. لكي يعرف المجتمع و العالم حقيقة المشكلة الطائفية المصطنعة لأهداف الكل يعرفها. و شكرا

    • زائر 18 | 2:29 ص

      عجباً .. إرجاع اللحمة الوطنية وخيرة الناس في المعتقلات..

      ـ الطائفية:موجودة في الدعاية والإعلام المميز الذي لا مثيل له في مملكتنا الغالية..
      ـ اللحمة الوطنية : موجودة في المعتقلات فالسياسيون الابرياء مازالوا يقبعون في السجون!!
      ـ لتهدئة الانفس: إطلاق جميع المعتقلين السياسيين أولاً .. وجميع الكوادر الطبية ثانياً وإرجاع المفصولين إلى أعمالهم ثالثاً وتعويض أهالي أبناء المقتولين من المواطنين ومحاكمة المتسببين في قتلهم..

    • زائر 14 | 1:35 ص

      بارك الله سعيكم

      وجعله في ميزان حسناتكم

    • زائر 12 | 1:02 ص

      الله يوفقكم لما فيه مصلحة البحرين

      ان تأتي متاخرا خير من الا تأتي, تركنا الساحة للمتطرفين, الان دور العقلاء لبناء بحرين جديدة, الله معكم

    • زائر 9 | 12:10 ص

      سماء - البحرين (الاصلاح المجهول)

      فكرة رائعة ولكن السؤال هل من الممكن ان ترى النور؟ فى وجهة نظرى الخاصة كل هذة الجمعيات الانسانية والمحاولات الاحادية لن تستطيع العمل وذلك لعدم وجود النية الصادقة من الحكومة لاصلاح الشرخ العميق, دائما ما اتذكر تصريح الدكتور الوطنى الحر منصور الجمرى على البى بى سي العربية "لا يمكن علاج الجرح العميق بأسعافات أولية" هذة الكلمات الصادقة من الدكتور تدلنا على الحل الجذرى ان يتواجد وليس السطحى.

    • زائر 8 | 11:56 م

      الشعب متماسك

      و المندسين ترى هم من .......

    • زائر 7 | 11:51 م

      شكرا لكم

      في الحقيقة لا يوجد صدع طائفي .
      انما يوجد أصطفاف من قبل الدولة مع مجموعة لتغيير اللعبة السياسية والالتفاف على المطالب السياسية .
      والطائفية ليست بجديدة على الخليج .

    • زائر 6 | 11:50 م

      غالية يا البحرين

      يا ريت تبتدون والله مع بعض الوزراء و الكبارية الذين يعملون بشكل طائفي بغيض على اساسها الصغار بعقلون!!

    • زائر 5 | 11:21 م

      أملنا فيكم كبير

      الله يخليك يا بوحسين ويوفقك مع اخوانك في هذا المنتدى لكل خير وخطوة مباركه وموفقه ان شاء الله

    • زائر 3 | 10:25 م

      نرحب بكل تحرك

      لكن لا يكون على حساب الحركة ومحاولة الصعود على دماء الشهداء والمصابين والمعتقلين والمفصولين والمهجرين والموقوفين والعاطلين والمضطهدين وأنين المعذبين لأن هذا الشعب بات أكثر وعيا فأصبح وأمسى يرفض المنافقين والمتسلقين والحاقدين والغادرين والمتمصلحين والناكثين والسارقين والظالمين وغيرهم من الذين يقولون ما لا يفعلون

    • زائر 1 | 10:12 م

      يعطيكم العافية

      للأسف مدام البعض قراره مو في يده اعتقد من الصعوبة تنجحون في مسعاكم والاخ البوري يعرف القصد زين والله معاكم

اقرأ ايضاً