العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ

أنا وجون سينا

محمد الجوكر comments [at] alwasatnews.com

نائب رئيس تحرير صحيفة البيان الاماراتية

استثمرت إجازتي الأسبوعية هذه المرة لمتابعة حدث رياضي هام بطلب وأوامر من أطفالي الصغار وكنت حريصا على التواجد في مجمع التنس بمدينة زايد الرياضية بالعاصمة على مدى يومين لمشاهدة جولة بطولة العالم للمصارعة الحرة دبليو دبليو جي إم التي تقام في الإمارات للمرة الأولى والثانية في الشرق الأوسط ليس للاستمتاع بحركات المصارعين من أمثال سينا وغيره من أبطال العالم أو ضرباتهم الموجهة لبعضهم بعضا، فأنا أعلم ومتأكد لدرجة اليقين أن حركاتهم وضرباتهم هذه ليست إلا "تمثيل في تمثيل"، ولكن للأسف الصغار يصدقونهم بل أحيانا يقلدونهم وتلكم هي المصيبة، فهؤلاء المصارعون المحترفون يؤدون أدوارهم بطريقة متقنة لدرجة الإقناع والذي يصل لدرجة الخيال في أذهان أطفالنا الذي يعشقون مصارعة المحترفين، ولكن لمحاولة الإجابة على سؤال يحيرني كثيرا كيف استطاع هؤلاء غزو عقولنا وعقول أطفالنا وخصوصاً بأفكارهم وثقافاتهم التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، فهم نجحوا في تصدير هذه الثقافات التي غزوا بها العالم ونحن أيضا وأجبروه ونحن كذلك على التفاعل معها ليس من باب أو نافذة واحدة بل بوسائل شتى.

فمن تابع معي المنافسات التي شهدها ملعب التنس في مجمع مدينة زايد الرياضية لا يتخيل كيف نجح هؤلاء في جذب آلاف المشجعين من مختلف الأعمار السنية وإجبارهم وبإرادتهم على الحضور لمشاهدة هذه الفعاليات والجلوس في مدرجات الملعب لساعات طوال وهم يتفاعلون مع المصارعين بالهتاف والصياح تارة والحركات والانفعالات الهستيرية تارة أخرى، وأتعجب وأنا أرى أطفالنا وهم يصيحون مع كل حركة يقوم بها أحد المصارعين أو ضربة يوجهها لمنافسه داخل الحلبة بل أنهم يؤدون الأغاني المصاحبة في كل جولة من الجولات بدون استثناء عمل له تداعياته. إذا لم نستطع أن نضع حدا للجيل الصغير الذي دخل في دوامة التقنية الحديثة من أساليب وألعاب جعلت أطفالنا بل الكبار منهم لعبة في أيديهم.

والسؤال الذي يحيرني، هل عجزنا نحن في الدول العربية في أن نفعل كما يفعل هؤلاء ونحن نملك الكثير والكثير من الإمكانات بدليل أننا وبمجرد إعلاننا عن استضافة هذه الجولة بعد دولة قطر الشقيقة حضر الجميع من أبطال العالم وقامت كل اللجان العاملة بواجباتها على أكمل وجه ونفدت التذاكر جميعها في كل أيام منافسات الجولة الثلاثة ولم يكن هناك موضع لقدم في ملعب التنس، حتى أن هناك جماهير وأطفال قدر عددهم بالمئات جلسوا أسفل الحلبة على مقاعد، فكيف نجح هؤلاء في استقطاب أطفالنا وشبابنا للحضور بهذه الآلاف المؤلفة لمشاهدتهم ودفع مئات بل وآلاف الدراهم ثمنا للتذاكر كي يتمكنوا من الحضور ومشاهدتهم على الطبيعة كما يحلو لأطفالنا وشبابنا أن يقولوا.

وأتساءل أيضا ما هي الوسيلة أو سر نجاح هؤلاء في استقطاب أولادنا وغزو عقولهم وأفكارهم لدرجة أن معظم الأطفال الآن في عصر الفيسبوك والتويتر وما أشبه من وسائل تكنولوجيا المعرفة والاتصالات أصبحوا مفتونين بهؤلاء المصارعين ويقضون الساعات الطوال أمام شاشات التلفاز أو غير ذلك من أجل الاستمتاع برؤية هؤلاء الأبطال والمصارعين حتى أصبح البعض من هؤلاء المصارعين القدوة للكثير من أطفالنا وشبابنا الذين يحتذون بهم.

وما أدهشني حقا أننا نعجز هنا عن حشد هذه الآلاف من الجماهير ولو كانوا صغارا أو أطفالا ومن جنسيات عربية أو غير عربية مقيمة لمنافساتنا الرياضية في مناسبات دولية وطنية لا تحصى وخصوصا في كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، لاسيما عندما يلعب أحد المنتخبات الوطنية ويحتاج لمؤازرة جماهيرية كبيرة، فهل أرى اليوم الذي نستطيع فيه حشد هذه الآلاف من الجماهير إذا أردنا ذلك، ليتنا نتعلم من هؤلاء... والله من وراء القصد

إقرأ أيضا لـ "محمد الجوكر"

العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:57 ص

      الطريقة

      ان يكون الاتحادات العربية لكرة القدم محيدة مع الاندية وللاسف ليحدث ذلك مع الشكور

اقرأ ايضاً