العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ

«ما بعد الربيع العربي» يشبه «ما بعد أحداث 11 سبتمبر»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نكمل اليوم العام 2011، وهو العام الذي أطلق عليه المحللون السياسيون مسمى «الربيع العربي» لتعريف موجة الثورات والاحتجاجات التي حدثت في العالم العربي، والتي بدأت في تونس وامتدت إلى مصر وليبيا واليمن والبحرين وسورية، كما شملت أحداثاً في الجزائر، العراق، الأردن، الكويت، المغرب وعُمان. وتميزت هذه الموجة - بصورة عامة - بأساليب سلمية واستخدام مكثف لشبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر)، وردد المحتجون شعارات متشابهة، تطالب بديمقراطية وحكومات مدنية واحترام للتعددية وحقوق الإنسان، ودخل الإسلاميون في هذه الساحة الفكرية واندمجوا في مضامينها القيمية، كما دخلوا الميادين مع جيل من الشباب الصاعد الذي استلهم بشكل غير مسبوق ما يجري في زمانه وقرر أن يلعب دوراً إيجابياً يشهد له العالم بالريادية في الفكر والسياسة والممارسة المباشرة.

نكمل عام الربيع العربي مع تساؤلات عمّا إذا مازلنا نعيش هذا الربيع، وإذا ما كنا قد استفدنا كشعوب وحكومات من هذه الموجة التي لم تشهدها منطقتنا منذ نحو مئة عام... وأعتقد أننا ننتقل حالياً إلى مرحلة «ما بعد الربيع العربي»، وتماماً كما مر العالم بمرحلة «أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001»، فإنه انتقل بسرعة إلى «ما بعد أحداث 11 سبتمبر».

أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيّرت وجه السياسة في العالم، ولكن كانت هناك مجموعات لها أجندات خاصة، من بينها «المحافظون الجدد» في الولايات المتحدة الأميركية، وهؤلاء وجدوا في أحداث 11 سبتمبر فرصة سانحة لتنفيذ أجندتهم الخاصة بهم (والتي كانت جاهزة قبل احداث 11 سبتمبر)، واستفادوا من الزخم والغطاء الذي وفرته تلك الأحداث لتمرير ما أرادوا تمريره. لكنهم سرعان ما فقدوا المبررات بعد فترة، وكبدت أجندتهم أميركا والعالم الكثير من الخسائر، وأضاعت الجهود في تشعبات تمصلحوا منها مؤقتاً، لكن سرعان ما وجدت أميركا أن عليها إصلاح الضرر الذي لحق بها بسبب سياسات المحافظين الجدد التي أنتجت سمعة سيئة على المستوى الحقوقي مثل سجن غوانتنامو وسجن أبو غريب والسجون الطائرة، وسمعة غير حسنة على المستوى السياسي فيما يتعلق بالحروب الكبيرة والصغيرة. لكن بعد كل الذي حدث، فإن تلك الأجندات لم تفلح في تجيير الأحداث الإرهابية في نهاية الأمر بالشكل الذي أرادت تلك المجموعات، وتحركت الأمور إلى ما شهدناه في الفترة الأخيرة.

«الربيع العربي» أيضاً وفّر فرصة لأصحاب بعض الأجندات الخاصة والمنطلقة على أساس الكراهية أو الاستبداد، أو عدم الاعتراف بمنطق الحقوق الإنسانية والديمقراطية، لتنفيذ جانب مما كانوا يفكرون فيه منذ فترة غير قصيرة، ورأينا كيف تم استغلال موجة الربيع العربي بشكل متناقض من أجل ذلك.

لكننا حالياً في طور الانتقال إلى «ما بعد الربيع العربي»، والتشابه مع «ما بعد 11 سبتمبر» ربما لا يكون بعيداً، فالشباب العربي قدّم نماذج منيرة لانتفاضات ديمقراطية على الجانب الصحيح من التاريخ، وهذا الشباب - في كل أنحاء بلداننا العربية - لم ينطلق على أساس العنف أو الكراهية والأحقاد، أو العمالة للأجنبي، وإنما انطلق على أساس الكرامة الإنسانية والتوق نحو الانعتاق من الاستبداد، وهذه هي القيم الأسمى التي ستقف حجر عثرة أمام من يحاول اختطاف الربيع العربي، أو يقف ضده

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 5:55 ص

      بعد اي حدث يمكن ان تنام او تسعى للتغيير

      التغيير والتحسين الكل يسعى لتحقيقه فالبعض يرى و البعض الآخر لا يرى يعني الثقافه و التنشئه مهمه تنور الانسان على الرؤية والارتقاء بالحياة الكريمه و الحياة العصرية بعيدا عن العبودية و الماديات.
      معظم الشعب البحريني متعطش للتغيير الايجابي ولكن الفئه المتمصلحة ستبقى تعاكس وتلف وتدور وترفض التغيير خوفا على انهيارها
      و لكن كلمة الحق و الشعب سينتصر

    • زائر 14 | 3:15 ص

      ماهو الحل

      ان بعض التحركات في الربيع العربي وجدت اليها من يحترمها سوي من العالم الخارجي او من بعض العسكر الداخلي ورموز ذهبت وديمقراطيه رسخت وحكام قتلوا وقُتلوا الا ربيعنا ربيع التعنت من الطرف الاخر ولجان داخلها لجان والتفاف على مطالب مشروعه ولكن الى متى سوف لن نسمع دوي الطلقات وتكسير الممتلكات وتصبح الارض واقعية الحلول وكرامة الموجود

    • زائر 12 | 2:33 ص

      لا حياة لمن تنادي

      ماذا تفعل إن كنت تواجه مجموعه تقبل العيش ضمن نطاق الصيف العربي حتى لو كان قاسياً بحرارته دون أن يبدوا رغبة في ولو إيجاد حل لهذه المُناخ!! هذا ما يحصل في البحرين من فئة لا ترين لربيع البحرين أن يكون وشكراً دكتور...

    • زائر 9 | 1:24 ص

      عرقلوا الثورة

      اتفق مع الزائر رقم 4 - المشكلة مع بليدي الحس . بل فاقدي الحس الذين ينكرون كل شيء يهز قناعاتهم البالية ..

    • زائر 8 | 1:15 ص

      التغيير سنة الله في خلقه فاعتبروا

      أخي منصور التغيير سنة كونية تنتطر السبب والظرف المناسب لتتحقف في الزمان والمكان الذي يختاره يبحانه. وآن الاوان أن تعلم وتفهم الأنظمة الظالمة والفاسدة أن الشعوب قد تحركت لإيحاد هذا التغيير مهما بلغت التضحيات فهي كالتوسونامي البشري الجارف فكونوا عقلاء واصلحوا قبل أن ترحلوا وإلى الابد.

    • زائر 7 | 12:03 ص

      نعم ثقافة اللاعنف في الربيع العربي وحراك الشعوب

      الشعوب العربية تقدمت على حكوماتها بكثير فأصبحت تعرف حقوقها جيدا وتعرف افضل الطرق للمارسة هذه الحقوق كما اصبحت تعرف استغلال التقدم العلمي في وسائل الاتصال أفضل استغلال فيما بقيت الحكومات قابعة في مكانها تمارس نفس الدور القمعي وبالطرق القديمة لذلك لم تستطع ولا حكومة من هذه الحكومات البقاء لأنها لم تستطع مواكبة التطورات الحاصلة وراحت تعالجها بالاساليب البالية التي سببت
      لها اشكالات وجعلت الوضع اكثر سوءا من السابق
      بسبب المعالجة الفاشلة

    • زائر 6 | 11:58 م

      لا تنسى يادكتور تبقى هناك كلمه تتردد ولكن......؟

      المشكله الأساسية ليست فى بيتى او بيتك يأدكتور كلأ المشكله فى بيت جارك المعفن مازال وسيبقى عايش مابعد العصر الحجرى مع تقدم التكلنولوجيا وسباق الفضاء لأيريد التحرر فى اطرة المنغلق عايش فى وهم اسمه الأسلأم او ما يسمى الأسلأم المظلم بما ان اللة سخر العلم وارسل الأنبياء وحملوا الكتاب المقدس من اجل خدمه البشريه كل البشريه لا فرق بين مدهب ومدهب او طائفة و طائفة اخرى ان اكرمكم عند اللة اتقاكم التقوى وليس المال والقصور

    • زائر 5 | 11:39 م

      المضاد للربيع العربي يادكتور-محسن

      رغم التضحيات الجسام في هذا الزمن الربيع العربي الا ان تداخلات اعاقة بعض الربيع بوروده وهواء فتأخر المطر هنا وهناك ولاكن الله يمهل ولا يهمل .

    • زائر 3 | 11:28 م

      ربيعنا أجمل

      كم سيكون الحصاد جميلاً عندما تكون الأرض قاحلة وقاسية. قد قرر ونفذ شعب البحرين حرث هذه الأرض وهو ماض في سعيه بثبات وصمود رغم العواصف الرملية والجفاف. أكثر من خمسون بذرة قد زرعت في أرض محروثة بشقاء وبعد سويعات سيقدم عام 2012 لنفتح صنابير دمائنا حتى تتبت بذور العزة والكرامة التي وضعناها في العام 2011 وفي الأعوام الماضية.

      كذلك، ربيعنا أجمل لأننا هيئنا أنفسنا على الصبر في انتظار قدومه الذي ربما سيطول ومن طول الغيبات جاب الغنايم.

    • زائر 1 | 9:59 م

      امنعوا الاسباب ان كنتم حكماء ....

      منع الانسان من المطالبة بكرامته وحقه لا تجدي فهو يقدمها على لقمة عيشه وروحه ودمه

      الحكيم من منع الاسباب لا من منع المطالبة بالكرامة والحقوق

      فاذا كنتم حكماء ومؤهلين لما أنتم فيه فامنعوا الاسباب ولا تمنعوا المطالبة بالكرامة والحقوق وهذا أمر مستحيل وغاية في الاستحالة

      ليس كل الرياح يمكن ان تغرق السفينة ولكن منها ما يغرق فعلا فاحذروها ربما تكون قادمة

اقرأ ايضاً