العدد 3429 - الخميس 26 يناير 2012م الموافق 03 ربيع الاول 1433هـ

حرية الصحافة في البحرين

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في تقررها الصادر يوم الأربعاء الماضي عن حرية الصحافة في العالم، صنفت منظمة «مراسلون بلا حدود» البحرين في المركز 173 من أصل 179 دولة، إذ احتلت أرتيريا وتركمنستان وكوريا الشمالية ذيل القائمة.

مؤشر حرية الصحافة الذي نشر لأول مرةٍ العام 2001 يتم تحديده على أساس معايير يصل عددها إلى 50 معياراً، منها العنف، والأمور التي تؤثّر مباشرةً على الصحافيين (القتل والخطف والتهديد والسجن وغيرها). ويقوم بوضع التصنيف خمسة عشر شخصاً من خبراء المنظمات الدولية المتخصِّصة في المشاكل العامة، ورصد حرية الرأي والتعبير، ونحو 150 صحافيّاً من العاملين في مواقع مختلفة.

المنظمة أرجعت تأخر البحرين 29 مرتبة عن آخر تقريرٍ صدر لها بسبب «التضييق الذي تعرّض له الصحافيون البحرينيون والأجانب منذ شهر فبراير/ شباط 2011، في الوقت الذي كثفت السلطة استخدامها وسائل الإعلام لتنشر دعاياتها المؤيدة للحكومة».

هذا التقرير يأتي بعد خمسة أيامٍ فقط من التوقيع على ميثاق الشرف الصحافي الذي أطلقته «جمعية الصحفيين البحرينية» ودعا إلى «تحرّي الدقة والأمانة والموضوعية في صياغة ونشر الأخبار والمعلومات والوقائع... وعدم إخفاء أو التكتّم على المعلومات كلها أو جزء منها والتي من شأنها تحقيق المصلحة العامة»، ومع ذلك فإن أيّاً من الصحف الأخرى لم تُشِر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى هذا التقرير، الذي يُعتبر من أهم المؤشرات المعتمدة لتوثيق مدى الحرية والديمقراطية في مختلف دول العالم.

من وجهة نظري؛ فإن تأخر البحرين لم يكن فقط نتيجة ما تعرّض له الصحافيون البحرينيون من اعتداءاتٍ أدّت إلى موت اثنين من العاملين في مجال الإعلام، هما كريم فخراوي وزكريا العشيري، واعتقالات طالت العديد من الصحافيين، وفصل أكثر من 120 صحافيّاً وعاملاً في مجال الصحافة من أعمالهم، وإنما ما قام به الإعلام في البحرين من نشرٍ لثقافة الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد وتشويهٍ للحقائق.

لقد كان للإعلام لدينا - وللأسف الشديد - الدور الأكبر في بثّ الفتنة الطائفية وانقسام المجتمع، ولعب خلال فترة من الفترات دور المدّعي والشاهد والقاضي والمنفّذ للحكم، عندما حاكم وعلى الهواء مباشرةً، عدداً من الرياضيين والصحافيين وحتى المسئولين من دون أن يكون لهؤلاء حقهم في الدفاع عن أنفسهم، فاتخذ بحقهم العقاب الذي يراه مناسباً لمجرد الشك في نواياهم.

ولذلك، فإنه ليس بالغريب ألا تشير الصحافة لدينا إلى تقرير «مراسلون بلا حدود» ولو بكلمة واحدة، فبالفعل كانت السنة الماضية نقطةً سوداء كالحة السواد في تاريخ الصحافة البحرينية يخجل البعض من نشرها على الملأ

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3429 - الخميس 26 يناير 2012م الموافق 03 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً