أعلنت روسيا يوم )الجمعة( الماضي عن رفعها القيود على عملتها بدءاً من شهر يوليو/ تموز الجاري؛ الأمر الذي يجعل من الروبل عملة حرة قابلة للتحويل الكلي. وتسمح هذه الخطوة للمواطنين الروس فتح حسابات خارجية من جهة، وتسهل الأمر على المستثمرين الأجانب من جهة ثانية. من جانبه، أكد وزير المالية الروسي أليكس كاردن على انه يتوقع أن ينجم عن هذه الخطوة تدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات الخارجية للبلاد. وبالمقابل حذّر بعض المحللين الاقتصاديين من مغبة هذه الخطوة واحتمالات انعكاسها سلباً على الاقتصاد الروسي من جراء المنافسة العالمية التي قد تواجهها العملة الروسية.

لم تكن هذه الخطوة مفاجئة لمن كان يتابع توجهات الاقتصاد الروسي خلال العامين المنصرمين، ففي منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي وخلال جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأ اعماله أمس في سان بطرسبورغ بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أشار الرئيس الروسي الى أن روسيا تبحث عن حلول مناسبة لتوفير الشفافية اللازمة من دون الخوف من المساس بمصالح الأمن القومي، ودعا الى ضرورة الابتعاد عن خلق العقبات الاصطناعية أمام المستثمرين الاجانب تحت حجة حماية الأمن القومي. وكشف الرئيس الروسي عن أن حجم الاموال الداخلة الى روسيا تجاوز لأول مرة في العام الماضي حجم الأموال التي جرى تهريبها الى الخارج، مؤكداً عدم حاجة بلاده الى القروض الاجنبية بعد ان وصل حجم احتياطيها من الذهب ما يفوق حجم الدين الخاص والعام. ومن جانب آخر وفي المنتدى نفسه، أشار النائب الأول لرئيس الحكومة الروسية وأحد أبرز المرشحين لخلافة الرئيس بوتين دميتري ميدفيديف في العام ، إلى أن الروبل الروسي سيتحول الى احد اهم احتياطي العملات في العالم بعد قرار تحويله الى عملة عالمية اعتباراً من هذا العام.

ويبدو أن النفط هو المحرك الأساسي وراء ثقة موسكو في الإقدام على هذه الخطوة، فقد بلغ حجم إنتاج النفط في العام نحو , مليون طن مسجلاً بذلك زيادة تصل إلى , في المئة مقارنة بمؤشر العام . ووصل حجم النفط المباع في الأسواق المحلية الروسية إلى , ملايين طن. وازداد هذا المؤشر مقارنة بعام بنسبة , في المئة.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى إنشاء بورصة النفط والغاز الروسية التي ستتعامل بعملة الروبل الروسية، وهذه إحدى السبل التي ستتبعها روسيا لتعزيز مكانة الروبل المالية.

ومن شأن ذلك أن يجعل الروبل الروسي عملة جذابة. ولا شك ان المستقبل الباهر ينتظر بورصة كهذه خاصة أن الطلب على النفط والغاز يظل مرتفعاً. وبالتالي فإن الطلب على الروبل سيكون مرتفعاً أيضاً. ويرغب عدد من المناطق الروسية الغنية بالنفط في سيبيريا والأورال في استضافة البورصة. لكن الحكومة الروسية لن تتخذ القرار بشأن تأسيس بورصة النفط الروسية قبل العام . وهو عام التحرير الكامل للروبل