العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ

فيروس نقص المناعة وخطر الإصابة بالأمراض غير المعدية

على الرغم من التحسين الملحوظ الذي أدخلته العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية على طول متوسط العمر المتوقع بالنسبة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، فإن هذا الفيروس، وفي كثير من الأحيان العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية المستعملة في علاجه، قد يجعلان الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض غير المعدية من غيرهم.

وفيما يلي ستة أمراض غير معدية من المرجح أن تؤثر على المصابين بفيروس نقص المناعة البشري:

أمراض القلب: أثبتت العديد من الدراسات وجود صلة بين مرض الشريان التاجي والإصابة بفيروس نقص المناعة البشري حيث توصلت إحدى تلك الدراسات، التي تم طرحها خلال المؤتمر الثامن عشر عن الفيروسات القهقرية والأمراض الانتهازية (CROI) في مارس/ آذار 2011، إلى أن المصابين بفيروس نقص المناعة الذين شملتهم الدراسة يواجهون خطراً أكبر للإصابة بمرض «احتشاء عضلة القلب الحاد» - أي الأزمة القلبية - بالمقارنة مع المشاركين الآخرين في الدراسة المماثلين ديموغرافياً وسلوكياً ولكنهم غير مصابين بفيروس نقص المناعة البشري.

كما خلصت دراسة أخرى أجريت في العام 2011 إلى أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري تمثل أحد عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى فشل القلب، في ظل التكاثر المتواصل للفيروس والذي يرتبط نوعاً ما بتزايد مخاطر الإصابة بقصور في القلب.

إلا أن ارتباط أمراض القلب بالعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية يعتبر أقل وضوحاً. فقد وجدت دراسة عُرضت هي الأخرى أثناء المؤتمر الثامن عشر عن الفيروسات القهقرية والأمراض الانتهازية أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ولكن العقاقير المضادة للفيروس وزيادة تعداد خلايا CD4 (الخلايا اللمفاوية تي)، التي تمثل مقياساً لقوة جهاز المناعة، أدت إلى تراجع هذا الخطر بقدر كبير. ومع ذلك، وجدت دراسة كندية أجريت في 2011 أن العديد من العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية - مثل أباكافير، وايفافيرنز، ولوبينافير، وريتونافير - مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

سرطان عنق الرحم: وهو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم، بعد سرطان الثدي، وتحدث أكثر من 80 في المئة من الحالات الجديدة والوفيات الناجمة عن هذا المرض في البلدان النامية.

وقد وجدت بعض الدراسات أن النساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، التي تعد تمهيداً للإصابة بسرطان عنق الرحم، ويبدو أن النساء اللاتي يعانين من انخفاض تعداد خلايا CD4 معرضات بشكل خاص للإصابة.

وبالإمكان الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري باستخدام لقاح يوصى به في مرحلة ما قبل مراهقة الفتيات، أي قبل وصولهن إلى بداية الحياة الجنسية، ولكن هذا اللقاح مكلف للغاية بالنسبة لمعظم النساء في البلدان النامية. وبالإضافة إلى ذلك، لاتزال مستويات الكشف عن سرطان عنق الرحم منخفضة للغاية في كثير من البلدان الفقيرة. فعلى سبيل المثال، تخضع 3,2 في المئة فقط من النساء الكينيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و69 سنة للاختبار كل ثلاث سنوات، بينما تصل هذه النسبة إلى 70 في المئة من النساء في العالم المتقدم.

أنواع أخرى من السرطان: إن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بعدة أنواع من السرطان - بما في ذلك كابوسي ساركوما، وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين واللاهودجكين، وسرطان الشرج وسرطان الجلد وسرطان الكبد، بحسب دراسة جديدة.

حيث وجدت الدراسة التي نشرت في «وبائيات السرطان: المؤشرات الحيوية والوقاية منها» أن نقص المناعة مرتبط بجميع أنواع السرطان التي تمت دراستها، باستثناء سرطان البروستاتا. وأوصى الكتاب ببدء العلاج المضاد للفيروسات مبكراً للحفاظ على ارتفاع مستويات خلايا CD4.

الأمراض العقلية: تشير بعض الدراسات إلى أن انتشار الأمراض العقلية بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري الذين يتابعون علاجهم في العيادات الخارجية أو الداخلية في الولايات المتحدة يتراوح بين 5 و23 في المئة، مقارنة مع 0,3 - 0,4 في المئة في عموم السكان.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وبصرف النظر عن الأثر النفسي لفيروس نقص المناعة البشري، فإن للفيروس آثاراً مباشرة على الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى مضاعفات نفسية عصبية تشمل اعتلال الدماغ المرتبط بفيروس نقص المناعة، والاكتئاب والهوس، والاضطرابات الإدراكية، والخرف.

كما تبين الدراسات أيضاً أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات مرتفعة المخاطر تشمل ممارسة تجارة الجنس، وسوء معاملة الشركاء، وقلة استخدام الواقيات.

ومع ذلك، يتغاضى مقدمو الرعاية الصحية عن الاكتئاب في كثير من الأحيان؛ كما أن النقص الحاد في العاملين في مجال الصحة النفسية في البلدان النامية يعني أن المرضى غالباً ما يضطرون للمعاناة في صمت.

أمراض الكلى: تعرف باسم أمراض الكلى المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري، وتعد أمراض الكلى شائعة نسبياً بين الأشخاص المصابين بالفيروس. ويعوق الفيروس قدرة الكلى على العمل بشكل صحيح، ولاسيما لدى الأشخاص الذين تطور لديهم الفيروس والذين يعانون من انخفاض تعداد خلايا CD4، وارتفاع عدد الفيروسات، فضلاً عن كبار السن.

وقد يتسبب سوء أداء الكلى في متاعب صحية أخرى، بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الأعصاب وأمراض العظام وفقر الدم.

كما تم الربط بين عقاقير معينة مضادة للفيروسات القهقرية، ولاسيما تينوفوفير، وتدهور وظائف الكلى.

أمراض الكبد: هي أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفيات بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري. ويتمثل السبب الرئيسي للإصابة في الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بي أو سي، أو تعاطي الكحول، أو مقاومة الانسولين أو الآثار الجانبية للأدوية.

ويرى الخبراء أن الكشف المبكر والإدارة السليمة لأمراض الكبد بين المرضى المصابين بالايدز ضروريان لتحسين النتائج على المدى الطويل

العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً