العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ

تأثير العنف المنزلي على الأطفال

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشفت دراسة عالمية أصدرتها حديثاً كل من اليونيسف وشركة «Body Shop International» الأثر المدمّر والدائم للعنف المنزلي على الأطفال.

وبداية تضع الدراسة تعريفاً للعنف المنزلي بأنه «الإيذاء البدني أو الجنسي أو العقلي الذي يمارس ضدّ أحد الأولياء أو مقدّمي الرعاية». ويبيّن أن مشاهدة العنف المنزلي أو سماعه أو الوعي به بشكل آخر يمكن أن تؤثر على نماء الأطفال بدنياً وعاطفياً واجتماعياً، أثناء مرحلة الطفولة وفيما بعدها.

وغالباً ما تكون النساء ضحايا العنف المنزلي. فعلى الصعيد العالمي، تتعرّض امرأة على الأقل بين كل ثلاث نساء إلى الضرب أو الإكراه على ممارسة الجنس أو شكل آخر من أشكال الاعتداء. وغالبا ما يحدث ذلك من قِبَل شخص تعرفه، قد يكون زوجها أو فردا آخر من أفراد أسرتها الذكور. كما أنّ واحدةً من كل أربع نساء تتعرّض للإيذاء أثناء الحمل. ويلفت التقرير الانتباه إلى حقائق معروفة بدرجة أقل وهي الأثر الذي يلحق بالأطفال المعرضين لهذا العنف.

واستناداً إلى بيانات عالمية مستمدة من دراسة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، يقدِّر التقرير، بصفة متحفظة، أن عدد الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي يصل إلى 275 مليون طفل. ولكن من الصعب معرفة عدد الأطفال الذين يؤثر فيهم العنف المنزلي نظراً للحالات الكثيرة التي لا يتمّ الإبلاغ عنها ولعدم توفّر البيانات على الإطلاق في بعض الدول.

وتحذر، المديرة التنفيذية لليونيسف، آن م. فينمان من «أن العنف المنزلي يمكن أن يكون له أثر سلبي طويل المدى على الأطفال. ومن الضروري أن ينشأ الأطفال في بيئات مأمونة ومستقرة، خالية من العنف».

من جانب آخر، تقول أنيتا روديك، مؤسسة شركة (Body Shop International): «إن الأطفال هم من أكبر ضحايا العنف المنزلي. لا بدّ أن تكون حماية الأطفال هي الشاغل الأساسي لكل من يعمل على وضع حدّ للعنف المنزلي. ونحن نحث الجميع على الاحتشاد وراء هذه الحملة العالمية».

ويحذّر التقرير من أن الأطفال الذين يعيشون في ظل العنف المنزلي لا يتحملون معاناة العيش في محيط يتّسم بالعنف فحسب، بل قد يصبحون أيضا ضحايا للإيذاء. ويقدَّر أن 40 في المئة من الأطفال الذين كانوا ضحية لسوء المعاملة أبلغوا أيضاً عن وجود عنف في منازلهم.

وحتى عندما لا يتعرّض الأطفال مباشرة إلى الإيذاء البدني، فإن معايشتهم للعنف المنزلي يمكن أن تترك لديهم تأثيرات شديدة ودائمة. وتبدأ هذه التأثيرات في مرحلة مبكرة، إذ تبيّن الدراسات أن احتمالات التعرض للعنف المنزلي لدى الأطفال الأصغر سناً أكبر منها بين الأكبر سناً، مما من شأنه أن يعوق نموهم العقلي والعاطفي في مرحلة مهمة من مراحل نمائهم.

ويدعو التقرير الحكومات إلى المساهمة في حملة الحد من تأثيرات العنف السلبية من خلال:

- التوعية بأثر العنف المنزلي على الأطفال.

- وضع سياسات عامة وقوانين تحمي الأطفال.

- تحسين الخدمات الاجتماعية التي تعالج أثر العنف في المنزل على الأطفال.

ولعل الكثير من مسلكيات أطفالنا السيئة، مصدرها عنف منزلي مارسناه نحن وشاهدوه هم

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً