العدد 3412 - الإثنين 09 يناير 2012م الموافق 15 صفر 1433هـ

نصيحة من القلب

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قبل أن نكرّر مسيرة الآلام، وتتكرر قصص المعاناة، فإنّنا ندعو الجميع إلى ضبط النفس، والى رؤية حصيلة الدمار من قبل جميع الأطراف، وحتى نستطيع إيجاد الحل لابد لنا من الرجوع إلى الوراء كثيراً!

إن ما مر على البحرين من أحداث العام الماضي خلّف ضرراً كبيراً في الجسم البحريني، وليس هناك كائن في البحرين، لم يتأثّر بالأحداث، فحتى الصغار أصبحوا يتابعون السياسة، وعلى وعي تام بما يحدث، فإما مع واما ضد.

هل هذا فعلاً ما نريده للبحرين؟ أوليس الأجدى لنا من الآن إيقاف العنف والعنف المضاد والفعل ورد الفعل؟ فالبحرين تخسر كل يوم، ولم تجد إلى الآن من يحاول لملمة الجراح، حتى المخارج سدّت، وتكاد تُغلق للأبد. وجلّ ما نراه تصعيد وانتهاكات ورؤية غير واضحة عن مستقبل البحرين، وما نشاهده في تلفازنا مغايرٌ تماماً لما نشاهده في الفضائيات الأخرى.

انّ التناقضات كثيرة، وكل طرف ينظر إليها من زاويته ومن جانب حقوقه، وبهذا لن نصل إلى حلٍّ للأزمة التي نعيشها.

البحرين وأهلها يغرقون هذه الأيام في دوامة الشد والجذب، والتصريحات والحوارات، وغيرها من الأمور التي يحاول البعض عن طريقها إيجاد مخرج للأزمة، مع أنّ الحل لا يوجد بدون الرجوع إلى طاولة التفاوض والحوار الحقيقي من أجلنا جميعاً.

نذهب إلى أعمالنا كل يوم، ولا يفوّت أحدٌ التحدّث عن أحداث البحرين، والجميع يتخوف من زيادة تعقد الأوضاع، وهناك شائعات عن تدخّلات خارجية، وألف توقّع يُضاف في اليوم الواحد!

والمحلّلون السياسيون، يظهرون لنا في كل يوم بلون، ويكتبون أو يناقشون مسألة البحرين، ولكن لا يشعر بالألم إلاّ أهل البحرين، ومن يستطيع وصف حال البحرين أكثر منّا جميعاً، فلقد تعب عامّة الشعب من التخبّطات وعدم الاستقرار، وآن للجميع التصرّف بحكمة قبل أن تتكرر المآسي والمعاناة، لأنّنا لا ندري ماذا سيحدث اليوم أو غداً!

إننا نخشى ألماً أكبر من الألم الذي قاسيناه في السنة الماضية، ولن ننعم بالعيش الهادئ لفترة أطول من الفترة التي تلت، ولا نعلم ما هي الأجندات المخفية، ولكننا نعلم بأن بحريننا تستحق التصرّف السريع، قبل أن تتكرر صور المأساة. ويسترجع الناس ما حدث.

نريد للبحرين الخير، ولأهلها جميعاً النمو والازدهار، ولا نريدها ذابلةً حزينةً كما نراها الآن. فهي تستحق كل خير، والشعب كلّه يستحق، وما لنا إلاّ الدعاء إن كانت الكلمات لا تصل إلى من يهمه الأمر. فليحفظ الله البحرين وأهلها جميعاً... اللهم آمين

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3412 - الإثنين 09 يناير 2012م الموافق 15 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 6:18 م

      أنا فداء البحرين

      الوضع الاجتماعي والاقتصادي من سئ الي أسوا ويكذب الذي يقول بان هذان المجالين لم يتأثروا بالأزمة الراهنة وأعلامنا الغير نزيهة يقول بان الوضع الاقتصادي ممتاز ولكن الكل حتي الاطفال هذا السوء. اذا تضحكوا علي من يا اعلام.

    • زائر 30 | 12:35 م

      نريد الخير للبحرين و أهلها، و لكن غيرنا لا يريد !!

      الأستاذة الفاضلة مريم: لأنك تحبين البحرين و أهلها، فإن توجهاتك دائماً تصب في هذا الإتجاه الخيّر. هناك من لا يريد الخير و لا الأمن والأمان للبحرين الجريحة و أهلها الطيبين. يكفيكِ أن تتابعي أقوال و أفعال أئمة التأزيم و خطباء الشر لتكتشفي مدى الغلّ والحقد الذي يكنّه هؤلاء و أتباعهم لإخوةٍ لهم في الدين والوطن. هل هذه أخلاق ديننا الحنيف الذي يدعو إلى المحبة والتراحم والتسامح؟ أهكذا كان السلف الصالح(رض) الذي يدّعي هؤلاء السير على نهجهم؟ قلبي يعتصر ألماً و حسرة على سلوك هؤلاء هداهم الله و أصلحهم

    • زائر 21 | 2:58 ص

      أنت شجاعة ولكن .. (2 )

      فإن كان القصد أن الذين خرجوا للشارع قد ارتكبوا العنف بمطالبهم -ولاأظنك تقصدين ذلك-فهذا التعريف فيه ظلم أقسى من ظلم السلطة نفسها ، وأما إن كانت السلطة هي من ترتكب العنف فالأجدر بك قول الحقيقة بدون مواربة ، ا...........

    • زائر 19 | 2:39 ص

      الازمة سياسية

      الاستاذة الفاضلة مريم
      المعادلة في البحرين اصبحت واضحة
      الفئةالجريحة التي قدمت الكثير من التضحيات لن تتراجع قيد انملة عن المطالبة بحقوقها
      يجب ان يعيش جميع ابناء الوطن بكرامة واحدة لا بكرامتين وبحقوق متساوية وبدرجة واحدة من الامان و بفرض متكافئة في التوظيف والترقيات والتعينات و ب وب وب......
      اذن التفكير في التراجع عن المطالبة في الاصلاحات السياسية الحقيقية اليس انتحار ؟؟
      اختي العزيزة اعتقد انك تعلمين جيدا ما هو حجم التمييز والتهميش بين ابناء الوطن
      فما هو الحل في رايك ؟؟

    • زائر 17 | 2:25 ص

      اللهم احفظ البحرين واهلها

      ايتها الشروقية يقال ان نصف العلاج هو التشخيص, بالرغم من عدم اقتناعنا التام بما جاء (شخص) به الوضع تقرير بسيوني وتوصياتة, الا اننا نعتقد أنه لو تم البدء بالعمل على تنفيد تلك التوصيات وبصورة جدية وشجاعة من الافراج الكامل عن جميع المعتقلين وعودة جميع المفصولين الى اعمالهم مع تعويضهم المادي والمعنوي, والعمل بوثيقة الجمعيات السياسية (وثيقة المنامة) وبصورة جدية وشجاعة وليس بطريقة تلك اللجان التسوفية ربما ننقد بلدنا مما حل به بسبب الغربان والخفافيش والعقول البالية. كل الشكر لكي ايتها الشروقية

    • زائر 12 | 1:14 ص

      بنت الياس

      الحل ان توقف الاعمال ........وخاصة محاولة غلق الشوراع بحجة المظاهرات مسموحة في الدستور!!

    • زائر 11 | 1:07 ص

      مصائب قوم عند قوم فوائد

      يا أستاذة مريم ، الحل متاح وسهل لو أراد صناع القرار الأخذ به ، وفي طرفة عين تحل جميع مشاكل البحرين لو ارادو ذلك ، ولكن على ما يبدو وهو التحليل الأكثر صوابا هو أن هناك من هو مرتاح لهذا الوضع المتأزم ، ويعيش على ذلك ويتمنى أن يستمر على ما هو عليه ، لأن إنفراج الأزمة وإيجاد الحل الشامل لها ليس من صالحه وتتضرر مصالحه فمن أجل بقاءه لابد من بقاء الأزمة مستمرة إلى ما لا نهاية، كما يقال مصائب قولم عند قوم فوائد ، الفرج لن يأت إلا من السماء ، أما من في الأرض فليس في يدهم حل وسنبقى كذلك للأبد. تحياتي

    • زائر 10 | 1:06 ص

      اتمنى

      اتفق معك في كثير مما طرحتي ولكن لا تضعي الظالم والمظلوم في نفس الخانه ويجب على المظلوم ان يصرخ بصورة لا تزعج الظالم اختي هذه حقوقنا يجب ان تتحققوان كنا منزعجين من الوضع اذا لم يتصحح الوضع الان فسيكون ايام البحرين دائما هكذا لان الظلوم لن يسكت عن حقه .......

    • زائر 9 | 1:02 ص

      يا ليت قومي يسمعون

      كل الشكر والتقدير للكاتبة المبدعة أنت حقاً دانة المملكة برمتها وليس دانة الحد فحسب، يارب اجمع كلمة أهل البحرين لما فيه خيرهم وصلاحهم وأبعد عنهم المتطرفين والانتهازيين اللهم آمين رب العالمين.

    • زائر 8 | 12:47 ص

      سهم

      شتان فيما تكتبة هذة الفاضلة في هذة الصحيفة وما يكتبه كتاب صحيفة (؟؟؟؟) واللبيب بالاشارة يفهم !!!!

    • زائر 7 | 12:10 ص

      يادانه الحد صباح الحس الوطني الشجاع

      يبنيتي برغم البهرجه الاعلاميه والهاله المشبوهه التي تحيط بلاقتصاد الوطني فان اقتصادنا يعيش حاله الموت السريري ولم تفلح معه محاولات الانعاش لسنه مرت عسيره على كل مفاصل النهضه الوطنيه حيث ان الاقتصاد هو العمود الفقري وشلله يعني شلل كافه الاصول التي تستند عليه فترميم الوضع السياسي واعاده تاهيل البلد وكسر حاجز الركود هو السبيل الوحيد لنقاذ ما يمكن انقاذه واما المغالطات التي تروجها شركات الدعايه والاعلان عن وضعنا التجاري والاقتصادي يكذبها خباز فريجنا بتذمره يوميا مافيه بزنس

    • زائر 4 | 11:53 م

      التجاهل والرهان على الوقت لا يحل المشكلة..

      فمن يتجاهل الأزمة ويراهن على الوقت فهو نريد للبحرين الخير، ولا لأهلها جميعاً النمو والازدهار، بل نريدها ذابلةً حزينةً كما نراها الآن..

    • زائر 3 | 11:49 م

      محايدين

      المبارة الرياضية اذا كانت حساسة ومهمة يأتى لها بحكام محايدين من الخارج، الاولى ان ياتى بمختصين من الخارج لتنفيذ توصيات بسيوني ووضع الحل الدائم لاخراج البحرين من الازمة.
      وشكراً للاخت الكاتبة المحترمةالشروقي

    • زائر 2 | 11:44 م

      صدق من قال .....

      ما حَكَّ جلدك غير ظفرك

      فتوّل أنت جميع أمرك

      الحمل ثقيل يا أيتها الأستاذة الفاضلة

      اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار يا عزيز يا غفار

    • زائر 1 | 11:25 م

      الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة

      سيدتي الفاضلة نشكرك على هذه النصيحة الصادقة والمخلصة والنابعة من قلب محب لكل البحرينيين سنه وشيعه ،، نعم ليس هناك حل حقيقي غير الحل السياسي الصادق والفعلي وفق الحقوق والواجبات المتبادلة وفق الشرع والمواثيق الدولية الإنسانية

اقرأ ايضاً