العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ

دول الاستبداد... يدٌ واحدة

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

المتأمل لمواقف الصين وروسيا من الثورات العربية يلمس بوضوح أن هاتين الدولتين تقفان باستمرار مع الحكام المستبدين. ومعروفٌ موقفهما المعارض لثورتي ليبيا وسورية، مع أن العالم كله كان يعرف حجم الجرائم التي ارتكبها القذافي وكذلك الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد حاليّاً بحق الشعب السوري.

ولست أجد إلا تفسيراً واحداً لموقف الصين وروسيا إلى جانب الحكام المستبدين، وهو أن حكام هاتين الدولتين توارثوا الفكر الاستبدادي ومازالوا يمارسونه مثل ما يفعل من يقفون إلى جانبهم ويدافعون عن مواقفهم في المحافل الدولية.

فالصين قتلت آلاف المسلمين التركمان الذين تظاهروا للمطالبة بحقوقهم المشروعة وكانت قبل ذلك قد قتلت أكثر من مليون من المسلمين عندما احتلت تركمانستان وهجرت الصينيين إلى أرض التركمان. وكذلك فعلت روسيا مع المسلمين الشيشان. وقبل ذلك استبد الشيوعيون بالمسلمين بعد نجاح ثورتهم الماركسية فقتلوا ملايين المسلمين وهجّروا مثلهم إلى سيبيريا، وكان القتل جزاءً لكل من يعارض سياستهم.

وقد استغل النظام السوري مواقف روسيا والصين ليستمر في قتل آلاف السوريين، بينما هو يدّعي أنه يقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية. بينما أصرت روسيا والصين على عدم إدانة تلك الجرائم ولعشرة أشهر، وعندما شعر الروس أن مواقفهم أصبحت مستهجنة سارعوا إلى تقديم مبادرة سوّت بين الجاني والضحية ودعت إلى حوار يعرفون هم أنه سيفشل، لأن النظام السوري لا يعترف بالمعارضة الحقيقية. كما أنه رفض المبادرة العربية وكان يماطل كثيراً ليحصل على فرص تمكنه من قتل المزيد من أبناء الشعب السوري.

روسيا والصين تخطئان في قراءة حقيقة الموقف السوري بالقدر نفسه الذي حصل لهما مع الموقف الليبي، لأنهما يراهنان على نظم استبدادية منذ وجودها وحتى الآن، ولا يمكن لمثل هذه النظم أن تعطي شعوبها الحرية والكرامة التي تنشدها، لأنها لو فعلت ذلك لما بقيت ساعة واحدة.

ليس من مصلحة روسيا والصين أن تخسرا الشعوب العربية، فهذه الشعوب لن تنسى من وقف ضدها وساعد على قتلها. ولن يكون بإمكانها مستقبلاً أن تتعاون مع الدول التي خذلتها. ولو عرفت تلك الدولتان مصالحهما الحقيقية لوقفتا مع الشعوب التي تطالب بحريتها وابتعدت عن الاستبداد والمستبدين

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:25 م

      رد على زائر 3

      كلامك مشبوه من عنوانه تمنيت لولم تساوي النظام سوريا بباقي الدول وان صدقت في بعض ما قلت ان الانظمه العربيه ليست بنزيهه الا انها لم تذهب الى ما ذهبت اليه سوريا من القتل الممنهج بمتوسط القتل اليومي 30مواطن 0 من يريد الاصلاح السياسي ويحاول ان يقول انا هنا سيلقى نفس المصير والقادم امر 0

    • زائر 7 | 12:58 م

      كلام منطقى

      كلامك عين الصواب وحبذا لو اتيت على ذكر الشريك الاستراتيجي للنظام السوري وهي ايران التى مارست كل انواع الاستبداد للسلطه واقصاء كل من يعارضها بل ووضعهم تحت الاقامه الجبريه حتى لاتسمع اصواتهم

    • زائر 6 | 8:04 ص

      صحيح

      شكرا للكاتب على هذا الموضوع المهم

    • زائر 5 | 8:02 ص

      وبعدين

      امريكا مستبة ومثلها الدول الاخرى ولكن وعي الشعوب هو الحل

    • زائر 4 | 5:13 ص

      الروس زي لامريكان يا استاذ

      الامريكان اعترفوا قبل كم سنة بانهم دعموا انظمة عربية مستبدة كثيرة في المنطقة، وانت سيد العارفين بحلفاء امريكا المخلصين. فالروس والامريكيين في دعم الدكتاتورية سواء.

    • زائر 3 | 3:28 ص

      صحيح كلامك في عنوانه

      فالدول المستبدة متكاتفة فيما بينها وحتى في بقية الدول الاخرى التعاون والتنسيق مستمر ولكنه يتخذ وجوها هلامي يترأى للمحلل انه قائم على وضع صحيح ونزيه ولكنه مستبدة ايضا ويتخذ أساليب أشد مكرا وخداعاً ودهاء وهأنت ترى في سقوط دول مثل تونس فمصر واليمن أنظر من كان يسقى حرثها هو اليوم يحاول ان يلملم للامريكان ببعض الجميل في التستر على المستبد وحمايته ولو قد لهم لأرجعوا زين العابدين وفرعون مصر لعرينه . فهم كلهم مستبدين ، يعني جت بس على سوريا .

اقرأ ايضاً