العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ

حزب الله غالباً أو مغلوباً

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

خروج حزب الله من الحرب خاسراً قد يعقد المشهد في الشرق الاوسط بقدر خروجه منتصراً من هذه الحرب.

عملياً يمكن أن نعتبر أن النصر الميداني الذي حققه حزب الله على الأرض منح الحكومة اللبنانية قوة في التفاوض واطلاق مبادرة السنيورة لانهاء الصراع، وفي الوقت نفسه اضعف هذا النصر الجبهة المقابلة المتمثلة في المحور الاسرائيلي - الاميركي التي أعلنت انها بحاجة الى ايام اخرى لتحقيق ما تريد تحقيقه.

السيناريوهات المعروضة حاليا تؤكد أن حزب الله حتى وان اضطر الى الانسحاب الى العمق اللبناني سيبقى فاعلاً في تقرير مصير الجنوب سياسياً وعسكرياً.

وبغض النظر عمن سيخرج منتصراً من هذه المعارك الا ان دور حزب الله سيبقى فاعلاً في رسم مستقبل السياسة اللبنانية، ولاسيما بالنسبة الى الوضع في الجنوب.

ولكن ماذا لو خرج حزب الله خاسراً من الحرب الحالية؟

على الصعيدين المحلي والدولي سيبقى حزب الله قوة مهيمنة على مستقبل الجنوب على الأقل، وبالتأكيد ان هذه القدرة على هذه المنطقة الحساسة بالنسبة لـ «اسرائيل» واميركا ستحتم عليهما التعامل بنوع من الواقعية لا بديل عنها اذا ما ارادت الحفاظ على هدوء الجبهة اللبنانية، الا اذا كانت تفكر بتغيير الطبيعة الديمغرافية للمنطقة وهذا مستحيل من الناحية العملية.

صحيح، ان المخرج من المأزق في المعارك الدائرة بين القوات الاسرائيلية وحزب الله مازال غامضاً، وزيادة غموضه تكمن في عدم واقعية الرؤية الاميركية التي تبنت الموقف الاسرائيلي في الصراع الدائر، الا ان المتفق عليه حالياً هو نشر قوات دولية على طول الحدود في الجنوب اللبناني، لكن هل يمكن لهذه القوة ان تحقق ما تتطلبه السياسة الاميركية على الأرض؟

حتى الآن مازالت قضية نشر قوات دولية على الحدود مهددة بالفشل، وخصوصاً أن دولة مثل فرنسا التي أعلنت في البداية نيتها تولي قيادة هذه القوات قد انسحبت من الخطة وأعلنت انها لن تحضر اجتماعاً كان من المفترض عقده اليوم (الخميس)، لبحث مقترح نشر قوات دولية في جنوب لبنان، وهو قرار يعني من الناحية العملية فشلاً جديداً للسياسة الاميركية لحل الصراع الدائر.

إن نشر قوات دولية يجب ان يحظى بدعم وقيادة دولة عظمى قادرة على تنفيذ السلام على الأرض، كما ان «اسرائيل» تطمح الى ان تكون الدولة القائدة لهذه القوات مؤيدة لسياساتها وقادرة على منع حزب الله من استعادة قدراته الصاروخية.

التصريحات والمواقف المعلنة وغير المعلنة تؤكد ان «اسرائيل» غير قادرة على الاحتفاظ بالشريط الحدودي المفترض احتلاله لاسباب تتعلق بالوضع الدولي واحتمال تعرض قواتها لعمليات استنزاف لم تعد «اسرائيل» قادرة على تحملها.

في النهاية يبقى مؤكداً ان رفض حزب الله لاي مقترح لنشر قوات في الجنوب يعني من الناحية العملية فشل تطبيق مثل هذا الاقتراح ، ولاسيما ان معظم الدول التي أعلنت موافقتها المبدئية لارسال قوات اشترطت موافقة حزب الله قبل البدء بتنفيذ المهمات في الجنوب، بل ان دولة (مطيعة) لاميركا مثل استراليا قالت ان نشر قوات في الجنوب اللبناني من دون موافقة حزب الله (غالباً او مغلوباً) يعد نوعاً من انواع الانتحار

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً