العدد 3429 - الخميس 26 يناير 2012م الموافق 03 ربيع الاول 1433هـ

بين الطائرة المنكوبة والأحداث المؤسفة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أوتذكرون قصّة الطائرة المنكوبة التي سقطت قبل 12 سنة؟ أو تذكرون كيف كانت البحرين حزينةً تعيش في حداد على ضحايا تلك الطائرة؟ أوتذكرون كذلك كيف كنّا قلباً واحداً حزيناً على مأساة تلك الطائرة؟ ذكّرني أحد الأصدقاء بهذه القصّة، وطلب مني الكتابة عنها، ولم يسعني إلاّ أن أكتب عمّا كنّا عليه أثناء سقوط الطائرة، وما أصبحنا فيه بعد مضي هذه السنين على النكبة.

فلا فرق بين ما حدث لتلك الطائرة وما يحدث في بلادنا هذه الأيام، لأنّ الاثنين مأساة عظيمة علينا، ولكن الفرق هو عندما وجدنا الأشلاء على بحر الدير، لم نفكّر بطائفية ولا عنصرية، بل الجميع كان يداً واحدةً، يساعد رجال الإسعاف والدفاع المدني والداخلية، من أجل حمل الجثث، وتنظيف المكان.

ليس هذا فقط، بل كنّا جميعاً وطنيّين في تلك اللحظة، فلم تُشترى وطنيّتنا، ولم نبِع العهد، بل كنا مستعدّين لتقديم أي شيء من أجل أهالي الضحايا والمنكوبين، وكان انصهارنا دليل رقيّنا، فلم نفرّق بين الأبيض والأسود، ولا الشيعي أو السني، فالجميع ضحايا واحتاجوا مساعدتنا.

أما اليوم فإنّنا نعيش أسوأ الظروف، ونحن نُشاهد البحرين تتمزّق، ونجد الطوائف والمذاهب تقتتل فيما بينها، وتُعرض الصور من الجانبين على أنّها الضحية، ولكننا ما زلنا لا نفهم الدرس، وما زلنا في هذا المستنقع المظلم، الذي يعلم الله وحده متى سنخرج منه.

بالأمس وجدنا الأحداث حارقةً، فالبسيتين تلك المنطقة الهادئة، انتشرت فيها غازات مسيّلات الدموع، والديه والسنابس وسترة وغيرها من مناطق متعدّدة في البحرين، أُغرِقَت بمسيّلات الدموع، ولم نجد أحداً يدعو إلى التهدئة إلاّ القيادة الرشيدة، والتأجيج الذي حولنا هو الموجود على الساحة.

مَن يخدم هذا التأجيج؟ لا أحد، ومَن يحاول إخماد الفتنة؟ الرؤية غير واضحة، ومَن بيده الحل؟ الله العالم، إذاً نحن جميعاً نخسر، نخسر الأمان والاستقرار والمطالب وكل الحلول السياسية للتخلّص من الأزمة، ولكن الخسران الأكبر هو الشعب، بسبب تحويل القضايا من مطالب سياسية إلى تأزيم طائفي يخدم فئة معيّنة.

وهيهات أن نجد نور الوحدة وإخماد الطائفية في ظل وجود من يطبّل عليها، لأنّه المستفيد في النهاية من عدم استقرار البحرين، وقد يكون مستمتعاً من المنظر الذي يشاهده يومياً، ولا ندري كيف يستمتع بهذا المنظر المؤسف إلاّ قلب مريض كاره لبلاده.

بين الطائرة المنكوبة والأحداث المؤسفة التي تعصف بنا، نوصل رسالة إلى الشعب البحريني، مفادها أنّ الطائفية لا تخدم أحداً، وإنّما تحرق البلد، وما الوحدة والرجوع إلى العقل، وتوجيه القيادات الشعبية لأبناء الوطن بضبط النفس، والخروج من الأزمة بحلول حقيقية، إلاّ دليل وعي ورقي لأهل البحرين، الذين ناضلوا في السابق وكان تاريخهم مشرّفاً لا شيَة فيه، فهل يعقل العقلاء؟ وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3429 - الخميس 26 يناير 2012م الموافق 03 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:44 م

      اي والله دانة الحد ..

      السلام عليكم ..
      من يعرف مريم الشروقي يثمّن كتاباتها .. كل الشكر لهذا القلم .. داومي فنحن من متابعيكِ ..

    • زائر 16 | 2:35 م

      مهزلة

      يا أخي عيب والله عيب ان للحين في ناس تتحدث عن الطائفية
      اللي كلنا نعرف من يستغلها من أجل تشويه
      صورة المطالبين بحقوقهم وثني العالم عن الوقوف
      بجانبهم

      اطلعوا من هالبيبان واخزوا بليس ترى الدنيا دوارة
      والله مو ناسي الملاعين ولا ناسي المساكين

    • زائر 14 | 11:20 ص

      وكذا كانو ويكونون ابناء البحرين يادانة الحد

      يبنيتي وما زالوا ابناء البلد الاصليين هكذا في السراء والضراء ومن ترينه نشاز ويغرد خارج سرب الاجاويد تاكدي من اصله وفصله ستلاقينه دخيل على الديره واهلها يبنيتي قرائت بعض ما خط من جمل طائفيه على بعض الحيطان في مدينه حمد توكد انها بابليه استوردت من بلاد الرافدين نسخه مما كنا نقرائه على حيطان المنصور في بغداد بعد ايام من سقوطها كلمات بعيده كل البعد عن اخلاق وطهاة اصلاب وارحام اجاويد الديره فهل دقيت ناقوس الخطر يبنيتي

    • زائر 13 | 7:18 ص

      إلى الكاتبة الأخت مريم الشروقي

      يا اعزائي العاملين بجريدة الوسط أريدكم تنقلون لي هذه الرسالة للأخت مريم .. اقول لها اقراي ما ورد على لسان الداخلية بخصوص كيفية مقتل الشاب محمد يعقوب ثم عايني صورته وهو على المغتسل انظري الكدمات والضربات والجراحات .. لتعرفي كيف هو الإجرام وكيف هو الكذب ثم يريدون من الناس أن تسكت
      رجااءا وصلوا ليها هالرسالة

    • زائر 9 | 3:33 ص

      مطالبة بالحقوق

      عندما خرجت بعض فئات الشعب كان هدفها المطالبة بحقوق..... اذن هي حوقق وليس لقتال فئة او طائفة اخرى بل ان تلك الحقوق لجميع افراد الشعب. لذا من جعل الطوائف والمذاهب تقتتل فيما بينها هو من يريد منع تلك الحقوق عن جميع فئات الشعب حتي لو اوحى لفئة ما بانه حامي حماها.نسال الله البصيرة للجميع

    • زائر 7 | 3:18 ص

      الطائفية تستميت اختي الفاضلة

      فقط اذكر ماحدث لي الان
      فجر امس لدى عودتي من العمل البعيد جدً عن سكني وكل ذلك من اجل اني قلت لا في وقت لايمكن لفرد من طائفة ما ان يقول لا ولا ان يقول ذلك غير قانوني
      كان بك قرأتي ماجال في خاطري بتلك اللحظة
      فكنت ارمق الطائرة المحلقة بالنزول وتذكرت تلك اللحظة التي المت كل البحرين دون استثناء
      وقلت ليتها تعود! لكن كيف تعود اختي
      والطائفية استشرت في جل الوزارات وتتضح في الوزارات كونها وكر التعامل المباشر
      وهو المكان الذي يمكن الطائفي من ممارسة ذلك
      خصوصاً من خلال العمل واستغلال الوظيفة لذلك

    • زائر 5 | 1:27 ص

      لأخي الغالي زائر 1

      المعارضة في البحرين متميزة متميزة داعيا للوحدة رغم المحاولات المستميتة من ضعاف النفوس من تقليل شأنها وتشويه صورتها لذا أقول لك ولمن يحتضن رأيك
      طااااااااااااااااااااااااال الزمااااااااااااااااااااان أو قصر يا أخي الحق الحق - فقط - سوف ينتصر

      أختي مريم كثر الله من أمثالك ديرتنا متروسة من ذوي الضمائر الحية الذين تفز هممهم غيرة ويشمرون السواعد لللبناء والتعمير بكل خير من هنا من مقالك وقفة إجلال وتقدير لأشراف الوطن المنتمين لتيار المعارضة باختلافها وعاشت البحرين قوية أبية والأصل باق باق

    • زائر 4 | 1:26 ص

      ماذا يريدون

      كلمى من يقذفون المولوتوف

    • زائر 1 | 12:04 ص

      اخرجي من صمتك

      اخرجي من صمتك وناشدي بما يسمي بالمعارضة بالهدوء ومطالبة الحقوق المزعومه سلميا.

اقرأ ايضاً