العدد 3437 - الجمعة 03 فبراير 2012م الموافق 11 ربيع الاول 1433هـ

مظاهرات معارضة واخرى مؤيدة لرئيس الوزراء الروسي بوتين

تحدى عشرات الالاف من الروس الطقس شديد البرودة في موسكو اليوم السبت للمطالبة باجراء انتخابات نزيهة وذلك خلال مسيرة احتجاجية ضد حكم فلاديمير بوتين المستمر منذ 12 عاما كرئيس ثم رئيس للوزراء في حين نظم انصار بوتين مظاهرة مضادة اجتذبت اعدادا مماثلة تقريبا. ونظمت مظاهرات اصغر في مدن اخرى في انحاء البلاد لمواصلة الضغط على بوتين قبل شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من مارس اذار والتي من المتوقع ان يفوز فيها بوتين. واهتزت صورة بوتين في ديسمبر كانون الاول بسبب اتهامات بالتزوير في الانتخابات البرلمانية واندلاع احتجاجات مناهضة له لم يكن يتصورها احد قبل عام. ووسط الطقس البارد شارك عشرات الالاف من المحتجين في مظاهرة على مقربة من جدران الكرملين ورددوا هتافات تقول "نريد روسيا بدون بوتين" و "أعيدوا لنا الانتخابات". وشغل بوتين منصب الرئاسة من عام 2000 وحتى عام 2008 عندما دفع بديمتري ميدفيديف إلى الكرملين بسبب حظر دستوري على تولي رئيس البلاد الحكم لثلاث فترات متتالية. وأصبح بوتين رئيسا للوزراء لكنه ظل الزعيم المهيمن على الاوضاع بالبلاد. ويقدم بوتين نفسه على انه شخص يعمل من اجل صالح الشعب ويصف منافسيه بانهم منقسمون ويفتقرون لأي سياسات واقعية للتغلب على مشكلات البلاد المتمثلة في تدهور الصناعة وضعف مستوى وسائل النقل والمواصلات. وزار بوتين اليوم بلدة روزا بجبال الاورال التي تبعد 1500 كيلومتر عن موسكو ووعد سكانها الغاضبين بأن الدولة ستنقل 3800 شخص من منازلهم المهددة بالسقوط والواقعة على حافة أكبر منجم مكشوف للفحم في اوراسيا. وعندما سئل عن المظاهرات قال بوتين "ترون ما نقوم به ..نعالج مشكلات واقعية للاشخاص الذين يعيشون هنا." وكانت البرودة الشديدة اختبارا لقوة ومثابرة حركة احتجاجية غذتها شكوك بحدوث عمليات تزوير في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر كانون الأول وحالة من الاستياء بين بعض الروس بسبب خطط بوتين لحكم البلاد لست سنوات اخرى على الاقل. وفي موسكو شارك عشرات الالاف من المتظاهرين في مسيرة بأحد الشوارع الرئيسية رغم البرد الشديد وكان الكثير منهم يرتدون الاشرطة البيضاء التي اصبحت رمزا للاحتجاجات. وطالب المتظاهرون باجراء انتخابات نزيهة. وأشارت ساعة رقمية إلى أن درجة الحرارة في منتصف النهار بلغت 17 درجة تحت الصفر. وقال فلاديمير ريجكوف وهو زعيم معارض ليبرالي وسط صيحات التأييد من حشد في التجمع الذي اعقب المسيرة "لا أحد يعطي صوته لبوتين". ويحاول تحالف من زعماء المعارضة المتباينة الحفاظ على قوة الدفع التي تتمتع بها الحركة الاحتجاجية بعد خروج عشرات الالاف من المحتجين في العاشر من ديسمبر كانون الاول و24 من الشهر نفسه للمشاركة في اكبر احتجاجات للمعارضة منذ انتخاب بوتين رئيسا للمرة الاولى عام 2000. وتشير استطلاعات الرأي إلى انه من المؤكد تقريبا ان يفوز بوتين بانتخابات الرئاسة رغم تراجع شعبيته بالمقارنة باستطلاعات سابقة. ويأمل المعارضون في ان يضطر على الاقل لخوض جولة اعادة بعدم الحصول على اغلبية في انتخابات الرابع من مارس وان تؤدي الاحتجاجات المتواصلة إلى تقويض سلطته وتخفيف قبضته على السلطة في فترة رئاسية مدتها ست سنوات ودفعه إلى تقديم تنازلات. وقال ايفان كوسيتسكي (49 عاما) "وصلنا بالفعل لنقطة اللاعودة. لم يعد الناس يشعرون بالخوف وانظروا كم هم اقوياء بوقوفهم سويا." وقال ان بوتين "يريد الاستقرار ولكن المرء لن يجد الاستقرار الا في القبر." وقال زعماء المعارضة ان ما يصل إلى 100 الف شخص شاركوا في احتجاج موسكو الذي بدا بحجم المظاهرة الاخيرة التي اندلعت في ديسمبر. وحمل الكثير من المحتجين لافتات تطالب بوتين بالرحيل وان انعكست عليها برودة الطقس. وكتب على احد اللافتات "يسقط البرد ويسقط بوتين". وقالت الشرطة ان ما يصل إلى 138 الف شخص شاركوا في المظاهرة المؤيدة لبوتين والتي كانت على بعد بضعة كيلومترات في موسكو. لكن مراسلين قدروا العدد بأنه اصغر من ذلك وقالوا ان عدد المشاركين في المظاهرة المؤيدة لبوتين تزايد بسبب قيام السلطات بنقل اشخاص بواسطة حافلات للانضمام للمظاهرات. وقال معلمون انهم جاءوا تحت ضغط من النقابات للمشاركة في المظاهرة المؤيدة لبوتين. وقال معلم يدعى سيرجي بيبتشوك (54 عاما) والذي تجاهل الطلب وشارك في مظاهرة المعارضة "اتصل ممثلو النقابة بنا جميعا وقالوا انه يتعين ذهاب من خمسة إلى عشرة على الاقل من كل مدرسة إلى (المظاهرة المؤيدة لبوتين)." وقال بوتين ان رئيس بلدية موسكو ابلغه بأن 190 الف شخص شاركوا في المظاهرة المؤيدة له. وفي حين لم يستبعد مماسة ضغوط الا انه قال ان "من غير الممكن احضار 134 الفا او 190 الف شخص من خلال الضغوط وحدها." وأضاف "من الواضح تماما ان اشخاصا جاءوا للتعبير عن موقفهم. موقفهم يتمثل في تأييد ما نقوم به. بالنسبة لي هذا مهم جدا." وتابع "قلت انني لا استطيع العمل بدون ذلك. اشعر بامتنان حقيقي." وخلال المظاهرة المؤيدة لبوتين حمل المتظاهرون ملصقات مكتوب عليها "نعم لبوتين". وكتب على لافتة اخرى "بوتين انتشل روسيا من حرب اهلية" بينما كتب على اخرى "اطفالي سيعيشون في روسيا..انا احتاج إلى بوتين."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً