العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ

محتال!

هشام خليفة comments [at] alwasatnews.com

من محتالي البريد الإلكتروني في نيجيريا إلى كبار رؤساء الشركات مثل «إنرون». ما هو السبب الذي يدفعهم إلى العبث بثقة الناس وانتهاك الحقوق لجني الأموال والقوة؟ ما يمكن أن يحول الإنسان إلى مخلوق منزوع الضمير لا يبالي إن غش، سرق أو حتى ابتز وقتل بطريقة مباشرة أم غير مباشرة؟

أسئلة صعبة ومزعجة، والأجوبة أصعب.

فحسب من تسأل، قد يكون الرد «الطمع». «المرض النفسي». «الفساد». أو حتى «الظروف الاجتماعية». وكلها ردود فيها شيء من الصحة، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً من مجرد الأسود والأبيض. فالطمع ليس سبباً بذاته ولا يقتصر على أن يكون الإنسان خارقاً للقانون. فهناك الكثير من الطامعين الذين يلتزمون بالقوانين، وقد «يفيدهم».طمعهم في تكوين وتحصيل ما يريدون و»إفادة».غيرهم أيضاً.

إن هناك مراحل محنة يمر بها كل شخص يكتشف خلالها بأن العالم ليس كله مبتسماً له، أو إذا كان يبتسم، فهو لسبب غامض يكمن في الاستغلال. كلا، إنني لم أفقد الأمل في الإنسانية أجمع، بل أود أن أوضح شيئاً وارداً في كل الأزمان وكل الأحوال. وهو إن هناك دوماً من يريد أن يسلبك ما تملكه لأنه بطريقة أو أخرى يبرر لنفسه ما يفعله أو يفقد القدرة على محاسبة الضمير في معاملته مع الناس.

وعندما يحالفك سوء الحظ لأن تصادف مثل هذا الشخص، فقد ترى نفسك مسلوباً من أموالك أو ماديات أخرى. وإن لم تكن حذراً، فقد ترث تلك النظرة المظلمة التي دفعت بذلك الشخص إلى طريق الغش. إلى طريق قد يؤدي بتابعه إلى أمور أكبر وأدمر من الغش. إلى أمور فاقدة للروح الإنسانية.

فإذاً يا عزيزي القارئ، كل واحد منا لابد بأن يمر بتجربة أو أكثر تلقنه درساً ليتعلم ويستفيد منها. ليتعلم بأن ليس كل رجل أعمال طبع ورقة ملونة لامعة، أو شيد لافتة تتبجح بقدرته أو قدرات شركته هو نبيه وأمين أو جوهر النجاح ومأوى الأحلام ومقصد الأموال. وهذا الكلام يأخذ في الاعتبار المحلات الإلكترونية على الانترنت إلى كبار بيوت الأموال. فلا توجد مناعة خاصة لأي عمل ما، لأن الغش والطمع هو عكس العمل، كما أن الظلام عكس النور. الحقيقة هو إنه لا يوجد واحد من دون الآخر.

ختاماً، ما كنا وصلنا إلى مرحلة الرقي الذي نحن فيه إذا ما ساد العالم المحتالون وأتباعهم.

فالعالم أكبر بكثير من أن يكتظ بمن يريدون النهب والسرقة. فعلى رغم العقبات التي يضعها بعض الجشعين، نحن مازلنا نسلك طريق النمو والتطور

العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً