العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ

مراكز القوى تتغير عالمياً

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يبدو أن العالم بات يتغير بأسرع مما نتوقع أو نتابع، ومراكز القوى فيه تتغير أيضاً بشكل كبير سواء من الناحيتين الاقتصادية أو السياسية وهو ما ينعكس أيضا على النواحي الرياضية.

فالاقتصاد العالمي بدأ بالتوجه شرقا وتحديدا نحو الصين والهند وكوريا الجنوبية ومن قبلها اليابان ومن قبلهم روسيا وكلها دول آسيوية قوية باتت تسيطر على العالم اقتصاديا، ولا شك أن ذلك سيتبعه بزوغ سياسي لهذه الدول قد بدأت ملامحه في التشكل في التحالف الروسي الصيني في مجلس الأمن ضد الدول الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية والمسيطرة على العالم تماما منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في العام 1990.

ملامح التغيرات أيضا بدأت تشمل القطاع الرياضي في ظل الاستقطاب الروسي والصيني وحتى الهندي لنجوم كرة القدم العالمية.

فالدوري الروسي أصبح موقع استقطاب لكثير من نجوم العالم وليس آخرهم النمر الكاميروني ايتو والآن الأحاديث تدور حول انتقال المدرب الايطالي الشهير فابيو كابيللو لتدريب فريق أنجي الروسي بعد استقالته من تدريب منتخب إنجلترا الأسبوع الماضي.

الأندية الروسية أيضا أصبح لها ظهور كبير في البطولات الأوروبية بل أصبحت منافسة بقوة على هذه البطولات وتبلغ أدواراً متقدمة فيها.

هذه الأندية باتت تدفع أكبر المبالغ على المستوى العالمي وهو ما يعكس السيولة الكبيرة التي باتت متوافرة في روسيا في الوقت الذي تضج فيه دول أوروبا الغربية التي تمتلك أشهر الدوريات العالمية بأزمات اقتصادية خانقة وتحديدا ايطاليا وإسبانيا وكذلك فرنسا وإلى حد ما إنجلترا وفي الضفة الأخرى للأطلسي وهي الولايات المتحدة الأميركية.

الشرق الذي يخطف الأنظار اقتصاديا وسياسا أصبح قوة رياضية تمثلت في سيطرة الصين على دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي استضافتها بكين العام 2008، إلى جانب استقطاب الدوري الصيني لنجوم كرة القدم العالمية ومن اهمهم اللاعب الفرنسي نيكولا أنيلكا وبمصروفات خيالية.

الهند كذلك دخلت على الخط بما طرحته من خطة متكاملة للنهوض بالدوري الهندي وبالملاعب الهندية وباستقطابها لنجوم ومدربين عالميين على غرار النموذج القطري وبمبالغ مالية كبيرة.

العالم يمر بتحولات كبرى، ففي الوقت الذي يمر فيه الشرق الأوسط بعملية مخاض مرتقب لا يعرف حتى الآن شكل مولودها، يمر العالم الغربي بأزمات مختلفة، في الوقت الذي يشهد فيه الشرق نموا مطردا قد يتحول مع الوقت إلى سيطرة جديدة على العالم مستغلاً الثقل السكاني الهائل والموارد الطبيعية الكبيرة والعمق الاستراتيجي.

حتى إفريقيا لم تسلم من هذه المتغيرات، فبطولة أمم إفريقيا الأخيرة كانت استثنائية تماما وتوجت ببطولتها زامبيا للمرة الأولى في تاريخها في ظل سيطرة لدول الوسط الإفريقي في الوقت الذي غابت فيه شمال إفريقيا تماما عن المنافسة بعد انشغالها بترتيب أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

المرحلة الحالية مرحلة متغيرة ومتبدلة بسرعة والرياضة العالمية تترقب ما سينتج عالميا من هذه المتغيرات لتعرف تماما أين موطؤها الجديد وثقلها الاقتصادي الحقيقي إن كان سيبقى غربا أم سينتقل شرقا وهو المرجح

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:44 ص

      فعلا كلامك مزج التغيرات الحقيقية في عالم الرياضة

      فعلا الاحداث السياسية والاقتصلدية قد انعكست على المستوى الرياضي بل بات مجمل الشرق الاوسط مغترب عنها وانشغل بما هو اهم منها وهي مصيره الذي بات على كفة عفريت !

اقرأ ايضاً