العدد 3433 - الإثنين 30 يناير 2012م الموافق 07 ربيع الاول 1433هـ

زعيم إسلامي جزائري يتوقع تفجر اضطرابات إذا زورت الانتخابات

الشيخ عبد الله جاب الله
الشيخ عبد الله جاب الله

قال زعيم حزب إسلامي معارض ينافس على حصة كبيرة من الاصوات في انتخابات الجزائر إن الحكومة ستشعل فتيل الاضطرابات إذا حاولت تزوير الانتخابات البرلمانية في مايو ايار للإبقاء على احكام قبضتها على السلطة. والجزائر المصدر الكبير للطاقة هي الدولة الوحيدة في شمال أفريقيا التي لا تزال بمنأى إلى حد كبير عن انتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة لكن الانتخابات يمكن أن تصبح محفزا للاحتجاجات على البطالة وأزمة الاسكان وعلى حكومة لا يشعر كثير من الناس انها تنصت اليهم. ويحصل الإسلاميون المعتدلون - في تحد للزعماء العلمانيين الذين يديرون شؤون البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962 - على تأييد بدعم من الإسلاميين في ليبيا وتونس والمغرب في أعقاب الثورات الشعبية في العام الماضي. ومنحت السلطات جبهة العدالة والتنمية - وهي حزب إسلامي معتدل ينظر الجزائريون اليه على نطاق واسع باعتباره احد المنافسين القلائل للحكومة - الضوء الاخضر الاسبوع الماضي للمشاركة في الانتخابات. وعبر الشيخ عبد الله جاب الله (54 عاما) رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية في مقابلة مع رويترز عن أمله في الانتقال نحو نظام ديمقراطي سلمي لكنه حذر من ان تزوير الانتخابات المقبلة سيكون من أكبر العوامل التي ستدفع الشعب نحو الانفجار.

وقال جاب الله انه يأمل الا يحدث تزوير لكن إذا حدث حينها سيقررون ما يجب القيام به. ويقول طيف واسع من الجزائريين - بمن في ذلك المقربون من الحكومة - انه ليس ثمة رغبة في البلاد لتغيير جذري أو وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد التجربة الدموية في البلاد خلال العقدين الماضيين. وألغت السلطات الانتخابات البرلمانية في عام 1992 التي أوشك حزب إسلامي على الفوز بها. واطلق هذا العنان لصراع بين المتشددين الاسلاميين وقوات الأمن أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 200 الف شخص.

وقال جاب الله وهو رجل دين إسلامي لم يشارك في الصراع إن العنف لم ُينل من دعم الجزائريين للحركة الإسلامية. واضاف "فاز التيار الإسلامي في كل الانتخابات التي خاضها في الجزائر في الماضي. "المرة الأولى (في عام 1991) عندما كانت الانتخابات حرة ونزيهة حصل (التيار الإسلامي) على الأغلبية وفي عام 1997 فزنا لكن كان هناك تزوير على نطاق واسع فضلا عن الانتخابات الرئاسية في عام 1999 والانتخابات البرلمانية في عام 2002." وقال "اذا كنا قد فزنا في الماضي فلماذا لا نكون الفائزين اليوم مع العلم بأن الظروف في هذه الأيام أفضل كثيار مما كانت عليه في الماضي؟" وتحت ضغط لتبني المزيد من الديمقراطية في أعقاب انتفاضات "الربيع العربي" قام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (74 عاما) بإصلاحات محدودة قال إنها تقررت لمنح المعارضة صوتا ولضمان اجراء انتخابات نزيهة. وبسؤاله عن آفاق اجراء انتخابات نزيهة هذه المرة قال جاب الله "ليست سيئة حتى الآن من حيث النص (القانون) والوعود.

لكن الخبرة علمتنا ألا نصدق حتى نرى بأنفسنا على الأرض." وحتى لو فاز الإسلاميون بأغلبية في البرلمان الجزائري فسيكون تأثيرهم محدودا. ويهيمن الرئيس وفقا للدستور على القدر الاكبر من السلطة ولا يحتاج إلى موافقة البرلمان لتعيين الحكومة. وقال جاب الله انه يتعين على الأغلبية في البرلمان المقبل أن يكون لها دور أكبر. وقال "أعتقد أن هذا يجب أن يتغير. يجب أن يأتي رئيس الوزراء من الأغلبية." ويتمتع جاب الله بدعم شعبي قوي خاصة بين الجماعة التي تمثل غالبية السكان البالغ عددهم 35 مليون نسمة من ذوي التوجهات المحافظة ممن يذهبون بانتظام إلى المساجد وترتدي زوجاتهم وبناتهم الحجاب. ومثله مثل كثير من الرجال في الجزائر لا يصافح جاب الله النساء وفي مجال السياسة لدى جاب الله الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلاميين في مواقع السلطة الآن في تونس والمغرب. فهم يقولون بإنهم يريدون تحقيق العدالة الاجتماعية ووضع حد للفساد دون فرض قواعد أخلاقية إسلامية صارمة على المجتمع. لكن حزب جاب الله يزعج بعض الجزائريين - بمن في ذلك العديد من أفراد النخبة الحاكمة - ممن يرون أن افكاره الإسلامية تشكل تهديدا للتقاليد العلمانية في البلاد ونكوصا يعود بالبلاد الى صراع التسعينات. واستبعد حزبه منذ سنوات من التيار السياسي الرئيسي. وقال جاب الله إن اخر مرة ظهر فيها على شاشة التلفزيون الجزائري كانت في عام 1999. وفي حين تقع مقرات الاحزاب الأخرى في فيلات فسيحة بالقرب من وسط العاصمة يقع مكتب جاب الله في مبنى سكني متهالك بأحد الضواحي. ولا توجد لافتة تشير لمكان المكتب. واثاث المكتب متداع ولا توجد تدفئة. وقال جاب الله إنه رغم العقبات الا انه واثق من ان حزبه سيكون له تأثير في الحملة الانتخابية. وقال في مكتبه مرتديا معطف يقيه البرد "نود أن نرى انتخابات حرة ونزيهة هذه المرة وسنهنئ الفائز أيا كان... آمل ان يكون حزبي الفائز."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً