العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ

الأسد أكثر تصلباً من أي وقت مضى أمام معارضة مقسومة

يرى محللون أن الرئيس السوري بشار الأسد يراهن على انقسام المعارضة والعرب والمجتمع الدولي على ما يبدو، للبقاء في السلطة متجاهلاً الاحتجاجات الشعبية في بلاده.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان لوكالة فرانس برس إن "المعارضة مجزأة وبعض العرب يريد تحركاً أقوى وآخرون لا يريدون ذلك، ولا إجماع لدى المجتمع الدولي بسبب الموقف الروسي".
وأضاف أن "هذه التناقضات هي ما تبقى الأسد في السلطة، إنها النقطة الرئيسية التي يستفيد منها".
ويشير الخبراء إلى أن الأسد يحاول الاستفادة إلى أقصى الحدود من هذه النقطة عبر الرد بالإشارة إلى نظرية المؤامرة، متهماً المعارضة بـ "التواطؤ مع الأجنبي" وعلى الأخص الدول الغربية.
ففي كلمته الرابعة في عشرة أشهر من الاحتجاجات، كرر الأسد أمس (الثلثاء) أن نظامه سيضرب "الإرهابيين القتلة بيد من حديد".
وقال الأستاذ المحاضر في مادة الجغرافيا في جامعة ليون 2 فابريس بالانش الخبير في الشئون السورية لوكالة فرانس برس إن الأسد "يكرر قوله للمتظاهرين بإمكانكم مواصلة التظاهر وسيكون الرد قمعاً ولن تجري أي تسوية".
وقال مدير مؤسسة عصام فارس في بيروت رامي خوري إن "السياسة الداخلية السورية واضحة ولم تتغير كثيراً منذ أربعين عاماً، من حافظ الأسد إلى بشار الأسد".
وأوضح أن "كل ما يجري داخل البلاد يعتبرونه مؤامرة خارجية ويأتي رد الجيش حاداً. إنها سياسة متناسقة جداً"، في إشارة إلى قمع الأسد الأب حركة الإخوان المسلمين في الثمانينات.
ورأى بالانش في الكلمة فرصة "لطمأنة" الشعب السوري بعد الهجمات الدامية التي شهدتها دمشق في الأسابيع الأخيرة.
وغداة كلمته وصل الأسد فجأة في مشاركة علنية نادرة إلى تجمع لأنصاره في ساحة الأمويين وسط دمشق وألقى كلمة فيهم. وقال الأسد "سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة"، مؤكداً "أنهم في مرحلتهم الأخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم".
واوضح بالانش "يريد أن يثبت أن هناك قائداً. إنه يحاول طمأنة أنصاره وجذب كل الذين بدأوا يخافون من (الإرهاب)".
واعتبر أن الكلمة كانت طريقة لقطع الطريق على جميع شائعات الاستقالة أو لجوئه إلى روسيا التي تقدم دعماً نادراً لدمشق في وسط الأزمة. كما أن النبرة الحازمة موجهة إلى الخارج.
وقال خشان "كما لو أنه يقول لحلفائه أن يواصلوا مساعدته ولخصومه إنه هنا ليبقى".
وأثارت كلمة الرئيس السوري ردود فعل حادة ولاسيما في الولايات المتحدة وفرنسا. واتهمت واشنطن الأسد بأنه "ينفي بشدة أي مسؤولية"، فيما رأى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أنه "يحرض على العنف" في خطاباته.
غير أن النبرة الصارمة تنم عن برودة أعصاب النظام الذي يراهن على عنصر الوقت.
وقال بالانش إن "الجيوسياسية متوقفة العام 2012" في الخارج، في إشارة إلى الانتخابات في فرنسا والولايات المتحدة وكذلك لدى حليفتي سورية روسيا وإيران.
وتابع "إنه واثق من مواصلة موسكو وطهران دعمه ومازال لديه العام 2012 لمواصلة القمع والسعي إلى استعادة السيطرة على البلاد".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:21 م

      اسد

      اسد.. والقرود ما تخوفه

    • زائر 1 | 11:57 ص

      التواجد في الأماكن العامة خطر على حياة الرئيس السوري ...... ام محمود

      خائفين من الأيام القادمة على سوريا لأنها ستكون مصيرية و تحدد المستقبل القادم للمنطقة العربية و الذي لن يكون مشرق في هذه الفترة التي تكالب فيها الأعداء للنيل من المسلمين و زرع الفتن القاتلة بينهم

      إن تواجد بشار الأسد بين الناس قد يسهل عمليه اغتياله خاصة و ان الشعب السوري فقد الكثير من أحبائه و ابنائه و رجالاته و جرحه غزير لن يشفى و لا بعد مائة عام قد يكون هناك انتقام
      و الله أعلم بما ستنتهي اليه الأمور

اقرأ ايضاً