العدد 3450 - الخميس 16 فبراير 2012م الموافق 24 ربيع الاول 1433هـ

تعديلات دستورية تجاوزها الزمن

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما يمكن تأكيده في هذه المرحلة بالذات هو أن التعديلات الدستورية المنظورة أمام مجلس النواب والتي أفردت لها جلسة استثنائية أمس الخميس لمناقشتها، لن تسهم بأي شكل من الأشكال في خروج البحرين من المأزق السياسي، فهذه التعديلات «البسيطة» لا تلبي ولو القدر القليل من المطالبات الشعبية فيما يخص صلاحيات مجلس النواب المنتخب.

كتلة الوفاق البرلمانية كانت قد تقدّمت بتعديلاتٍ مماثلةٍ في مايو/ أيار من العام 2008. تلك التعديلات تضمنت «تقليص عدد أعضاء مجلس الشورى إلى نصف عدد الأعضاء المنتخبين، وتعطي رئاسة المجلس الوطني لرئيس المجلس المنتخب، بالإضافة إلى وضع القرار النهائي بشأن التشريع في يد مجلس النواب وليس مجلس الشورى»، ولكن للأسف فإن هذه التعديلات التي وصفتها الكتلة في ذلك الحين بتعديلات «جزئية «، تم رفضها من قبل مجلس النواب في العام الماضي بعد انسحاب كتلة الوفاق من المجلس.

ومثلما تم رفض التعديلات التي تقدّمت بها كتلة الوفاق، تم أيضاً رفض جميع المقترحات التي تقدمت بها جمعيات التيار الديمقراطي الثلاث (جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد»، جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي، وجمعية التجمع القومي الديمقراطي) خلال ملتقى الحوار الوطني.

في جلسة الأمس تم تأجيل مناقشة التعديلات الدستورية التي خرج بها «حوار التوافق الوطني» لمدة شهر كامل، وإرجاعها إلى لجنة الشئون التشريعية والقانونية من أجل مزيدٍ من الدراسة تباينت آراء النواب حول هذه التعديلات، فمنهم من رأى بأن «منع الخمور في البحرين هي أهم من التعديلات الدستورية»! ومنهم من وافق على المبادئ العامة لهذه التعديلات، ونائبان فقط من أصل 40 نائباً رفضوها، ورأوا بأنها تعديلات شكلية وطالبا بصلاحياتٍ أكبر للمجلس.

ما يبدو من خلال مناقشات النواب لهذه التعديلات أن أكثرهم لا يدركون ما هو حاصلٌ في الشارع، أو لا يريدون أن يدركوا ذلك! فالمجلس اكتفى بما قدمته الحكومة من تعديلات ولم تبادر أية كتلة أو مجموعة من النواب بتقديم تعديلات أوسع، وذلك «يبين مدى عدم قدرة مجلس النواب على إجراء أي تعديل دستوري ما لم تكن الحكومة مصدره» كما قال أحد خبراء القانون الدستوري في البحرين.

من المفترض أن يكون المجلس النيابي سيّد نفسه، وأن يعبّر بصدقٍ عن تطلعات المواطنين، وأن يكون مصدراً لتطوير التشريعات بما يلبي طموحات الناس في مجتمع ديمقراطي حقيقي، وأن يساهم بشكل فاعل في التنمية السياسية والاجتماعية، لا أن يكون عائقاً لكل ذلك، ينفذ ما يملى عليه، فمثل هذه التعديلات قد تجاوزتها الحالة السياسية في البحرين ولم تعد مقبولةً، فبعد هذا المخاض العسير لن يقبل الناس بأقل من مجلس تشريعي منتخب بكامل الصلاحيات، ودوائر انتخابية عادلة تحقق التوازن الاجتماعي والانتخابي في البحرين

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3450 - الخميس 16 فبراير 2012م الموافق 24 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 1:38 ص

      المراقب

      كلام سليم شكرا لك

    • زائر 8 | 12:40 ص

      كانك يا بو زيد ما غزيت

      البلد يحتاج لهزة جذرية تغير الواقع التعيس الذي يعيشه المواطن وهؤلاء قاعدين كأنهم ولا هم هنا.
      كل واحد قاعد على كرسي ماله ونافخ ريشه
      يا جماعة البلد يسير الى طريق خطير يحتاج الى
      إصلاحات وتعديلات جذرية إن لم تلحقوها اليوم
      فسوف تكون الكلفة باهظة غدا.
      هؤلاء النواب مو موجدين بالديرة؟

    • زائر 6 | 12:09 ص

      نوابنا دمى تحرك من الخلف

      لماذا خرج الناس في الشارع ؟ أ وليس لمزيد من الاصلاحات يا نواب فكيف تقبلون أن تكون يدكم مقيدة وتكتفون فقط بالراتب الذي يرمى لكم لتمثلوا الشعب شكليا و تتناسون مصيرنا ومصير أجيالنا القادمة ؟ كل التعديلات شكلية حتى الانسان البسيط عندما يقرأها يتيقن بأنها لا ترفع الوصايا عنكم من قبل الحكومة ، فعذرونا أن وصفناكم بالبصامين والدمى المتحركة بالخيوط .

    • زائر 5 | 11:23 م

      جيفري

      كل تأخير في الإصلاحات تكون مصلحة من؟

      في مصلحة الشعوب طبعاً

    • زائر 4 | 10:54 م

      نحن العرب يامحاري

      نتفنن نحن العرب في اضاعه الوقت الذى لم نحسب حسابه قط وهذ ما جعلنا متاخرين مئات السنين عن الغرب رغم علمنا مسبقا بلمخاطره الغير محسوبه والمراهنه على الوقت رغم اننا على يقين مقدما ان رهاننا هو رهان اقرب للمقامره لاننا وببساطه راهنا على الحصان الخاسر هل ما نحتاجه الان لانقاذ البلد وسحبها من بين رحى طواحين التفتيت وانتشالها من وحل المتمصلحين الذين ادخلوا في نفق مظلم مجهول النهايه على حساب مصالح شخصيه ضيقه ضاربين عرض الحائط بلوطن والمواطن والى ان نصحوا من حلم التشفي والانتقام خربت البصره..ديهي حر

    • زائر 3 | 10:50 م

      مجلس نيابي..

      ماذا تتوقع من مجلس نيابي يرفض قوانين التمييز والفساد الذي ينخر في كل مفاصل الدولة ويحاول جاهدا بأصطفاف طائفي تارة واقتراح مشاريع واهية للتمييع وقتل كل طموحات الشعب السياسية والاجتماعية!!!.

    • زائر 2 | 10:48 م

      أين أنتم يا نوابنا ؟؟؟؟

      مطالب المعارضة مطالب الجمعيات 7 مطالب وطنية و منطقية وبحاجة من الجميع و خصوصا النواب التجرد اولا من الانا وبعدها يعرف الجميع برلمان كامل الصلاحيات ماذا تعني ؟؟؟
      (( أما برلمان ما يقدر أن يضع خيط في إبره )) فهذا محل نظر و توقف .

اقرأ ايضاً